ثقافةصحيفة البعث

“يلا سينما” مشروع وطني يُنَفَّذ لأوَل مرة في سورية

 

بالتعاون بين المؤسسة العامة للسينما والهيئة العامة لمدارس أبناء وبنات الشهداء أطلق أمس مدير المؤسسة العامة للسينما الأستاذ مراد شاهين والسيدة شهيرة فلوح مدير عام الهيئة العامة لمدارس أبناء وبنات الشهداء عبر المؤتمر الصحفي الذي عُقد في مقر الهيئة العامة لمدارس أبناء وبنات الشهداء مشروع “يلا سينما” بحضور المهند كلثوم المدير الفني للمشروع وباسل سراولجي مدير إدارة شؤون الإنتاج.

التعبير بطريقة راقية
وتوجه شاهين بالشكر للسيدة شهيرة فلوح لاحتضان هذا المشروع الهام ومن خلال صرح مدارس أبناء الشهداء، هذا الصرح الذي أولاه القائد المؤسس حافظ الأسد ورئيس الجمهورية العربية السورية د.بشار الأسد كل الرعاية والاهتمام، وبين أن “يلا سينما” مشروع فعّال وله قيمة موجهة لأبناء الشهداء الذين بذلوا دماءهم في سبيل الوطن، وهو يساهم في خلق ثقافة سينمائية وفنون بصرية مبدعة ومستقلة وجريئة ومتفاعلة بمجتمعاتنا ومنفتحة على المجتمعات الأخرى، حيث يطمح هذا المشروع إلى بناء وتنمية قدرات الأطفال في هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء وتمكينهم من فهم واستيعاب فن السينما والواقع بشكل أفضل، ومن ثم تدريبهم على صناعة تجاربهم السينمائية الأولى واستخدام السينما للتعبير عن أنفسهم بطريقة فنية راقية في شتى المواضيع، بحيث يكون لدينا شباب قادرون على أن يكونوا جزءاً أساسياً من جسد الوطن يساهمون في بنائه من خلال الثقافة، وأكد أهمية وجود أجيال محّصنة وسليمة بعيداً عن كل الممارسات المغلوطة والأساليب الحياتية المنحرفة التي تغزو مجتمعاتنا، ونوه إلى أن هذا المشروع تجربة قائمة على التشاركية مع هيئة مدارس أبناء الشهداء وأن النتائج ستكون مفاجئة للجميع، خاصة وأن أطفال سورية يمتلكون طاقات لا حدود لها ويتمتعون بمواهب كثيرة، ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المشاريع العديدة التي تتبناها المؤسسة العامة للسينما والتي تستهدف أطفالنا لتصبح الفنون بشكل عام والسينما خاصة جزءاً من سياسة التعليم في سورية بهدف بناء شخصية الطفل السوري المحصّن والمعافى، وأعلن في الوقت ذاته أن مشاريع عديدة تستهدف الأطفال سيتم إطلاقها تباعاً عبر المؤسسة العامة للسينما.

مدارس نموذجية
وأكدت السيدة شهيرة فلوح أن مدارس أبناء وبنات الشهداء هي مدارس نموذجية فريدة من نوعها أُسست في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد تكريماً لمن بذل دماءه رخيصة في سبيل الوطن، وقد تخرّجت منها شخصيات مهمة وهي اليوم تضم أبناء شهداء الحرب على سورية، وتولى كل العناية والاهتمام من قِبَل السيد رئيس الجمهورية، ولأنّ إدارة هذه المدارس اعتادت على أن تقدم كل ما هو جديد لطلّابها رحّبت بمشروع “يلا سينما” بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما وهي متأكدة من أن النتائج ستكون مبهرة لأن أبناء الشهداء مميزون ويتمثلون قيم آبائهم.

حدث مهم
وبيّن المخرج المهند كلثوم الذي تربى ودرس وتخرج في مدارس أبناء الشهداء أن “يلا سينما” مشروع وطني متكامل جديد يُنَفَّذ لأوَل مرة في سورية، وأن نتائج هذا المشروع ستفاجئ الجميع لأن الطفل السوري معروف بقدرته الكبيرة على التميز والإبداع.. من هنا رأى أن إطلاق مشروع “يلا سينما” حدث مهم لأنه يستهدف أطفال سورية جيل المستقبل، وَقَدَّم كلثوم استعراضاً فنياً بسيطاً عن فكرة المشروع وقسّمه إلى ثلاث مراحل، الأولى تحت عنوان “شاشة يلا سينما” وهي عبارة عن عروض سينمائية احترافية لأفلام سوريّة وأخرى أجنبية، الهدف منها تقديم عروض سينمائية ذات قيمة ثقافية عالية لتثقيف الطفل سينمائياً بحيث تتيح المجال له لأن يشاهد ويطّلع على الصناعة السينمائية على أن يلي عرض الأفلام مناقشة مع صنّاعه لخلق حوار بينهم وبين الطلاب، وتستغرق هذه المرحلة سنة كاملة على أن تُعرض هذه الأفلام في كندي دمشق ودمر، والبداية ستكون اليوم من خلال عرض فيلم “الأب” لباسل الخطيب، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة المكتبة السينمائية التي ستبدأ بعد انطلاق المرحلة الأولى، والهدف منها تأسيس مكتبة سينمائية يمكن أن يستفيد منها الطلاب بشكل احترافي وأكاديمي من الكتب التي ستتواجد في المكتبة من خلال قراءة الكتب السينمائية التي تناولت المدارس السينمائية في العالم عبر مكتبتين، الأولى في مدارس أبناء الشهداء والثانية في مدارس بنات الشهداء والهدف من هذه المرحلة تثقيف الطلاب سينمائياً لتكون المرحلة الثالثة كما بيّن كلثوم مرحلة المغامرة السينمائية وهي عبارة عن مرحلة تدريب مجموعة من الأطفال على صناعة الفيلم السينمائي وتأهيلهم سينمائياً حيث سيتم اختيار هؤلاء الأطفال من قبل لجنة مختصة ليتم بعد ذلك تعليمهم كتابة السيناريو والتصوير والإخراج إلى جانب الرقص، وستبدأ هذه المرحلة في الشهر الثالث عبر نظام أكاديمي يشرف عليه أساتذة سينمائيون أكاديميون متميزون لهم بصمتهم في عالم السينما وتستهدف هذه المرحلة الأطفال ما بين 10-15 سنة لتختتم الورشات النظرية فيها بمشاريع عملية من المتوقع أن يتم تنفيذها في شهر أيار ولتختتم هذه المرحلة بمشاريع تخرج وإنجاز أفلام حسب عدد الطلاب، في حين أوضح باسل سراولجي مدير إدارة شؤون الإنتاج أن المؤسسة العامة للسينما أمّنت للمشروع كل النواحي التقنية لتنفيذه على أكمل وجه، من خلال تأمينها لصالة عرض احترافي (كندي دمشق وكندي دمر) والذي سيتم من خلالهما عرض الأفلام وتزويد المكتبة السينمائية وتوفير جميع النسخ من الكتب السينمائية الاحترافية (إخراج-ديكور-موسيقا) لفنانين وكتاب مشهورين كما ستزوّد المؤسسة مرحلة المغامرة السينمائية بكاميرات سينمائية وأجهزة إضاءة وكادر فني يساعد الأساتذة في تدريب الطلاب.
أمينة عباس