الصفحة الاولىصحيفة البعث

لليوم الثاني.. كنيسة القيامة تواصل إغلاق أبوابها

 

اعتصم شبّان مقدسيون أمام كنيسة القيامة رفضاً لإجراءات الاحتلال وتمسّكاً بمقدساتهم، وقال حامل مفتاح كنيسة القيامة أديب جودة: “إن قرار نتنياهو بشأن كنائس القدس مجحف ويناقض إعلان الستاتيكو بشأن الممتلكات الإسلامية والمسيحية”.
وكانت سلطات الاحتلال فرضت مؤخراً ضرائب على الكنائس المقدسية، ووضعت يدها على أموال كنيسة الروم الأرثوذكسية، في خرق لكل الاتفاقيات القائمة والالتزامات الدولية التي تضمن حقوق الكنائس وامتيازاتها، وفي محاولة منها لإضعاف الوجود المسيحي في المدينة.
إلى ذلك أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن “الاحتلال يمارس فعلياً استبعاد الآخر وينتهك حرية العبادة لجميع الأديان”، وأشارت إلى أنّ التشريعات الإسرائيلية ترسّخ نهجها القائم على التطهير العرقيّ لمحو الوجود الفلسطينيّ. وإذ أكدت أنّ دعم ترامب لـ “إسرائيل” منحها الغطاء لمواصلة اعتداءاتها على قلب المسيحية في العالم، دعت المجتمع الدوليّ إلى الوقوف إلى جانب فلسطين ووضع حدٍ لسياسات “إسرائيل” القائمة على التعصّب الدينيّ.
من جانبه، أكد تحالف قوى المقاومة الفلسطينية أن الإجراءات الصهيونية تجاه كنائس القدس وفرض الضرائب عليها يعتبر استمراراً للعدوان والحرب على الأراضي الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وقال في بيان: “إن هذا العدوان وهذه الإجراءات الصهيونية تعكس التداعيات الخطيرة لقرارات الرئيس الأمريكي وسياسات إدارته التي تستهدف كل المقدسات والأرض والحقوق الفلسطينية”، داعياً لاتخاذ خطوات عملية وجادة والتحرّك على كل المستويات لمواجهة هذا العدوان الخطير من خلال تعزيز وتطوير الانتفاضة الشعبية وتصعيد المقاومة في وجه الاحتلال.
إلى ذلك، دعا التحالف إلى وضع استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارة واشنطن إلى مدينة القدس المحتلة في الـ 14 من أيار القادم وتعزيز وتطوير الانتفاضة الشعبية وتجديد وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أمين سر التحالف خالد عبد المجيد في تصريح صحفي ضرورة التواصل مع كل القوى الحية في الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها دول وقوى محور المقاومة، ومع القوى والهيئات والشخصيات داخل فلسطين المحتلة وفي مخيمات اللجوء وأحرار العالم، لتصعيد المواجهة ضد الكيان الصهيوني بجميع أشكالها والتصدي لقرارات الإدارة الأمريكية العدوانية.
وفي بيروت، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بشدة ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاتها التعسفية المستمرة بحق المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس المحتلة، وشددت على أن “هذه الإجراءات الممنهجة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الكنائس في الأراضي المقدسة وتعديها اليومي على حرمة المسجد الأقصى تشكل تهديداً للوجود المسيحي والإسلامي في القدس وهي تندرج في إطار المحاولات المتواصلة لتهويد المدينة وتغيير وضعها القانوني والتاريخي القائم والاستيلاء على ممتلكات الكنائس ومصادرة الأوقاف المسيحية والإسلامية”، وأشارت إلى أن “الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات تشكل انتهاكاً صارخاً وخرقاً فاضحاً لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تؤكّد حق كل شخص وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسات وأنه لا يجوز إخضاع هذه الحرية إلا للقيود التي يفرضها القانون”.
ودعت الخارجية اللبنانية جميع الأطراف إلى التحرّك الجدي والفاعل لإيقاف الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية البغيضة والمرفوضة بالكامل وإجبار سلطات الاحتلال على التراجع عن قرارها فرض ضرائب على ممتلكات الكنائس.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال أحمد باسم التميمي “15 عاماً” شقيق المناضلة الفلسطينية الأسيرة عهد التميمي، وذلك خلال عملية خاصة للاحتلال في قرية النبي صالح في الضفة الغربية مع 25 فلسطينياً آخرين، من بينهم أيضاً ابن عمّ الأسيرة محمد التميمي الذي استؤصل جزء من جمجمته بعد إصابته برصاص الاحتلال المطاطي في كانون الأول الفائت.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت المناضلة عهد في 19 كانون الأول الماضي، بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها وهي تطرد جنديين إسرائيليين من ساحة بيتها في قرية النبي صالح، شمال رام الله، ومدّدت محكمة الاحتلال في عوفر اعتقالها لحين انتهاء محاكمتها.
في سياق متصل، استشهد صيّاد فلسطيني وجرح اثنان بنيران الزوارق الحربية الإسرائيلية قبالة سواحل غزة، وأكد نقيب الصيادين أن الاحتلال استهدف المركب بعد أن تعرّض لخلل وجرفته الرياح نحو الحدود الشمالية مع الاحتلال.
كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان آخرين من محافظة نابلس واثنين من مدينة الخليل واقتحمت بلدة عزون شرق قلقيلية ونفذت عمليات تفتيش واسعة في منازل الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها من ارتفاع وتيرة الاعتقالات في صفوف الأطفال الفلسطينيين، حيث أصبحت عمليات اقتحام البيوت من قبل قوات الاحتلال والعبث بمحتوياتها وتخريبها وبث الرعب واعتقال الأطفال نهجاً ثابتاً يمارس كل يوم بطريقة وحشية وغير إنسانية، وطالبت بضرورة التحرك على كل المستويات لفضح هذه الجريمة المستمرة، داعية اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه الشعب الفلسطيني وأطفاله.