الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا تتهم الغرب بتنسيق حملة أكاذيب دولية حول مايجري في الغوطة.. الجعفري: الأمم المتحدة تعيش أزمة أخلاقية ومهنية

يحاول الغرب حماية مرتزقته وعرقلة تقدم الجيش السوري في مواجهة التنظيمات التكفيرية من خلال استصدار قرارات أممية تعطي من خلالها الفرصة لتلك التنظيمات لاستجماع قواها ومواصلة اعتداءاتها الإجرامية على المناطق الآمنة.

بالأمس وخلال جلسة لمجلس الأمن عقدت لمناقشة مشروع قرار تقدمت به الكويت والسويد أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري: أن تعريض حياة ثمانية ملايين سوري في دمشق للخطر من أجل حماية الإرهابيين في الغوطة أمر غير مقبول، مشيراً إلى  أن مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن لم يتم التنسيق بشأنه مع وفد سورية وهذا عيب كبير، مشدداً على أن الأمم المتحدة تعيش أزمة مهنية وأخلاقية من خلال تبني مواقف الدول الداعمة للإرهاب في سورية.

وفيما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن هناك لبساً وارتياباً وعملية تنسيق لنشر الأكاذيب حول ما يجري في الغوطة الشرقية، شدد مندوب الصين ما تشاو شيو أن العملية السياسية التي يقودها السوريون هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.

في الأثناء أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الدول الغربية تتغاضى عن الاعتداءات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية من الغوطة الشرقية، وشدد المتحدث الرسمي باسم الكرملين على أن المسؤولية عن التطورات الأخيرة والأوضاع في منطقة الغوطة الشرقية تتحملها الدول والأطراف التي تدعم الإرهابيين هناك.

وفي التفاصيل، أكد الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن أمس أن مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت والسويد إلى مجلس الأمن بشأن الوضع في سورية لم يتم التنسيق بشأنه مع وفد سورية وهذا عيب كبير. وقال مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة: إن المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية تستهدف دمشق يومياً بمئات قذائف الهاون والصواريخ. واليوم ارتقى عدد من الشهداء وأصيب 37 آخرون جراء ذلك، مؤكداً أن تعريض حياة ثمانية ملايين سوري في دمشق للخطر من أجل حماية الإرهابيين في الغوطة أمر غير مقبول، وأضاف: إن التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية هي التي تتحكم بالمساعدات الإنسانية وتوزعها على عناصرها وتقوم باعتقال كل من يحتج من أهالي الغوطة على ذلك، مبيناً أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة الإرهاب انتقل من مرحلة العدوان بالوكالة عبر دعم الإرهاب فيها إلى مرحلة العدوان المباشر بالأصالة لتحقيق ما فشل الإرهابيون في تحقيقه.

وأشار الجعفري إلى أن الأمم المتحدة تدير ظهرها وتصم آذانها عن الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضينا في إطار دعمها للمجموعات الإرهابية وتتجاهل جرائم التحالف الدولي الذي دمر مدينة الرقة بالكامل بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي وتتجاهل كذلك العدوان التركي على مدينة عفرين ما يؤكد أن المنظمة الدولية تعيش أزمة مهنية وأخلاقية من خلال تبني مواقف الدول الداعمة للإرهاب في سورية وإنكار حق الحكومة السورية في الدفاع عن مواطنيها.

