أخبارصحيفة البعث

تعميق ثقافة العمل الجماعي والتطوعي أبرز مطالب مؤتمرات الشعب الحزبية

 

واصلت الشعب الحزبية في المحافظات والجامعات، وبحضور أعضاء القيادة القطرية، عقد مؤتمراتها السنوية، وتنوّعت المداخلات بين الخدمي والتنظيمي والسياسي، واتسمت بالشفافية، وشموليتها لمختلف جوانب العمل الحزبي والسياسي والخدمي.

بلال: إعادة تفعيل مبدأ النقد والنقد الذاتي

ففي ريف دمشق (بلال ديب) اختتمت الشعب الحزبية عقد مؤتمراتها بانعقاد مؤتمري شعبتي قدسيا والزبداني، بحضور الرفيق الدكتور محسن بلال رئيس مكتب التعليم العالي، وتنوّعت المداخلات حول متابعة المواضيع التنظيمية والحزبية والخدمية والاستثمارية والتنموية والإغاثية وعمليات إعادة الإعمار، وتمّ خلالها تسليط الضوء على أبرز القضايا التي تساهم في عودة الحياة الطبيعية للمناطق التي تعافت من الإرهاب.
وأثنى الرفيق بلال على نسبة الحضور العالية التي فاقت الـ95 %، مؤكداً أن هذا مؤشراً هاماً على قوة الحزب والالتزام التنظيمي في صفوفه، لافتاً إلى أهمية انعقاد هذه المؤتمرات بهدف تسليط الضوء على كل الثغرات ومعالجة السلبيات وتعزيز الإيجابيات، كما تحدّث حول أهمية العمل الحزبي في ريف دمشق، الذي تعافى من الإرهاب وشكّل سداً منيعاً في وجه المخططات التي حيكت ضد سورية وشعبها وقيادتها، منوّها بأهمية دور الحزب في الجانب التنظيمي والاقتصادي والخدمي، الأمر الذي يعكس صورة الدولة القوية بمؤسساتها، التي تستطيع رغم الحرب طرح وحل مشكلات تتعلق بأمور خدمية.
ودعا الرفيق بلال إلى عدم رمي الإهمال والتقصير في أداء الواجب على الأزمة، مشيراً إلى المرحلة التي تمر بها البلاد تتطلب مضاعفة الجهود لإعمار ما تهدّم، وشدد على أهمية دور المرأة في العمل الحزبي، والتي بلغت نسبة حضورها الـ30% ضمن المؤتمرات، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تفرض وضع خطط موضوعية وإعادة تفعيل مبدأ النقد والنقد الذاتي للنهوض بواقع الحزب التنظيمي.
وأكد الرفيق بلال أن سورية انتصرت على الحرب الكونية ضدها بسبب صمود شعبها وبسالة جيشها والتفافهم حول القائد الحكيم السيد الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن الغرب لا يهمه الشعب السوري ولا يريد حقن دماء الأبرياء، لأنه هو من موّل ودرّب وسلح وحرّض على القتل في سورية، وأضاف: إن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا،  انتقل من مرحلة العدوان بالوكالة، عبر دعم الإرهاب، إلى مرحلة العدوان المباشر بالأصالة، ولذلك سعى، وعبر مجلس الأمن، لمحاولة سلب الحكومة السورية حقها السيادي والدستوري في الدفاع عن أرضها ومواطنيها ضد الإرهابيين التكفيريين.
من جانبه، أكد الرفيق أمين فرع الحزب رضوان مصطفى أهمية إعادة توجيه البوصلة الحزبية والتنظيمية بما ينسجم مع المعطيات الجديدة للانتصارات الأسطورية التي حققتها قواتنا المسلحة، مشيداً بالاهتمام بمنطقة الزبداني، التي استعادة عافيتها بشكل سريع ووقت قياسي، وشدد على دور الحزب في تنمية ورعاية المشروعات التي يتم من خلالها تأمين حياة كريمة لذوي الشهداء وللجرحى والمعاقين الذين تسببت الحرب بأذيتهم.
من جانبه لفت محافظ ريف دمشق علاء منير إبراهيم إلى المشاريع الكبيرة التي نفذتها المحافظة في جميع مناطق سواء في المجالات الخدمية والاستثمارية والتنموية والإغاثية والاقتصادية، وأضاف: إن هناك متابعة مستمرة لجميع مطالب الأخوة المواطنين، مشيراً إلى أن هناك جولة للحكومة في منطقة قدسيا سيتم من خلالها لحظ الكثير من المشاريع الخدمية.

