دراساتصحيفة البعث

شهادة صحفي بريطاني من أرض الواقع.. سورية

هيفاء علي

الأزمة السورية التي دخلت عامها السابع جذبت الكثير من الصحفيين الأجانب للقدوم إلى سورية وتلمس حقيقة ما يجري على الأرض بعدما أسرفت وسائل الإعلام الغربية بضخ الأخبار الكاذبة والمضللة حول الأحداث اليومية. ويعتبر الصحفي البريطاني توم دوغان واحداً من هؤلاء حيث أقام في جرمانا، إحدى ضواحي دمشق. روى دوغان ما شاهده وما يعيشه السوريون يومياً دون زيادة ولا نقصان. بدأ شهادته بالحديث عن آخر الأخبار، صباح السبت، عندما أقدم الإسرائيليون على شن عدوان على سورية واستهداف نقاط عسكرية في عدة مناطق، إلا أن الدفاعات الجوية السورية كانت لهم بالمرصاد وصدت الهجوم وتمكنت من إسقاط طائرة حربية إسرائيلية اف16 وإصابة طائرات أخرى. كما تمكن الجيش السوري من اعتراض صواريخ أخرى وإسقاطها قبل بلوغ الهدف.

ويتابع توم شهادته: قبل أيام أقدمت “إسرائيل” على إطلاق صواريخ على منطقة جمرايا، عبر المجال الجوي اللبناني، في انتهاك صارخ ومتجدد للسيادة السورية واللبنانية. كل هذه التطورات لم تحرك ساكناً لدى المجتمع الدولي الذي التزم الصمت، وهو يرى كيف تقوم وحوش الرعب بارتكاب أعمال فظيعة إرهابية في فلسطين وسورية، وتدعم الإرهابيين في مرتفعات الجولان وتزودهم بالسلاح والذخائر العسكرية. ويستمر العالم بالصمت، بينما تكتفي الأمم المتحدة بالإعراب عن قلقها إزاء الشعب السوري دون أن تفعل شيء، خاصةً وأن الأمر يتعلق بـ “إسرائيل”. ويضيف: كنت أمضي نهاري بالعمل على مشروعي في جرمانا عندما تعرضت العاصمة دمشق لوابل من القذائف التي يطلقها إرهابيو الغوطة الشرقية وجوبر يومياً منذ شهر تقريباً. جوبر معقل الإرهابيين وبؤرة التزود بالسلاح والمال القادم من “إسرائيل”، أما الغوطة الشرقية فتحظى بدعم السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

إنها حرب قذرة بالوكالة تقودها قوى بالوكالة، يقول الصحفي البريطاني، مضيفاً: “منذ أيام هاجم هؤلاء الإرهابيون كراجاً في دمشق.. كراج ليست له أي أهمية عسكرية، أسلكه يومياً، ويكتظ بالمواطنين السوريين الماضين إلى عملهم ومدارسهم وجامعاتهم بكل بساطة. ومع ذلك، لم نسمع ولم نر أي خبر أو تقرير في وسائل الإعلام الغربية عن هذه القذائف التي تستهدف المدنيين في مناطق مختلفة من دمشق وضواحيها.

وتوجه دوغان إلى الصحفيين في نيويورك وباريس ولندن بالسؤال عن سبب صمتهم المريب هذا، متسائلاً: هل قبضتم شيكات سعودية مقابل هذا الصمت؟ هل دفع لكم مدراء صحفكم وقنواتكم التلفزيونية ثمنا باهظاً لصمتكم؟ أود تذكيركم أنكم أصبحتم صحفيين لسبب واحد، هو قول الحقيقة، وأنتم لا تقولون الحقيقة، بل تقولون ما يمليه عليكم أرباب صحافتكم ووسائل إعلامكم. ويختم الصحفي البريطاني بالقول: أنا هنا على أرض الواقع وأرى بأم العين ما يجري. تعبت وأمضيت أياماً عصيبة تحت القذائف مع المواطنين السوريين، المواطنين الحقيقيين، وليس المرتزقة المدعومين من الخارج. وأنا غاضب جداً من الأمم المتحدة التي لا عمل لها سوى تضييع الوقت، ومن الـ بي بي سي ، وفوكس، وسي إن إن أيضاً التي تضيع الوقت. أما الجزيرة والعربية فلا تفعلان شيء سوى رواية الأكاذيب منذ اندلاع الأزمة السورية.. هذه هي خلاصة تقريري اليومي:

– في سورية، تواجه الحكومة السورية حرباً إرهابية وليس حرباً أهلية.

– في سورية، يسقط كثير من الشهداء يومياً بسبب قذائف الغدر.

– من هنا، وليس من الغرب، نبحث عن الحقيقة. هنا فقط تجدونها، وليس في مكان آخر، لأن مالكي قنوات التلفزة ومدراء الصحف ووسائل الإعلام المختلفة جميعهم يعملون تحت إمرة الدولارات.

هذه نهاية تقرير بريطاني غاضب.. من قلب سورية.