تحقيقاتصحيفة البعث

لتحقيق أفضل خدمة صحية مشــفى المواســاة.. مشــاريع حيويــة لتطويــر العمــل وخدمــات مجانيــة

 

استطاعت الهيئة العامة لمشفى المواساة تحقيق معادلة الاستمرار في تأدية الخدمة العلمية والخدمية، والانطلاق نحو المزيد من المشاريع الحيوية التطورية لتحقيق أفضل خدمة صحية للمواطن، كونه أقدم المراكز العلمية والتعليمية والخدمية الموجودة في القطر، والتابعة لوزارة التعليم العالي التي دعمته لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين بسوية عالية وبشكل مجاني، إضافة إلى منحه الشخصية الاعتبارية، والاستقلال المالي والإداري، لاحتوائه على /30/ شعبة تخصصية، تشمل مفاصل العمل الطبي كافة.
مشاريع منجزة
مدير الهيئة الدكتور عصام الأمين، أكد على إنجاز العديد من المشاريع التطورية خلال العام المنصرم والتي تجلت في ترميم الإسعاف المركزي بمعايير أوروبية، شملت قسم إسعاف الجراحة، وإسعاف الباطنة، وأربع غرف عمليات تعمل على مدار الـ /24/ ساعة، إضافة إلى تأسيس عناية جراحية لمرضى الحروق، والتي تعتبر العيادة التخصصية الوحيدة الموجودة في مشافي التعليم العالي المتمتعة بكادر تخصصي عالي المستوى من (أطباء تجميل وجراحة ترميمية وتخدير ) مع وجود /5/ منافس لضرورة استمرار العمل بالسوية اللازمة، بالتزامن مع تجديد العناية المركزة بمفاصلها الإسعافية كافة، الصدرية، والجراحة العصبية، والقلبية العامة، وافتتاح قسم العناية الفائقة للأمراض الانتانية وفق المعايير الطبية العالمية، وبإشراف مختصتين للعناية بالحالات الانتانية الشديدة التي تحتاج إلى مراقبة فائقة، بالتزامن مع ترميم قسم الانتانية لاستقبال الحالات الإنتانية كافة، وغرف العزل لمنع انتشار الأمراض الخطيرة بالتعاون مع المنظمات الصحية الدولية وفق المعايير العالمية المعترف بها، إضافة إلى ترميم قسم النفسية بمعايير ومواصفات عالمية لاستقبال كل حالات الأمراض النفسية الحادة والمزمنة والعصاب، وعلاج الإدمان بإشراف علمي طبي مختص، وإعادة العمل إلى وحدة القثطرة القلبية بعد توقفها لسنوات عدة، وإصلاح بعض الأعطال الموجودة.

6 مليارات لإكساء المجمع الإسعافي
ولفت الأمين إلى البدء بأعمال إكساء المجمع الإسعافي الأكبر على مستوى القطر ودول الجوار بتكلفة قدرت بحوالي /6/ مليارات ليرة، والذي يشمل /168/ سريراً و/24/ سرير عناية مركزة و/7/ غرف عمليات و/11/ طابقاً مع مهبط طائرة، ومدرج لإلقاء المحاضرات، علماً أنه سيتم الانتهاء من إكسائه في مدة زمنية تقدر بحوالي /24/ شهراً لتتحقق بذلك نقلة نوعية هائلة في مستوى تقديم الخدمة الإسعافية، كونه قادراً على استقبال /1500/ مريض يومياً، وعلى التعامل مع /40/ مريضاً إسعافياً في وقت واحد، إضافة إلى افتتاح محطة إنتاج الأوكسجين داخل المشفى، ما يوفر أكثر من /150/ مليون ليرة على المشفى سنوياً، ويغطي احتياجاته، كما يغطي أي نقص في المشافي التعليمية الأخرى، علماً أن وجود المحطة يمنع انقطاع تلك المادة الحيوية” الأوكسجين” التي يؤدي نقصها لتوقف العمل في المشفى، بالتزامن مع البدء ببرنامج الدور الالكتروني في العيادات الخارجية لتخفيف الازدحام، وتنظيم الدور بشكل سلس وحضاري، كما هو معمول فيه في أرقى المشافي العالمية، علماً أنها المرة الأولى التي يتم العمل فيها بهذا البرنامج في المشافي السورية الخاصة والعامة، إضافة إلى إنجاز شبكة لتزويد بعض أقسام المشفى بالماء الساخن عن طريق الطاقة الشمسية من خلال تطبيق مشروع “الطاقة الشمسية ” المساهم في توفير مادة المازوت، مع وجود دراسة لتعميمه على أقسام المشفى كافة، كونه مهماً بيئياً، ويساهم في خفض النفقات، بالتزامن مع افتتاح بئر جديد داخل المشفى لتعزيز احتياطيات المشفى من المياه في حالة الضرورة.