الحمصي: الابتعاد عن اللغة الخطابية واعتماد مبدأ الحوار

وفي دمشق (صلاح الدين إبراهيم-ريناس إبراهيم)، عقدت شعبتا المدينة الأولى والاقتصادية مؤتمريهما، بحضور الرفيقة هدى الحمصي رئيسة مكتب النقابات والمنظمات الشعبية.
وأشار الرفاق خلال مؤتمر الشعبة الاقتصادية إلى دور الوزارات، التي تحمل عاتقها مسؤولية اقتصاد الوطن وتطويره وتوفير مستلزمات الإنتاج والمشتقات النفطية لضمان استمرارية العمل ودفع عجلة الإنتاج، مثمنين الجهود التي تبذل لمتابعة مشروع الإصلاح الإداري، وأكدوا ضرورة توثيق دور الحزب خلال سنوات الحرب ودور قيم الحزب وأفكاره في إنتاج ثقافة مقاومة وجيش عقائدي، مشيرين إلى ضرورة مراقبة وتطوير المناهج المدرسية والجامعية، وتشكيل لجان للإصلاح الإداري وإخضاعها لورشات ودورات لرفع كفاءاتها.
كما شدد الرفاق على تعزيز دور القضاء والإسراع في عملية التقاضي، ودو السلطة الرابعة “الصحافة” في تسليط الضوء على مواضع الخطأ والفساد، مطالبين بتحسين الرواتب والأجور، حيث أكدوا أن الحسميات تتم بناء على الوضع الحالي بينما بقيت التعويضات بناء على عام 2013، وطالبوا بضرورة إعادة تفعيل التعليم العالي الهندسي المساحي، وتفعيل دور المعاهد الهندسية لرفد المؤسسات بالاختصاصات التي تحتاجها، والنظر بعقود التأمين الصحي، وتوفير اللباس الواقي والوجبة الغذائية للعاملين.
وتركزت مطالب ومداخلات الرفاق في شعبة المدينة الأولى على الواقع الخدمي والمعيشي والاجتماعي والسياسي، ومن أبرز هذه المطالب تحديد جهة واحدة لتنظيم استمارة المسح لأسر الشهداء والجرحى، وخاصة في برزة وعش الورور، وتخفيف العبء المعاشي على الأخوة المهجّرين مع ارتفاع الإيجارات، والإسراع بعودتهم إلى منازلهم، وإنشاء مركز ثقافي، وتفعيل القرارات التي تحفظ الزي العسكري وعدم ارتدائه لمن ليس في سلك الجيش أو القوى الرديفة، خاصة أن البعض يتستر تحت عباءته، وإعادة تفعيل الجمعيات الحرفية في مناطق عمل الشعبة، وأن يرافق عضو من الجمعية اللجان المالية كونه أقدر على تصنيف أصحاب المهن.
وفي الإطار الثقافي طالب بعض الرفاق بإطلاق إذاعة وقناة فضائية للحزب لتأسيس إعلام حزبي متطوّر هدفه تسليط الضوء على أنشطة الحزب وفكره ما يسهم في توسيع القاعدة الشعبية الحزبية، بالإضافة إلى إقامة دورات لقيادات الفرق، وأن تكون عبارة عن ورشات عمل تعتمد منهاجاً تفاعلياً لتطوير أداء أمناء الحلقات وتواصلهم مع الرفاق البعثيين.
وأكدت الرفيقة الحمصي أن الرفاق البعثيين موجودون على الأرض وهم نبض الشارع، وكل رفيق قام خلال هذه الحرب بواجبه كمواطن شريف ووقف إلى جانب دولته، ووضع الثلاثية المقدسة “القائد والجيش والشعب” نصب عينيه، وأضافت: “لقد ولدنا من رحم هذه الأرض وهذا التراب الطاهر، ولولا الصمود الأسطوري لشعبنا وحزبنا لما كانت الحياة قد استمرت في سورية”.
وبيّنت الرفيقة الحمصي أن بعض الطروحات التي قدّمت في المؤتمر يحتاج دراسة معمقة وحلقات بحث على مستوى الفرق والشعب وأن تنقل عبر الفرع إلى القيادة، وأكدت أن كل القضايا التي تطرح في اللقاءات الحزبية على كل المستويات يتمّ نقلها إلى القيادة وتتم معالجتها، مشيرةً إلى أن الحزب معني ومهتم بالاحتفاظ بالكوادر المؤهلة والمدربة التي تعمل على إعداد كوادر الصف الثاني من العاملين في مؤسساتنا.
وفي حديثها عن مشروع إعادة الإعمار، لفتت الرفيقة الحمصي إلى أنه مشروع وطني كبير ولا سيما في ظل حرب ظالمة تعجز كبريات الدول عن مواجهتها، وأن هذا المشروع يحمل في طياته قضايا قانونية ومالية متشابكة، لكن هذا لن يمنع من تنفيذه بالشكل الأمثل، وشددت على: “حزب البعث هو الحزب الحامي.. والشارع معنا، وعلينا أن نعلم كيف نصل إليه وألا ندع الساحة لبعض الجمعيات التي ليس لها ماضٍ ولا تاريخ كتاريخ حزبنا العظيم”، وتابعت: “حزب البعث هو الرافعة التي ستنهض بهذا البلد، رغم كل الاتفاقيات والمؤامرات التي  كان هدفها النيل من صمود سورية وتفتيت شعبها”. وفيما يخص المناظرات الثقافية واللقاءات الحزبية، دعت الرفيقة الحمصي إلى الابتعاد عن اللغة الخطابية والفلسفية التي لم تعد تلقَ أي صدى لدى الجماهير، مؤكدة اعتماد مبدأ الحوار الذي يولد الأفكار والتي تترجم لاحقاً إلى أفعال، كما وجّهت تحية لأرواح الشهداء الأبرار من مدنيين وعسكريين، وشددت على توثيق حالات الاستشهاد لأنها ذاكرة وطن ووثيقة تاريخية للأجيال القادمة عن التضحيات التي قدمها أبناء سورية لحماية أرضهم ووطنهم، مستذكرة الشهداء الذين اغتالتهم فرنسا بقصف موقع البرلمان السوري.
من جهته، أكد الرفيق أمين الفرع حسام السمان أن اللقاءات ما بين الفرق تضفي غنى أكبر على المستوى التنظيمي والاستفادة من الخبرات، مشدداً على دور النقابات المهنية التي تشكل أجنحة الحزب وأحد عوامل قوته، كما لفت إلى ضرورة إيلاء الأهمية لحلقات الأنصار، وإعادة الإعمار النفسي، مشيراً إلى دور كافة الوزارات والمؤسسات والمنظمات في تحصين الإنسان وإعادة بنائه.
الباب في حلب