وأضاف الجعفري: رداً على من يخشى أن تكون الغوطة الشرقية هي حلب الثانية فإنني ادعوه ليذهب اليوم إلى حلب ويرى كيف استعاد الملايين من أهلها وليس الآلاف حياتهم الطبيعية بعد أن تحّررت من الإرهاب، وشدد: نعم ستكون الغوطة الشرقية حلب الثانية، وستكون إدلب هي حلب الثانية، وستكون كل منطقة تعاني إرهاب المجموعات المسلحة في سورية هي حلب الثانية، لأننا لن نخضع بعد اليوم لابتزاز كل من دعم الإرهاب في سورية، ولن نتساهل مع خطط حكومات الدول الخمس التى اجتمعت في واشنطن الشهر الماضي بهدف تقسيم سورية وتخريب مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وإفشال العملية السياسية برمتها، ولن نسلّم بمن يستخدم الإرهاب والإجراءات الاقتصادية الجائرة ضد الشعب السوري والعدوان العسكري المباشر من أجل تحقيق أجنداته السياسية الرخيصة، وأضاف: المعضلة اليوم هي أن آلية العمل داخل المنظمة الأممية قد باتت رهينة للعبة الاستقطاب السياسي والمالي، وبالنتيجة هي تدير ظهرها وتصم أذانها عن جرائم ما يسمى “التحالف الدولي”، الذي تقوده واشنطن، وتدير ظهرها وتصم أذانها عن الاعتداءات المتكررة التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضينا، وذلك في إطار دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة، وتدير ظهرها وتصم أذانها أيضاً عن اعتداءات وانتهاكات تركيا المستمرة لسيادة سورية وعن ممارستها العدوان العسكري المباشر الآن على مدينة عفرين.

وتابع الجعفري: لنكن واضحين طالما أن الغطاء قد انكشف اليوم فالبعض في هذا المجلس، وأعني تحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يريد أن يسلب الحكومة السورية حقها السيادي والدستوري في الدفاع عن أرضها ومواطنيها، الذي كفله ميثاق الأمم المتحدة، وتساءل: لنتخيّل للحظة أن مئات الإرهابيين قد اتخذوا من الغابة الجميلة في ضواحي باريس مركزاً لهم لاستهداف المدنيين في باريس بعشرات القذائف يومياً، فهل كنا سنشهد حينها مشاريع قرارات تطلب فرض هدنة إنسانية لمنح الفرصة لهذه المعارضة المسلحة الفرنسية المعتدلة باستعادة قوتها وإمطار باريس بالقذائف من جديد، ولنتخيل للحظة أن مئات الإرهابيين قد اتخذوا من “سنترال بارك” في نيويورك مركزاً لهم لاستهداف المدنيين في مانهاتن بعشرات القذائف يومياً، فهل كنا سنشهد حينها مشاريع قرارات تطلب الإجلاء الطبي لهؤلاء المسلحين الأمريكيين المعتدلين، ولنتخيل أيضاً للحظة أن مئات الإرهابيين قد اتخذوا من “هايد بارك” في لندن مركزاً لهم لاستهداف المدنيين بعشرات القذائف يومياً فهل كنا سنشهد حينها مشاريع قرارات تطلب إدخال مساعدات إنسانية لهؤلاء المعارضين المسلحين البريطانيين المعتدلين، وهل كنا سنشهد بيانات عن كبار موظفي الأمانة العامة تدعو لوقف محاربة هذه المجموعات المسلحة وتصفها بأنها جماعات “معارضة مسلحة من غير الدول”؟!.

نيبينزيا: حان الوقت للنقاش بصراحة

بدوره قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة: إنه لا توافق حول مشروع القرار الذي تقدمت به السويد والكويت الذي يقترح وقفاً للأعمال القتالية في جميع أنحاء سورية لمدة 30 يوماً، مبيناً أنه عندما استفسرت روسيا حول الضمانات التي تؤمن تنفيذ هذه الهدنة لم تتلق إجابة واضحة ما اضطرها لتوزيع تعديلات على مشروع القرار، وأضاف: لقد حان الوقت لكي نناقش بصراحة ما يجري في الغوطة الشرقية بدمشق فهناك لبس وارتياب في الإعلام الدولي وهنالك عملية تنسيق عبر الإعلام لنشر الأكاذيب والإشاعات وهو أمر لن يساعدنا على فهم واقع ما يجري، ولفت إلى أنه جرى تنظيم حملات دعائية تشير إلى وقوع كارثة في الغوطة تماماً كما حصل عندما تم تحرير حلب من الإرهابيين وعندما تم اكتشاف الأدوية والمعدات الطبية في مستودعات هؤلاء الإرهابيين ودعونا الأمانة العامة لإجراء تحقيق في هذا الموضوع لكن التقرير الذي عرض على مجلس الأمن كان سطحياً ولا يحوي أي معلومات معمقة حيث قامت ما تسمى “الخوذ البيضاء” التي تدعي أنها من العاملين في المجال الإنساني بالتخطيط لهذا الموضوع وهي لطالما ادعت أنها تقدم المساعدة الدولية لكنها في واقع الأمر مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية وهم المسؤولون بشكل أساسي عن حملة الأكاذيب هذه.