تأسيس وحدات تخصصية
كما تحدث مدير الهيئة العامة لمشفى المواساة عن تأسيس وحدات تخصصية عدة داخل المشفى، أهمها وحدة زرع القوقعة عند المصابين بنقص سمع حسي عصبي عميق، علماً أنها عملية مكلفة للغاية تبلغ تكاليفها في القطاع الخاص ما يزيد عن /10/ ملايين ليرة، ووحدة جراحة العمود الفقري التي أجرت عدة عمليات نادرة ، تكللت بالنجاح، ووحدة علاج أمراض الشبكية التي تم دعمها بجهاز”ost” الأحدث عالمياً لتشخيص أمراض الشبكية، بالتزامن مع تأسيس وحدة لجراحة أورام العين والجيوب الممتدة إلى داخل العين بإشراف جراح عينية وأذنية وجرح فم وفكين وجراح عصبية ووحدة لزرع الكلية، والتأسيس لوحدة زرع الأعضاء كـ (زراعة الكبد والرئة)، ووحدة جراحة الثدي الهادفة لمقاربة حالات سرطان الثدي، ووضع البروتوكول العلاجي المناسب بإشراف طبيب جراحة عامة وطبيب أورام، وطبيب جراحة تجميلية، وطبيب نفسي، علماً أنه يجري العمل لتحويل العمل في المشفى إلى مجموعة من الوحدات التخصصية أسوة بالمشافي الأكاديمية والتخصصية في الدول المتقدمة، بالتزامن مع البدء بتمديد فترة العمليات الباردة غير الإسعافية حتى الـ /6 /مساء لتجاوز الضغط الهائل على العمليات الجراحية، والتقليل من مواعيد العمليات، ولاسيما أن المشفى يجري حوالي /30/ ألف عملية سنوياً في /36/ غرفة عمليات.

مشاريع قيد الإنجاز
كما تطرّق الأمين إلى أهم المشاريع التطويرية التي تعتبر قيد الإنجاز للعام الحالي 2018 والتي تمثلت بترميم قسم التنظير الهضمي بمعايير أوروبية، وتجديد عمليات اليوم الواحد وعمليات الأذنية الخارجية مع ربط غرف العمليات مع المدرجات ليتم النقل التلفزيوني المباشر من غرف العمليات إلى المدرج، وترميم الطابق الرابع والخامس الخاص بالمرضى المقبولين عن طريق الإسعاف بكلفة تقدر بحوالي /340/ مليون ليرة، وسيتم البدء به بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية اللازمة، إضافة إلى زيادة عدد أسرة العناية المركزة ليصل إلى العدد المتعارف عليه عالمياً، وهو (منفسة لكل عشرة أسرة)، بالإضافة إلى شراء جهاز طبقي محوري متعدد الشرائح، وهو من أحدث الأجهزة الضرورية لتشخيص الكتل والأورام السرطانية مهما كان حجمها صغيراً، وإعادة المرنان إلى العمل من خلال صيانة الجهاز القديم، لاسيما أن الإجراءات الإدارية اللازمة لصيانته قيد الانتهاء، بالتزامن مع وعد من وزارة التعليم العالي بتأمين جهاز جديد إضافي قريباً، كما ستتم أتمتة أرشيف المشفى بالكامل، وزيادة سعة البكس الخاص بنقل الصور الشعاعية والفحوصات المخبرية إلى أماكن تواجد الطبيب، وغرف الفحص والعمليات دون الحاجة إلى الورقيات وأفلام الأشعة، وترميم الشعبة الأذنية بمعايير حضارية عالمية، إضافة إلى دراسة بناء مدرج حضاري جديد للغاية الأكاديمية يتناسب مع المشفى، وإقامة مركز لزرع الخلايا الجذعية، وهي من المعالجات الحديثة الخاصة بمجال المفاصل والغدد والأمراض التنكسية العصبية.
المنظومة الإسعافية الوحيدة
يشار إلى أن مشفى المواساة يعتبر المنظومة الإسعافية الوحيدة التابعة لوزارة التعليم العالي، حيث يستقبل حوالي /120/ ألف مواطن سنوياً، وتتم معالجتهم بشكل مجاني بالكامل، كما أن العيادات الخارجية تستقبل حوالي /150/ ألف مواطن سنوياً، وتجرى فيه أكثر من /30/ ألف عملية جراحية سنوياً، بالرغم من ظروف الحرب الجائرة، والانعكاسات السلبية التي فرزتها من حصار على الدواء، وقطع الغيار الضرورية لصيانة الأجهزة الطبية، ناهيك عن تسرب الكوادر البشرية التي فاقت الـ /30%/ من الكوادر الطبية، والعاملين من المؤسسات الصحية من العمل، ما زاد الضغط على المشفى، لاسيما أنه حافظ على الطابع المجاني لخدماته، كون القطاع الصحي خطاً أحمر لاقى كافة سبل الدعم من الجانب الحكومي ضمن الإمكانيات المتاحة.

حياة عيسى