ثقافةصحيفة البعث

قل “أحبك” لوردا فوزي

 

هل سبق وجربت أن تقول “أحبك” دون استخدام حروفها الأربعة؟ أي بدون استخدام كلمة “أحبك” تحديداً، قد يكون الأمر غاية في الصعوبة عندما يكون عليك عدم نطق هذه الكلمة، لكن في نفس الوقت عليك التعبير عن حبك لشخص ما بدون أن تقولها حرفياً، ربما قد يكون الحل عن طريق استخدام أساليب أخرى فهناك الكثير من الكلمات التي تدل على معاني المحبة والعاطفة والهيام (أحتاجك، أنت لي، أريد البقاء معك، أنت الحياة، أنت عالمي، لا أستطيع الحياة بدونك، وسواها) وعندما يسمع أي شخص هذه الكلمات لابد سيدرك أنه يعني الكثير لمن قالها، وبما أنه “غير مسموح” قول “أحبك” بشكل حرفي إذاً ربما يكون الحل أيضاً عن طريق القيام بأفعال تدل على الحب لأنه وكما يقال “الحب أفعال وليس أقوالاً” لذلك نستطيع أن نعبر عن حبنا من خلال لفتة صغيرة، اهتمام بسيط، هدية رمزية، سؤال “كيف الحال”، مشاركة فنجان قهوة، كما قد يتجلى بأشكال مختلفة من خلال الدعم والمساندة، فالحب هو احتواء قبل كل شيء، لكن في الحقيقة مهما فعل المحب من أجل إثبات مشاعره، ومهما قال من كلمات يبقى الحبيب -في أغلب الأحيان- بحاجة إلى سماع تلك الكلمة التي لن يراوده الشك بعدها برغبة الآخر في تمضية أيام العمر معه، فباله لن يهدأ وقلبه لن يمتلئ قبل أن تطرب موسيقى كلمة “أحبك” مسامعه.
وبالرغم من أن كل تجربة حب هي حالة مختلفة وخاصة، إلا أنه علينا جميعاً أن نكون أكثر سخاءً وإيجابية في الحب وبدلاً (من الوقوع في الحب..نصعد إلى الحب) وبذلك نغير أيضاً تعابيرنا المجازية لنستخدم تعابيراً أكثر إيجابية ونبتعد عن تلك السلبية ونتوقف مثلاً عن قول “أموت من أجلك، سأدمر العالم لأكون معك..”لأن التعابير في الواقع تشكل الطريقة التي نواجه بها العالم، ولأن تجارب الحب تخبرنا الكثير وتؤكد أنه دون الاعتراف الحرفي بالحب يبقى هناك شيء “غير مكتمل” فلا بديل عن كلمة “أح ب ك” بحروفها الأربعة فهي بيت القصيد، وهي الغاية ليس فقط بين الحبيبين بل هي غاية الحياة بأكملها وهي الكلمة الوحيدة التي لا تموت حين تقال.