وأضاف نيبينزيا: إن هناك انطباعاً بأن الغوطة الشرقية لا تضم إلا المستشفيات وأن الجيش السوري يهاجم هذه المستشفيات ويحاربها دون غيرها وهذا التكتيك معروف في أي حرب لكن من الواضح أن الإرهابيين سعوا إلى التمركز في المواقع والمراكز الطبية وفي المدارس وهذا الواقع وهذه الحقيقة لا تشير إليهما أي وسيلة إعلامية وبالتالي نشير إلى أنه يوجد في الغوطة الشرقية الآلاف من الإرهابيين الذين لم تتم هزيمتهم بعد بما في ذلك أولئك المرتبطون بمنظمات إرهابية وخاصة جبهة النصرة، وقال منذ فترة وجيزة قامت هذه الأطراف بخرق وقف اتفاق وقف الأعمال القتالية وشنت هجمات على القوات المسلحة السورية في حرستا وقصفت مدينة دمشق بوتيرة متنامية يوماً بعد آخر وتطلق عشرات القذائف الصاروخية على دمشق من دون أن تندد بها أي دولة ولم يقم أي ممثل في الأمم المتحدة بالتنبه لهذا الموضوع ولم تقدم أي معلومات عنهم ونحن لاحظنا أن الممثل الخاص للأمم المتحدة في بيان سابق قدم هذه المعلومات ووصفها بأنها مجرد معلومات واردة من مصادر معينة واليوم تحدث وكيل الأمين العام عن تقارير أو معلومات عن غارات وقذائف هاون لكن أرى أن بإمكان ممثلي الأمم المتحدة أن يتحققوا من هذه المعلومات لو زاروا أماكن القصف هذه ولو التقوا ضحايا قذائف الهاون.

وتابع نيبينزيا: خلال الشهر الماضي لم نتحدث عن المأساة في الرمادي والفلوجة والرقة وتم التركيز على الغوطة الشرقية وعلى حلب وأماكن أخرى وهو ما شجع الإرهابيين على مواصلة تعذيب المدنيين كما تم التغاضي أيضاً عن تدمير قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن للرقة وهذا موضوع جرى مؤخراً ولا يجب علينا أن نتغاضى عنه فعندما سوى التحالف الرقة بالأرض لم يدق أحدهم ناقوس الخطر ولم يدع إلى احترام القانون الدولي ولم يدع أي طرف أيضاً لوقف الأعمال العدائية وبعد إخراج داعش من الرقة تناست الولايات المتحدة هذه المدينة ولم يسع أي طرف إلى نزع الألغام حيث يعود يومياً العشرات ويتعرضون للقتل نتيجة لهذه الألغام، مبيناً أن الإرهابيين في الغوطة الشرقية أخذوا المواطنين رهائن ممن بقي في الغوطة الشرقية ومنعوهم من الخروج من هذه المنطقة ومركز التنسيق الروسي دعا كل الأطراف إلى التخلي عن الأسلحة وتسوية الوضع لكن بالأمس انسحبت هذه الأطراف من اتفاق المصالحة أو النقاش حوله ما يدل على أنها تستهتر بحياة المدنيين في الغوطة الشرقية الذين يستخدمونهم دروعاً بشرية لحماية أنفسهم، مؤكداً أن الأطراف الدولية لا تأبه لما يجري في الغوطة الشرقية فهي لم تسع إطلاقاً إلى استغلال تأثيرها في هذه الأطراف لا بل تفضل أن تبقي على الوضع الراهن كما هو وأن تنخرط في حملة شعواء لكي تشوه سمعة سورية وروسيا ولم تدعم إطلاقاً مسار أستانا ومؤتمر الحوار الوطني في سوتشي وهي أسس يمكن أن تستند إليها محادثات جنيف لا بل تواصل هذه الأطراف العمل في الكواليس لكي تنتقص من الجهود المبذولة في هذين المحفلين.

