الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو: إرهابيو الغوطة يحتجزون المدنيين رهائن وعمليات الجيش السوري مستمرة بموجب القرار 2401

تحاول أمريكا تفسير قرار مجلس الأمن 2401 الداعي لوقف الأعمال القتالية في سورية بهدف حماية مرتزقتها من داعش والنصرة والمجموعات المرتبطة بهما وتحين الفرصة للتدخل العسكري بذريعة خرق القرار، ما دفع موسكو لتذكير واشنطن بأن القرار 2401 لا يشمل تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين والفصائل المرتبطة بهما وبالتالي فإن عمليات الجيش السوري ستستمر ضدهم هذا ما أكد عليه وزير الخارجية الروسي أمس مشدداًً على أن المزاعم التي تتحدث عن أن الجيش السوري مسؤول عن هجوم بغاز الكلور في الغوطة الشرقية هي استفزاز وتضليل إعلامي يهدف إلى تخريب وقف العمليات القتالية.
وفيما كشف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن الإرهابيين في الغوطة الشرقية يحتجزون المدنيين كرهائن، داعياً إلى الاهتمام بالتحذيرات الروسية حول إمكانية استخدام الإرهابيين للمواد الكيميائية، أكد غينادي غاتيلوف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن الضجة التي تفتعلها الدول الغربية حول الأوضاع في الغوطة تهدف إلى تعطيل التسوية السياسية للأزمة.
وحول الحملة التي تقودها أمريكا لنسف مسار أستانا أكدت السفارة الروسية في واشنطن أن المزاعم التي ساقتها الخارجية الأميركية وادعت فيها فشل عملية أستانا مغرضة ومتناقضة، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن وزراء خارجية الدول الضامنة سيعقدون اجتماعاً في شهر أيار المقبل لبحث عملية أستانا وسبل حل الأزمة في سورية.
وفي التفاصيل، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الروسي تطورات الأوضاع في سورية إلى جانب مسائل داخلية ذات أهمية، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في تصريح صحفي: إن الاجتماع تطرق إلى مناقشة الأوضاع في الغوطة الشرقية، حيث أعرب المشاركون عن القلق الكبير على خلفية استمرار تصرفات الإرهابيين الاستفزازية في المنطقة، وأشار إلى أنه تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401.
إلى ذلك كشف بيسكوف أنه يتم التحضير للقاء يشمل كلاً من الرئيس الروسي والرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان دون أن يذكر تفاصيل أخرى.
من جهة ثانية، أكد بيسكوف أن الإرهابيين في الغوطة الشرقية يحتجزون المدنيين كرهائن، وقال: إن الوضع في الغوطة الشرقية يثير قلقاً كبيراً فكما تعلمون فإن الإرهابيين لا يسلمون أسلحتهم وهم يحتجزون السكان كرهائن وهو ما يجعل الوضع متوتراً للغاية، داعياً إلى الاهتمام بالتحذيرات الروسية حول إمكانية استخدام الإرهابيين في الغوطة الشرقية للمواد الكيميائية كنوع من الاستفزاز.
إلى ذلك  أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البرتغالي أوغستو سانتوس سيلفا في موسكو أمس: هناك مجموعات مسلحة سواء في الغوطة الشرقية أو في إدلب يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون على أنها معتدلة وبينها (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) لكنها تتعاون مع تنظيم جبهة النصرة المدرج على قائمة مجلس الأمن الدولي للتنظيمات الإرهابية وهذا يجعلها غير مشمولة بقرار وقف الأعمال القتالية وبالتالي تعد أهدافاً شرعية لعمليات الجيش السوري وكل من يدعمه.
وأضاف لافروف: إن المزاعم التي تتحدث عن أن الجيش السوري مسؤول عن هجوم بغاز الكلور في الغوطة الشرقية هي استفزاز وتضليل إعلامي يهدف إلى تخريب وقف العمليات القتالية في المنطقة، مشيراً إلى أن موسكو تتوقع المزيد من التصريحات الكاذبة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، ولفت إلى أن روسيا حذرت من أن الإرهابيين قد يلجؤون إلى مثل هذه الاستفزازات عبر بث أخبار مفبركة عن استخدام الأسلحة الكيميائية على مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد عليها وسائل الإعلام الغربية كمصادر موثوقة دون التحقق من مصداقيتها، مبيناً أن مثل هذه المعلومات ينشرها ما يسمى “الخوذ البيضاء” و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ من لندن مقراً له إضافة إلى مصادر موجودة في الولايات المتحدة.
وأكد لافروف أن محاولات نشر معلومات من مثل هذه المصادر ستستمر بهدف الإساءة إلى الجيش السوري وإلقاء كل اللوم عليه واتهامه بارتكاب جرائم وذلك لتنفيذ خطوات كالتي نراها في مناطق شرق سورية حيث تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ سيناريو التقسيم، مبيناً أن روسيا ستواصل الحديث مع الأمريكيين ومع أعضاء “التحالف الدولي” ضد الإرهاب حول هذا الموضوع وستطلب تفسيراً للتصرفات التي تنتهك وحدة الأراضي السورية على الرغم من أن القرار الأممي 2401 أكد بوضوح ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.

