تحقيقاتصحيفة البعث

بعــد ثـــلاث زيـــارات.. المشاريع التنموية الحكومية في طرطوس.. خطوات متسارعة نحو التنفيذ وارتياح أهلي لسرعة الإنجاز

نالت طرطوس “كغيرها من المحافظات السورية” نصيباً من الاهتمام والدعم الحكومي، حيث كانت قبلة الحكومة من خلال الزيارات الثلاث لرئيس مجلس الوزراء، والوفد الوزاري المرافق له في نيسان من عام 2017، حيث أثلجت الزيارة صدور أهالي المحافظة تزامناً مع التوجيهات والقرارات والإعانات التي منحت للمحافظة، وتشكيل لجنة وزارية لتتبع تنفيذ المشاريع.. لكن، ما نسب الإنجاز والتنفيذ..؟ وهل سترى تلك المشاريع النور في المدد المحددة …؟.

في الشأن الزراعي

تحدث لبيب قبرصلي، عضو المكتب التنفيذي المختص، قائلاً: في عام 2017 تم تخصيص الأرض لإقامة مركز توضيب وفرز الخضار والفواكه في دير البشل في منطقة بانياس، وبانتظار انتهاء الدراسة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، كما تم تخصيص العقار رقم 41 في منطقة القدموس لإنشاء منطقة صناعية، ومركز توضيب التبغ، ومركز الأعلاف، وفي خطة عام 2018 ستتم المباشرة بإنشاء سد مرقية، ولا سيما أن الدراسات الهندسية جاهزة بعد أن أنجزت العام الماضي، إضافة إلى أنه تم البدء بمشروع كرتون البيض غرب المنطقة الصناعية.

السكن الشبابي وخط الجر

وعن مشروع السكن الشبابي وخط الجر المغذي لمياه القدموس، أفاد المهندس سالم معلا، عضو المكتب التنفيذي المختص: إن خط التوتر مستقل لخط الجر الثاني المغذي لمياه القدموس لإخراج هذا الخط من عملية التقنين بعد أن نفذت جميع الخطوط باستثنائه، الذي يعد الأمل المرتجى للمحافظة، ولأهالي المنطقة بشكل خاص، وقد وصلت نسبة تنفيذ الأعمال فيه إلى 85 %، والعمل في هذا الخط مستمر، وعلى أرض الواقع فإن أعمال نصب الأبراج والأعمدة قائمة من قبل الشركة السورية للشبكات، وإزالة العوائق من أشجار وغيرها من قبل مديرية الزراعة، وأن مجموعة النقاط على هذا الخط /326/ عموداً و143 برجاً، وما نفذ منه حتى الآن 126 برجاً و130 عموداً، وتم استثمار القسم المنتهي من الخط حتى محطة مياه بار مايا، ووصل عدد الشقق في كامل مشروع السكن الشبابي إلى 1032 شقة سكنية، وفي نهاية عام 2017 تم تخصيص 429 مكتتباً، في حين أن كتل الأبنية المتبقية جاهزة إنشائياً، وما تبقى من شقق وعددها 474 شقة سيتم إكساؤهم وتخصيصهم في عام 2018، كما سيتم البدء بالمرحلة الثانية من المشروع في عقدة الشيخ سعد خلال هذا العام، والمتضمنة 2700 شقة سكنية، ويمكن القول: إن 50 % من المساكن تم تخصيصها.

