رياضةصحيفة البعث

وقفة للتأمل

 

مرت قبل أيام الذكرى السابعة والأربعون لعيد رياضتنا، وهي مناسبة بلا شك لها أهميتها من الناحية المعنوية من خلال إقامة نشاطات معينة تذكر بالإنجازات التي تحققت، وتعيد فتح صفحات الماضي المجيد، لكن الموضوع الأكثر أهمية هو أن يكون هذا العيد بمثابة وقفة للتأمل والنظر وإعادة الحسابات، فرياضتنا التي تمكنت خلال العام الماضي من الصعود على منصات التتويج لمئات المرات في مختلف الألعاب، وفي مسابقات خارجية مختلفة، خطت خلال العام الماضي خطوات مقبولة، وتمكنت من قهر كل الصعوبات، وتجاوزت كل أشكال الحصار والتضييق، لتثبت أن الرياضي السوري لايعرف المستحيل.
فمن منا لم يغلبه الحماس وهو يشاهد منتخبنا الكروي يصارع لبلوغ المونديال؟! ومن منا لم يفرح لميداليات غزال القوى في البطولات العالمية والقارية؟! ومن منا لم يسعد ببرونزية السباحة للمخضرم فراس معلا في بطولة العالم، وغيرها الكثير الكثير؟!.
وفي نظرة سريعة نجد أن ألعاباً حافظت خلال العام الماضي على نجاحاتها مثل ألعاب القوى، والكاراتيه، وبناء الأجسام، والسباحة، فيما حاولت ألعاب مثل الملاكمة، والمصارعة، ورفع الأثقال أن تخطو خطوات نحو النجاح، فيما بقيت بعض الألعاب حبيسة الخطط المستقبلية الوهمية، والعناية بالفئات العمرية التي لم تنضج حتى الآن؟!.
الوقفة التقييمية للعام الماضي من عمر رياضتنا ستعطي نتيجة مفادها أن التخطيط الاستراتيجي هو الغائب عن أغلب مفاصلها، بل إن مجرد الدخول في التفاصيل اليومية لعمل بعض الاتحادات سيؤدي للتأكد من أنها غير قابلة للتطور إلا عبر حل جذري يفضي لتغيير القائمين عليها كونها باتت ميتة سريرياً؟!.
كما أن هذه الوقفة ستوصلنا لاستنتاج أن رياضيينا قادرون على تحقيق أفضل النتائج، والمنافسة في أقوى البطولات شريطة توفير أدنى المقومات، وأكبر دليل النجاحات التي تحققت رغم قلة فرص الاحتكاك بسبب الحصار الرياضي الجائر، وقلة التجهيزات التي يتم توفيرها بصعوبة كبيرة، إضافة لصعوبات السفر والتنقل؟!.
إشارات الاستفهام كثيرة في رياضتنا، لكنها من المؤكد نجحت في تجاوز مرحلة الخطر، واستطاعت التغلب على ظروفها القاهرة، وبدأت تتلمس خطوات العودة لسابق العهد، وكل ذلك تم بجهود المخلصين من كوادرها الذين آثروا أن يواصلوا رحلة العمل والاجتهاد، ولم يرموا المنديل هرباً من المسؤولية في أحلك الظروف.
ختاماً نتمنى عاماً جديداً لرياضتنا يكون فيه النجاح هو العنوان، لأن رياضتنا تستحق أن تكون بين الكبار بما تمتلكه من إخلاص، وإرادة، وجماهير محبة.

مؤيد البش