وأضاف نيبينزيا: كيف يمكننا أن نحقق التهدئة في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى في سورية والوفدان الكويتي والسويدي بصفتهما المسؤولان عن صياغة مشاريع القرارات حول الوضع الإنساني في سورية قاما بإعداد مشروع قرار من أجل طرحه لكن هذين الوفدين يدركان أنه ما من اتفاق على مشروع القرار هذا وهنالك اقتراح للتوصل إلى اتفاق لوقف للأعمال القتالية في سورية مدة ثلاثين يوماً ونحن نسأل كيف سيضمن مجلس الأمن الامتثال لوقف الأعمال القتالية هذا وأرى أنه ما من فائدة لاعتماد مثل هذا النوع من مشاريع القرارات في الوقت الراهن ولا يمكننا أن نفكر بالتفاصيل بعد اعتماد مشروع القرار فهذا ما رأيناه في حالة حلب فوقف الأعمال العدائية أمر مهم لكن السؤال كيف يمكن تحقيقه.

وقال لا نحتاج إلى قرارات لا طائل منها وإنما نحن بحاجة إلى تدابير تتماشى مع الواقع في الميدان وتراعي هذا الواقع ونحن لطالما قلنا إن على مجلس الأمن أن يتوصل إلى اتفاق حول قرارات واقعية يمكن تنفيذها تكون قريبة من الواقع بشكل يضمن تنفيذ مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه من أجل تحقيق الاستقرار لابد من بذل جهود دؤوبة من جميع الأطراف السورية عبر الحوار وهذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، وقال نيبينزيا: يتحدث البعض حالياً حول ما يسمى الشراكة الدولية لمحاربة الهروب من العقاب على استخدام السلاح الكيميائي وهي جهود تقوض نزع السلاح الكيميائي ويجري حالياً الإعداد في جنيف لعرض هذه المبادرة بشكل رسمي ونحن نعيد التأكيد على موقفنا ونقول إن ممثلين عن الأمانة العامة للأمم المتحدة في منظمة الأمم المتحدة وحظر الأسلحة الكيميائية عليهم أن يعملوا بشكل مستقل وينأوا بأنفسهم عن هذه المبادرات التي لم تحظ بأي دعم واسع النطاق.

لافروف: الغرب لا يريد أن نتفق

إلى ذلك قال وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي ايفيكا داسيتش في بلغراد أمس يثير قلقنا العميق صيغة مناقشة المواضيع الإنسانية في سورية التي تهدف إلى توجيه الاتهامات للحكومة السورية وحماية التنظيمات الإرهابية، وتابع: نحن دائماً كنا نتوجه إلى مجلس الأمن مع دعوة إلى تقييم هذه الاعتداءات الإرهابية غير المقبولة وكل مرة كانت الدول الغربية تتخلى عن أي رد وهذا يولد انطباعاً معيناً.

وأضاف لافروف: نحن مستعدون للنظر في مشروع القرار الذي ستتم قراءته في جلسة مجلس الأمن لكننا اقترحنا صيغة واضحة وهي تكمن في أن أي تهدئة لا يمكن أن تشمل التنظيمات الإرهابية التي تقصف أحياء العاصمة دمشق، مشيراً إلى أن الغربيين لا يريدون أن نتفق على هذا البند من المشروع وهذا يثير عدداً من التساؤلات لدينا، مبيناً أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمجموعات المرتبطة به تستخدم المدنيين في الغوطة الشرقية كدروع بشرية ويواصلون قصف الأحياء السكنية في العاصمة السورية من مواقعهم هناك.

