الصفحة الاولىصحيفة البعث

لافروف يحذر واشنطن من اللعب بالنار في سورية

 

وسط أجواء التصعيد التي تنتهجها واشنطن لتنفيذ أجنداتها في سورية، جددت موسكو تحذيرها من عواقب المحاولات العبثية الأمريكية المنطلقة من مصالحها الضيقة حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها مطلب دولي محذراً من خطط الولايات المتحدة لتقسيمها، داعياً الأمريكيين لتجنب اللعب بالنار وتحديد خطواتهم ليس انطلاقاً من احتياجات الحالة السياسية العابرة بل من مصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة، مؤكداً أن الجيش العربي السوري والقوات الروسية ماضون في القضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي. وفيما بحث الرئيس الروسي مع رئيس النظام التركي تعزيز التعاون بصيغة أستانا وتعزيز التعاون من أجل ضمان الأداء الفعال لمناطق خفض التوتر ودفع العملية السياسية، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ضرورة مواصلة العملية السياسية لحل الأزمة استناداً إلى نتائج أستانا ومؤتمر في سوتشي.
وفيما جدد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين تأكيد بلاده أن الشعب السوري وحده من يحدد مصير بلده، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على مناطق في سورية في محاولة لتقسيمها بغرض تحقيق مآربها الجيوسياسية.
وفي التفاصيل، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الوضع في سورية. وقال الكرملين في بيان: إن الرئيسين ركزا خلال بحثهما الوضع في سورية على قضايا تعزيز التعاون بصيغة أستانا والتأكيد على الاستعداد للتنسيق الوثيق لجهود روسيا وتركيا وإيران من أجل ضمان الأداء الفعال لمناطق خفض التوتر ودفع العملية السياسية نحو تطوير الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وأشار البيان إلى أنه تم التطرق خلال الاتصال إلى الوضع في شمال غربي سورية مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع في عفرين.
إلى ذلك دعا رئيس مجلس الدوما الروسي في مؤتمر صحفي عقده أمس في برن بسويسرا الدول الأوروبية إلى العمل على وقف التدخل الأمريكي في شؤون الدول ذات السيادة موضحاً أن تدخل الولايات المتحدة في شؤون دول أخرى مثل ليبيا والعراق أدى إلى عواقب مأساوية. وقال فولودين: إن روسيا لا تشارك الولايات المتحدة موقفها إزاء التدخل في الدول ذات السيادة وخاصة عندما تكون هذه السياسة قائمة على ذريعة الحفاظ على المصالح الأمريكية.

لافروف يحذر أمريكا من اللعب بالنار

في الأثناء قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل في موسكو أمس تجري الآن مناقشات في الأمم المتحدة حول الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية وإدلب وتطرح دعوات في مجلس الأمن لوقف عمليات الجيش السوري وهناك مبادرة لإعلان التوقف لشهر على الأقل لتهدئة الأوضاع وإيصال المساعدات الإنسانية، وأضاف: المشكلة أن من يتحكم بالأمور في إدلب والغوطة الشرقية هو تنظيم (جبهة النصرة) الذي أدرجه مجلس الأمن على قائمته للتنظيمات الإرهابية، مبيناً أن التنظيم جعل من المدنيين دروعا بشرية في الغوطة الشرقية ويمنع خروجهم رغم الدعوات الروسية إلى ضرورة إجلاء المدنيين.
وتابع لافروف: تسنى لنا الاتفاق على إجلاء بعض المدنيين والحالات الإنسانية الصعبة من الغوطة الشرقية إلا أن جميع الجهود المبذولة من جانبنا كانت تصطدم برفض (النصرة) الذي يستهدف المدنيين ويهاجم الأحياء ومبانينا في دمشق، وقال: نطالب شركاءنا الغربيين المؤثرين على تنظيم جبهة النصرة بالضغط عليه لكن في النهاية لا بد من القضاء على عناصر هذا التنظيم الإرهابي.
من جهته أوضح مساهل أن جهود الجزائر وروسيا تتوجه بشكل موحد للقضاء على الإرهاب مشيراً إلى تطابق مواقف البلدين حول ضرورة حل الأزمة في سورية عن طريق الحوار بين السوريين وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية.
وفي وقت لاحق قال لافروف خلال كلمة له في منتدى فالداي الدولي للحوار بموسكو أمس: أدعو الأمريكيين مرة أخرى لتجنب اللعب بالنار وتحديد خطواتهم ليس انطلاقا من احتياجات الحالة السياسية العابرة بل انطلاق من مصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة، معرباً عن قلق بلاده حيال محاولات الولايات المتحدة تقسيم سورية مبيناً أن مثل هذه المخاوف سببها المخططات التي بدأت واشنطن بترجمتها على الأرض، مشدداً على أن هذا خطير جداً على الأمن والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأشار لافروف إلى أن تصريحات الأمريكيين بأن هدفهم الوحيد هو محاربة تنظيم داعش الإرهابي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية تتناقض مع تصرفاتهم العملية وهي بحاجة إلى إثبات بأفعال ملموسة، وأوضح أن الولايات المتحدة تحتل منطقة التنف السورية التي يلاحظ فيها وجود الإرهابيين وتنطلق من خلالها الكثير من الأعمال الإرهابية على مناطق أخرى لذلك يجب إغلاق هذه المنطقة فوراً، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تخجل من الحديث عن أن المساعدات الإنسانية لا يمكنها أن تمر عبر هذه المنطقة بسبب سيطرة الولايات المتحدة عليها.
وبشأن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي أوضح لافروف أن المؤتمر مهم جداً لأنه الأول من نوعه من حيث تمثيل مختلف أطياف الشعب السوري وتأكيده على أن الحوار بين السوريين هو من يحدد مستقبل سورية مشدداً على ضرورة تقديم المجتمع الدولي الدعم لتنفيذ ما تم التوصل إليه في المؤتمر بمساعدة الأمم المتحدة.