المناطق الصناعية

وفي مجال المناطق الصناعية، تم من خلال الزيارة منح المحافظة حوالي ملياري ومئة مليون لتلك المناطق، ففي الشيخ بدر بلغت قيمة العقد /1,000,298,296 / ل.س، والدريكيش /776,197,734/ ل.س، وفي صافيتا /958,245,910 / ل.س، وحالياً فإن البنى التحتية قيد التنفيذ ليتم الاكتتاب، وتخصيص مقاسمها وفق قرار رئيس مجلس الوزراء رقم/ 2777/ لعام 2011، هذا ما أكده عضو المكتب التنفيذي لقطاع مجالس البلديات المهندس طارق معلا،  والمختص بمجالس المدن والبلدات المهندسة دلال محمود، وأضافا: تم الانتهاء من عملية الاكتتاب لـ 345 مقسماً ضمن المنطقة الصناعية في بانياس، وتم ترخيصها بالكامل وفق نظام ضابطة البناء المعمول به، حيث تجاوزت المقاسم المباشر بها نسبة 60 % من عدد المقاسم الإجمالية، وتم الانتهاء من الدراسة التخطيطية والفنية للمناطق الصناعية (رأس الخشوفة والروضة وعين الزرقا)، وهي جاهزة لوضع حجر الأساس في الربع الأول من عام 2018، كما تتم الدراسة التخطيطية والفنية  للمناطق الصناعية (الصفصافة ودوير الشيخ سعد وخربة المعزة، إضافة إلى العنازة وبرمانة المشايخ والقمصية، وكذلك البارقية واليازدية) في مديرية الخدمات الفنية، وقد وصلت هذه الدراسة إلى مراحل متقدمة، وتم تصديق المخطط التنظيمي للمنطقة الحرفية في بلدية دوير الشيخ سعد، وبالنسبة لبلدة الحميدية فإنها بحاجة إلى موافقة وزارة الدفاع، وهي قيد المعالجة، كما تتم إجراءات تصديق المخطط التنظيمي للمناطق الصناعية في القدموس وفق أحكام المرسوم/5/ لعام 1982 بعد أن تمت موافقة رئاسة مجلس الوزراء على إدخال جزء من العقار العائد لأملاك الدولة بالتنظيم ليتم لاحقاً نقل الملكية للمدينة ومباشرة التعاقد، حيث يتم حالياً إجراء الدراسة الفنية بالتزامن مع إدخال العقار بالتنظيم.

مشاريع استراتيجية

وحول المشاريع الاستراتيجية في مدينة طرطوس، بيّن كل من محمود ومعلا، أنه تم خلال جولات رئيس مجلس الوزراء منح مجلس مدينة طرطوس إعانات مالية خلال عام 2017 بلغت ملياراً وتسعمئة مليون للعقد المرورية/ المداخل الثلاثة للمدينة المباشر بها منذ عام 2010 والمتعثرة نتيجة عدم توفر التمويل على مدى السنوات السابقة، ما رفع وتيرة العمل، حيث بلغت نسبة الإنفاق 90 % من هذه الإعانات، وأنجزت معظم الأعمال، خصوصاً بعقدتي الشيخ صالح العلي والكراجات، حيث تم وضع العقدتين بالاستثمار، “وهذا شكّل انفراجاً وحلاً للازدحام المروري بمداخل المدينة”، وسيتم إنجاز بقية الأعمال فور تحسن الأحوال الجوية، كما تم منح الوحدات الإدارية مساهمات بقيمة 1,500 مليون لتنفيذ مشاريع خدمية، ونفذت معظم هذه المشاريع، بالإضافة لإعانة بقيمة 500 مليون، نفذت أيضاً.

وأشار معلا إلى أن المشاريع التي صدّقت في نهاية عام 2017 يتم العمل بها في الوحدات الإدارية لإنجازها ضمن المدد المطلوبة.

فندق الروز ماري

تم إنهاء 90 % من مشروع إعادة ترميم وتأهيل فندق الروز ماري في الدريكيش، حسب ما أفاد به المهندس أحمد يونس، المدير التنفيذي للفندق، مضيفاً: يقدم الفندق كل الخدمات الفندقية بسوية عالية جداً، حيث تمت إعادة التأهيل والتشغيل من قبل الشركة السورية للسياحة، والـ 10 % المتبقية من أعمال الفندق، تم إنجازها في شهر كانون الثاني 2018  وبسرعة قياسية، وسيتم في هذا العام إتمام الإعمال الإضافية من تطوير للفندق لتقديم خدمات أفضل، وتوسيع الأجنحة، واستثمار المساحات كافة بالشكل الأمثل، مشيراً إلى أن الفندق بسوية ثلاث نجوم،  ويتضمن ثلاثة مطاعم صيفي وشتوي، إضافة إلى 17 غرفة وجناح مع حديقة وتراسات صيفية، وتبلغ مساحة العقار الطابقية 3 آلاف متر.

وأكد يونس على أن إعادة ترميم وتأهيل الفندق كان حلماً لإعادة الدريكيش إلى الخارطة السياحية وتطوير وتشجيع السياحة الداخلية، وسيكون باكورة مشاريع المنطقة التي ستتوالى مثل مغارة بيت الوادي ومحمية النبي متى.