وعقدت شعبة الباب للحزب مؤتمرها السنوي في مقر فرع حلب للحزب، وتركّزت المداخلات على ضرورة إعادة تشكيل رابطة الباب الشبيبية، والإسراع في تأهيل المدارس المتضرّرة، وترميم الشواغر، وتفعيل عمل مستوصف الصحة المدرسية، وإحداث مستودع للأثاث المدرسي في بلدة عران، وصيانة الطرق في القرى المحررة من ريف الباب، وتفعيل عمل الوحدات الإدارية.

الخطوط الأمامية

وفي القنيطرة (محمد غالب حسين)، تركّزت مداخلات المؤتمرين في شعبة الخطوط الأمامية على ضرورة تطوير العمل الحزبي عبر آليات جديدة: تنظيمياً وتثقيفياً وعقائدياً، وتنفيذ دورات إعداد حزبي فرعية على أرض المحافظة بالتعاون مع مدرسة الإعداد الحزبي، وتأمين الأثاث المكتبي والحاسوبي اللازم للشعبة، وأتمتة العمل الحزبي، عبر قاعدة بيانات في قيادة فرع الحزب وربط الشعب بها، وتثبيت العمال المتعاقدين والمياومين، وسد النقص الحاصل بالعاملين في المؤسسات والشركات وفروع المصارف، وافتتاح مصرف صناعي بالمحافظة، وتأمين المزيد من الأطباء المقيمين لمستشفى الشهيد ممدوح أباظة، ناهيك عن الاختصاصيين للمشفى والمراكز الصحية، وزيادة الكليات الجامعية بالمحافظة، ومتابعة أوضاع أسر الشهداء، وزيادة الخدمات المقدّمة للمواطنين المهجرين والمتضرّرين.
وأكد الرفيق أمين فرع القنيطرة للحزب خالد وليد أباظة أهمية المؤتمرات الحزبية لتقويم واقع العمل وتحديد السلبيات والسعي الجاد لتلافيها، وتحفيز المبادرات التي ترتقي بالعمل الحزبي، وتعميق الايجابيات، وأشار إلى أن سورية استطاعت الانتصار على الإرهاب العالمي والحرب الكونية التي شنتها قوى الشر والعدوان والبغي ضدها، منوهاً إلى أهمية المرحلة التي يمر بها الوطن، والتي تتطلّب المزيد من الجهود لإعادة الإعمار والبناء، وتفعيل الجانب الاجتماعي بالعمل الحزبي، وتعزيز العمل التطوعي، والقضاء على الفكر الإرهابي الإجرامي. ونوّه الرفيق محافظ القنيطرة الرفيق همام صادق دبيات إلى توافر كل أنواع المحروقات، إضافة إلى المواد الغذائية، مبيناً أن المحافظة تعمل على رفع نسب التنفيذ للمشاريع الاستثمارية ضمن المدد المحددة.
حضر المؤتمر أعضاء قيادة فرع القنيطرة للحزب ورئيس مجلس المحافظة وقائد شرطة المحافظة وأعضاء المكتب التنفيذي.