ظريف: واشنطن تسعى للسيطرة على مناطق في سورية

من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في كلمة له خلال المنتدى إن القضاء على الإرهاب في سورية يمهد الطريق لبدء خطوات الحل السياسي للأزمة دون أي تدخل خارجي وخاصة من قبل الولايات المتحدة التي يعرقل وجودها تحقيق هذا التقدم، وأشار إلى أنه رغم هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق إلا أن خطره لا يزال قائماً وخاصة في ظل وجود أسلحة كبيرة لديه واستمرار بعض الدول في دعمه. ودعا ظريف إلى وضع حد لأعمال “إسرائيل” العدوانية ضد سورية، مؤكداً أن إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة للعدو الإسرائيلي جاء رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.

بوغدانوف: منع النفوذ الأجنبي

من جهة ثانية أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ضرورة مواصلة العملية السياسية لحل الأزمة في سورية استناداً إلى نتائج أستانا ومؤتمر سوتشي .
وأشار بوغدانوف في تصريح صحفي على هامش منتدى فالداي إلى أن روسيا ترى تهديداً لسلامة الأراضي السورية وتدعو إلى عدم السماح بتحويل مناطق تخفيف التوتر في سورية التي أقيمت بشكل مؤقت إلى مناطق نفوذ للدول الأجنبية أي للأميركيين والأتراك والبلدان الأخرى، ولفت إلى أن بلاده ومن خلال عملها النشط لحل الأزمة في سورية تم إنشاء عملية أستانا وتمت صياغة مفهوم مناطق تخفيف التوتر بمشاركة الدول الثلاث الضامنة روسيا وإيران والنظام التركي وبعض المشاركين بشكل مراقبين مبينا أن الخلافات ينبغي أن تحل على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

نعومكين: منع تنفيذ مخططات أمريكا

من جانبه أكد المشرف العلمي لمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين أن روسيا تعمل على منع تنفيذ مخططات الولايات المتحدة الاستفزازية التي تحاول من خلالها تقسيم سورية لأن هذه المخططات لا تتناقض فقط مع الاستراتيجية الروسية بل مع القوانين الدولية ومبادئ الأمم المتحدة أيضا.
وقال نعومكين في تصريح لقناة روسيا اليوم على هامش منتدى فالداي: إنه يجب الحرص على وحدة الأراضي السورية وسيادتها بعيدا عن التدخل الأجنبي الذي يعيق الحل السياسي، وأوضح نعومكين أن مشاركة مختلف شرائح المجتمع السوري في مؤتمر سوتشي أسهمت بشكل كبير في تعزيز الحوار بين السوريين، مشيراً إلى استمرار جهود روسيا لحل الأزمة في سورية وفقا للقرارات الدولية.

بري: دعم الحل السياسي

وفي بيروت جدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري دعمه لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يعيد إليها الأمن والاستقرار ويحفظها عاصمة للعروبة وعريناً للأحرار، وشدد على أهمية دعم الجيش اللبناني وتعزيز قوة الأجهزة الأمنية والتمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وبمشروع المقاومة التي لا تزال تتصدى للإرهاب التكفيري بمختلف مسمياته.
بدوره أكد رئيس مركز الدراسات في حزب الله والأستاذ بالجامعة اللبنانية عبد الحليم فضل الله أن إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة للعدو الإسرائيلي يمثل تحولاً شديد الأهمية لصالح المقاومة في مواجهة هذا العدو، وقال: إن هذا التحول يمكن وضعه في مجالين، الأول يؤكد أن سورية التي كانت طوال الوقت دولة ممانعة أثبتت أنها دولة مقاومة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والثاني أنها تدل على وجود الحزم وامتلاك القدرة والإرادة لاتخاذ القرار السياسي للرد على اعتداءات الكيان الصهيوني.