إحياء تربية دودة الحرير

وجّه رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته لمعمل الحرير في الدريكيش بتاريخ 16/4/2017 بتوزيع غراس التوت مجاناً على الفلاحين من قبل زراعة طرطوس، كما وجّه بإعداد خطة ودراسة فنية لتشغيل المعمل من قبل وزارة الصناعة، وحول هذا الموضوع توجهنا إلى يوسف أحمد مدير المعمل، فأفاد: وجّه رئيس مجلس الوزراء القائمين على الشركة باعتبار الخطة الموضوعة من قبل فريق العمل المشكل من قبل وزارتي الزراعة والصناعة الخاصة بوضع استراتيجية عمل متكاملة لإحياء تربية دودة الحرير في سورية، وتتضمن خطة العمل والبرنامج التنفيذي المقر من قبل الجهات الوصائية، والعمل على تنفيذها، ولفت أحمد إلى أن الخطة تمتد لعشر سنوات، وتشمل زراعة حوالي 3 آلاف دونم في طرطوس واللاذقية وحماة بحوالي مليون شجرة توت بكلفة إجمالية تصل إلى حوالي 800 مليون ليرة سورية.

أتوستراد طرطوس الدريكيش

وحول الأعمال المنجزة بمشروع تحسين وتأهيل أتوستراد طرطوس الدريكيش…؟ سؤال توجهنا به إلى المهندس محمد يوسف، مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، فأوضح قائلاً: يعتبر المشروع من المشروعات العائدة للمواصلات الطرقية وزارة النقل، ويتم تنفيذه بموجب العقدين (58/59) لعام 2016، وتم التعاقد عليهم من قبل المؤسسة مع كل من الشركة العامة للطرق والجسور، ومؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية بقيمة إجمالية نحو 3,7 مليارات ليرة سورية، وأعطى أمر المباشرة بتاريخ 22 آذار الماضي لمدة عقدية 500 يوم تقويم، وقد تم البدء بتنفيذ الأعمال المطلوبة عقدياً من قبل الشركات المنفذة بوتيرة عالية في المواقع التي تم جرد وتوثيق الممتلكات والأشجار كافة الواقعة ضمن شريحة الاستملاك “مسار الأتوستراد” العائدة لمالكي العقارات من قبل لجان جرد، تم تشكيلها لهذا الغرض بعد صدور قرار الاستملاك فوراً، وذلك ليتم صرف قيمة بدلات الاستملاك للأرض والموجودات للأهالي أصولاً، ولفت يونس إلى وجود عقدين مبرمين مع الجهات المنفذة نفسها لإزالة العوائق” مياه، هاتف ..” كل ضمن قطاعه بقيمة إجمالية نحو 400 مليون ليرة سورية.

وعن مدى تناسب التعويضات المقدمة للأراضي المستملكة  مع الأسعار الحالية، بيّن يوسف أنه بعد صدور قرار الاستملاك، وقبل المباشرة بتنفيذ الأعمال تم تشكيل لجان فنية لجرد جميع الموجودات ضمن مسار الطريق، “شريحة الاستملاك”، وتوثيقها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في كل منطقة، وبحضور الأهالي أصحاب العقارات، للحفاظ على حقوقهم، والعمل على صرف قيمتها وفق القوانين والأنظمة المعمول بها أصولاً.

أهمية الأتوستراد

وبالانتقال للحديث عن أهمية تنفيذ الأتوستراد والجدوى الاقتصادية له، أكد مدير فرع المؤسسة العامة المواصلات الطرقية أنه من أهم المشروعات الحيوية بالمحافظة، كونه يصل الداخل بالساحل، ويبلغ طوله الحالي 27 كم، ويحتوي على 112 منعطفاً، كما سيؤمن اختصاراً في الزمن والمسافة وتوفير في المحروقات، إضافة إلى تحسين عناصر المنعطفات “ميول طولية وعرضية”، وتقليل عددها، الأمر الذي سيؤمن السلامة المرورية للعابرين عليه، كما سيساهم في تخفيف الضغط السكاني عن مدينة طرطوس من خلال التشجيع على السكن بجوار الطريق، وإقامة المنشآت الاقتصادية المتنوعة.

وأوضح يوسف أنه من المتوقع الانتهاء من الأعمال ضمن المدة العقدية، لأن تنفيذ الأعمال حالياً يتم بوتيرة عالية، حيث تصل نسبة إنجاز العقد المبرم مع الشركة العامة للطرق والجسور حوالي 21 %، ونسبة إنجاز العقد المبرم مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية حوالي 39 % حتى نهاية عام 2017.

موضع التنفيذ

ويبقى الأمل الأكبر الذي ينتظره أبناء المحافظة تنفيذ تلك المشاريع ووضعها بالخدمة موضع التنفيذ، وإنجازها ضمن المدد المحددة التي أقرت لها، كون تنفيذها ضرورة حتمية يجنّب السكان والبيئة آثاراً متعددة، “المحافظة في غنى عنها”.

دارين حسن