رياضةصحيفة البعث

درس للمستقبل

 

حملت مشاركة منتخبنا الوطني بكرة اليد للسيدات في بطولة غرب آسيا الكثير من الرسائل المبشرة لرياضتنا بشكل عام، ولبعض الألعاب التي كانت قد دخلت مرحلة الموت السريري، فمنتخبنا استطاع في أول مشاركة له منذ سنوات طويلة الحصول على المركز الثالث متفوقاً على منتخبات تمتلك أفضل الظروف، وتحظى بميزانيات كبيرة مثل منتخبي قطر ولبنان، ولم يخسر إلا أمام إيران حاملة اللقب، والأردن مستضيف البطولة.
وبكل واقعية يمكن اعتبار ما حققته سيدات اليد إنجازاً كبيراً بالقياس إلى عدة أمور، فالدوري عندنا عبارة عن تجمع قصير تشارك فيه فرق بعدد أصابع اليد، كما أن هذه الأندية التي تمارس اليد الأنثوية تفتقر إلى كل أشكال الدعم، وتلعب في أصعب الظروف، وبالتالي فإن استمرار وجود اللعبة كان بفضل جهود بعض المخلصات من الكوادر، واللاعبات اللواتي بقين فترة طويلة يطالبن بوجود منتخب وطني يشارك خارجياً، وهذا ما حصل.
ما تحقق في البطولة الغرب آسيوية سيكون له انعكاس إيجابي بالدرجة الأولى على العاملين في كرة اليد، فنحن بأقل الإمكانيات قارعنا كبار المنطقة، واستطعنا التفوق عليهم، فلماذا لا نستمر بالتحضير لتحقيق مشاركة مميزة في بقية الفئات، وخاصة الرجال، كما أن العودة لأجواء المنافسة الخارجية ستضع بعض الألعاب التي تحاول الهروب من مسؤولية المشاركات أمام حقيقة أن الحواجز الوهمية التي وضعها البعض، وافتراض أن الآخرين قد سبقونا بآلاف السنين، يمكن أن تسقط عند توفير الحد الأدنى من الاستعداد.
سابقاً كان الحديث موجوداً عن خلافات واسعة داخل اتحاد كرة اليد، وبالتالي ذهبت اللعبة ضحية لهذا التناحر، ولكن اليوم من المفترض أن يكون الواقع قد تغير في ضوء إنجاز غاب كثيراً عن أجواء هذه اللعبة الجماعية، كما أن رئيس المكتب المسؤول في الاتحاد الرياضي العام بات اليوم مطالباً باستثمار هذا الإنجاز، وتحويله من طفرة عابرة لمشروع مستقبلي عبر توفير كل مقومات نجاحه.
عموماً رياضتنا قادرة على المنافسة بقوة في البطولات الإقليمية في كل الرياضات شريطة التخلي عن التبريرات الجاهزة، والأعذار الواهية، فشماعة الأزمة لم تعد قادرة على حمل التقصير والإهمال، ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة تتطلب العمل الجاد بدل البحث عن الأعذار!.

مؤيد البش