الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا: واشنطن العقبة الرئيسية أمام هزيمة “داعش” النهائية

 

في ضوء المساعي الأمريكية لتعطيل المسار السياسي ونسف اتفاقات أستانا، جدّدت روسيا حرصها على الالتزام بتطبيق اتفاق مناطق تخفيف التوتر والحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنه يتم التنسيق لعقد لقاء ثلاثي حول سورية يضم وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في أستانا الشهر المقبل، فيما شدد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي أن الآلية السياسية في سورية تمر عبر مؤتمر أستانا، لافتاً إلى أن إيران تدعم هذا المسار.
وفيما أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن واشنطن نادراً ما تقدم المساعدة لموسكو بخصوص التسوية السياسية للأزمة، شدد أليكسي بوشكوف عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي أن الولايات المتحدة تشكّل العقبة أمام الهزيمة النهائية لتنظيم “داعش” بسبب دعمها للإرهابيين.
وفي التفاصيل، جدد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تأكيده على حرص روسيا على الالتزام بتطبيق اتفاق مناطق تخفيف التوتر والحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وقال للصحفيين أمس: نحن نشدد دائماً على أن إقامة مناطق تخفيف التوتر في سورية هي إجراء مؤقت يهدف إلى تهيئة ظروف أكثر ملاءمة للتسوية السياسية لضمان تنفيذ القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والحفاظ على سيادة وسلامة ووحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أنه من المحتمل تمديد فترة عمل هذه المناطق.
وتابع بوغدانوف رداً على سؤال حول موقف روسيا بشأن تهديدات النظام التركي بعدوان جديد على مدينة إدلب: هناك صيغة أستانا كما أن هناك مناطق تعمل على تخفيف التوتر وأعتقد أن كل هذه القضايا تناقش بشكل رئيسي على مستوى قادتنا العسكريين، ونحن في الوقت نفسه نؤيد احترام الاتفاقات المتعلقة بهذه المناطق ومبدأ الحفاظ على سلامة الأراضي السورية، ولفت إلى أنه يتم التنسيق لعقد لقاء ثلاثي حول سورية يضم وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في أستانا الشهر المقبل. وفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على سورية قال بوغدانوف: إننا ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة لتفادي أي تصعيد خطير في المنطقة.
إلى ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن واشنطن نادراً ما تقدم المساعدة لموسكو بخصوص التسوية السياسية للأزمة في سورية، مشيراً إلى أن بلاده تواصل اتصالاتها المنتظمة مع إيران وتركيا بهذا الخصوص، وقال في مؤتمر صحفي أمس: فيما يتعلق بمساعدة الولايات المتحدة في استقرار الوضع في سورية ومواصلة العمل للتوصل إلى تسوية سياسية دبلوماسية فإن هذه المساعدة مازالت في مرحلة الندرة، وأشار إلى أن روسيا ستواصل اتصالاتها المنتظمة مع إيران والنظام التركي للتوصل إلى حل للأزمة في سورية وقال: إنكم تعلمون أن الرئيس  فلاديمير بوتين واصل اتصالاته المنتظمة مع نظيريه في إيران وتركيا خلال الأسابيع القليلة الماضية وإن هذا العمل سيستمر لأنه مدعو ليكون الدعامة الكبيرة في تعزيز الجهود السلمية المبذولة في إطار جهود الأمم المتحدة.
من جهة ثانية، أكد أليكسي بوشكوف رئيس لجنة السياسة الإعلامية والتعاون مع وسائل الإعلام عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي أن الولايات المتحدة تشكل العقبة أمام الهزيمة النهائية لتنظيم داعش في سورية بسبب دعمها للإرهابيين المتبقين منه.
وقال بوشكوف في تغريدة على (تويتر): إن العائق أمام الهزيمة الأخيرة لداعش هي الولايات المتحدة نفسها انطلاقاً من رغبتها في استخدام فلول المسلحين المتبقين منه ضد الحكومة السورية، مشيراً إلى أن روسيا لا يمكن أن تكون عائقاً أمام مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سورية كما يزعم البنتاغون.
وفي طهران أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن سورية لها الحق بالدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات وانتهاكات العدو الإسرائيلي المجال الجوي السوري، وقال: إنه إذا أراد الكيان الصهيوني أن يعتدي على سورية فعليه أن يدرك أن أي اعتداء سيواجه بالرد فهذا حق لسورية ولأي دولة ذات سيادة.
وفي سياق آخر أوضح ولايتي أن إيران تدعم مسار أستانا لحل الأزمة في سورية وقال: إن الآلية السياسية في سورية تمر عبر مؤتمر أستانا وإيران تدعم بالتأكيد هذا المسار ونحن متفائلون بهذه الاجتماعات، وأضاف: إنه في حال وجود طريق سياسي للحل في سوريه فإنه يمر عبر بوابة اجتماعات أستانا بالتأكيد، وشدد ولايتي على أن الوجود الاستشاري لإيران في بعض دول المنطقة مثل سورية يأتي بطلب من حكوماتها الشرعية، موضحاً أن هذا الوجود في سورية سيستمر للدفاع عن جبهة المقاومة وفق التوافق الحاصل بين البلدين والحكومتين.
من جهته أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني اردشير نوريان أن الانتصار الذي يحققه محور المقاومة على الإرهاب في سورية يجب أن يكتمل بالعملية السياسية لحل الأزمة فيها، وأوضح أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والنظام السعودي يسعون لاختلاق العقبات لتعطيل مسار عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية والحيلولة دون أن تخرج بنتائج إيجابية، مشدداً على وجوب منع هذه القوى من تحقيق مآربها.
إلى ذلك اعتبر السفير الروسي لدى طهران لوان جاغاريان في تصريح له أن التعاون بين روسيا وإيران سيستمر في مكافحة الإرهاب في سورية، وقال: إننا مرتاحون من مستوى الاتصالات بين روسيا وإيران في سورية ولاسيما فيما يتعلق بتوفير الظروف لأنشطة مناطق تخفيف التوتر فيها، مؤكداً أن للبلدين دوراً مهماً في الانتصار على الإرهاب.