الكرملين: داعمو الإرهاب يتحملون المسؤولية

 

من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف تعليقاً على المزاعم الأميركية بشأن شن الطائرات الروسية هجمات ضد المدنيين في الغوطة الشرقية: إن المسؤولية عن الوضع في الغوطة الشرقية يتحملها من يدعم الإرهابيين الذين ما زالوا متواجدين هناك حتى الآن، لافتاً إلى أن روسيا وسورية وإيران ليست ضمن هذه المجموعة إذ تخوض هي بالذات حرباً ضد الإرهابيين في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق السورية.

إلى ذلك، أكد كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية الخبير في نزاعات الشرق الأوسط بوريس دولغوف أن الحملة الأمريكية ضد موسكو ودمشق بخصوص الوضع في الغوطة الشرقية هي جزء من برنامج واشنطن ومحاولاتها للحفاظ على التنظيمات الإرهابية التي يتم استخدامها ضد الحكومة السورية.

وأشار دولغوف في تصريح للصحفيين في موسكو إلى أن عمليات الجيش العربي السوري بدعم من الجيش الروسي ضد التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية تعرقل هذه الخطط والمحاولات الأمريكية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تحاول في هذا السياق اعتبار أغلبية المجموعات الإرهابية المتطرفة معارضة معتدلة.

وأوضح الأكاديمي والباحث الروسي أن الولايات المتحدة تقوم في أكثر من 10 مواقع تقيم فيها قواعد على الأراضي السورية وأكبرها في منطقة التنف بتشكيل فصائل مسلحة يدخل في قوامها أيضاً أعضاء سابقون في تنظيم داعش الإرهابي لتنشئ منهم ما يسمى بـ “الجيش السوري الجديد”، موضحاً أن الهدف المعلن له هو مكافحة الإرهاب ولكن في الواقع فإن هذا التشكيل يعد لاستخدامه ضد الحكومة السورية.

بدوره، شدد النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف على أن سلوك الولايات المتحدة في سورية يظهر سعيها لبث الفوضى في البلاد واعتبار أي ظاهرة إرهابية “قوة معارضة” بهدف تقويض الحكومة السورية، وأوضح أن الأمريكيين يبذلون مساعي حثيثة لتقويض الحكومة في سورية وإغراق البلاد فى حالة من الفوضى لذلك فإنهم ولسبب ما يعتبرون أي ظاهرة إرهابية كدليل على أنها نوع من المعارضة للحكومة وقوة سياسية عادية. وأضاف جباروف: كان على الأميركيين وبدلاً من إلقاء الاتهامات التي لا أساس لها على الآخرين المشاركة في جهود تحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين الموجودين بأعداد كبيرة هناك واستعادة الحياة المدنية فيها.

من جهته أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن الاتهامات الأميركية ضد موسكو بشأن الوضع في الغوطة الشرقية لا أساس لها وقال: إن الإدارة الأميركية تحاول اغتنام كل فرصة للتقليل من أهمية الدور الذي تلعبه روسيا في الحرب ضد الإرهاب في سورية وعليها عوضاً عن ذلك العمل على محاربة التنظيمات الإرهابية وألا تعمد إلى إلقاء اللوم في أخطائها على الآخرين.

عراقجي: الحل السياسي السبيل الوحيد لحل الأزمة

 

وفي طهران جدد مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي التأكيد على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية، وقال: إنه ومنذ بداية الأزمة في سورية كانت سياساتنا واضحة للغاية وقلنا إنه لا يوجد هناك حل عسكري لهذه الأزمة وبالتالي يجب أن نسعى جميعاً إلى الحل السياسي، مشيراً إلى أنه وفي هذا السياق سعت إيران إلى جانب روسيا والنظام التركي من خلال مسار أستانا إلى إيجاد مناطق لخفض التوتر وكانت تجربة ناجحة إلى حد ما.