غاتيلوف: الضجة الغربية تهدف إلى تعطيل العملية السياسية

وفي السياق ذاته أكد غينادي غاتيلوف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن الضجة التي تفتعلها الدول الغربية حول الأوضاع في الغوطة الشرقية تهدف إلى تعطيل التسوية السياسية للأزمة في سورية، وأوضح أن افتعال تلك الضجة من قبل الدول الغربية لاتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية وكذلك روسيا بشكل غير مباشر هي محاولات لتقويض التقدم نحو تسوية سياسية للأزمة، وأشار إلى أن إرهابيي جبهة النصرة الذين يتمركزون في الغوطة الشرقية يقصفون المنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس والبعثات الدبلوماسية في العاصمة السورية، مبيناً أن توفير ظروف مواتية لإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى الغوطة يتطلب ضمانات تضمن توقف جبهة النصرة الإرهابية عن اعتداءاتها وإطلاق القذائف على دمشق.

ريابكوف: التهديدات الأميركية مقلقة

في الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ضرورة قيام جميع من أبدى قلقاً حول الوضع في سورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالكامل، مشدداً على أن التقارير حول تهديدات أميركية باحتمال استخدام القوة ضد سورية مقلقة للغاية وتتناقض بشكل كامل مع مضمون قرار مجلس الأمن رقم 2401، وقال: إن ما يهم بالدرجة الأولى في القرار أنه يدعو جميع الأطراف السورية للانخراط في بحث مكثف عن الحلول والتوصل إلى القرارات الضرورية، ونحن نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأنه وعلى خلفية تصاعد اللهجة ضد سورية وكذلك روسيا في واشنطن عدنا لنسمع التهديدات باستخدام القوة بشكل غير شرعي وغير قانوني وإنهم يبحثون عن ذريعة للقيام بذلك.
وتابع ريابكوف أن هذا الأمر يتناقض تماماً مع قرار مجلس الأمن المذكور ونحن نقول إن على جميع أولئك الذين أظهروا قلقاً متزايداً بشأن الوضع الإنساني في سورية أن يمتثلوا وينفذوا قرارات مجلس الأمن الدولي بالكامل ودون أي استثناءات لأنفسهم.

السفارة الروسية في واشنطن: ادعاءات الخارجية الأميركية مغرضة

بدورها أكدت السفارة الروسية في واشنطن أن المزاعم التي ساقتها وزارة الخارجية الأميركية وادعت فيها فشل عملية أستانا حول سورية مغرضة ومتناقضة ومنحازة، وقالت السفارة على حسابها على موقع فيسبوك الالكتروني: إن الولايات المتحدة أعربت عن دعمها للقرار 2401 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أمس الأول والذي يدعو لوقف الأعمال القتالية في سورية ويثنى كذلك على جهود الدول الضامنة لعملية أستانا لتعود المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت وتطلق تصريحات تناقض الموقف الأميركي في مجلس الأمن من خلال الزعم بأن عملية أستانا فشلت، وتابعت: إن هذه التصريحات المتناقضة لا يمكن أن تثير سوى الحيرة واللغط لأنه لا يمكن لأحد أن يفكر أبداً في إعلان فشل جنيف على الرغم من أنه انطلق منذ سنوات طويلة وللأسف حتى الآن لم يتمكن من تحقيق أي خطوات مهمة في التسوية السياسية للأزمة في سورية.
كما أعربت السفارة الروسية عن قلقها من تلقي الولايات المتحدة معلومات عن الوضع في سورية من خلال مصادر مشكوك بمصداقيتها مثل ما يسمى أصحاب “الخوذ البيضاء” التي أكد المسؤولون الروس ارتباطها بالإرهابيين.

قاسمي: اجتماع الدول الضامنة في أيار

وفي طهران أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي عن أمله في أن يدعم قرار مجلس الأمن رقم 2401 وقف الأعمال القتالية في سورية ويسهم في تسوية الأزمة فيها بالطرق السياسية.
من جهة ثانية، أعلن قاسمي في مؤتمر صحفي أن وزراء خارجية الدول الضامنة لوقف الأعمال القتالية في سورية، روسيا وإيران وتركيا، سيعقدون اجتماعاً في شهر أيار المقبل لبحث عملية أستانا وسبل حل الأزمة في سورية، ولفت إلى وجود اختلافات في وجهات النظر بين إيران وتركيا حول سورية، معتبراً أن المحادثات المقبلة ستكون مؤثرة لإيجاد حل لذلك وتساعد على مكافحة الإرهاب وعودة الاستقرار إلى سورية.