أخبارصحيفة البعث

وفدنا الإعلامي زار وكالة إرنا ووزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية: تطوير العلاقات في مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات

طهران- البعث:
زار الوفد الإعلامي السوري أمس وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” ووزارة الثقافة والإرشاد لشؤون الإعلام والصحافة، وحفل اللقاءان بنقاش معمّق حول العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها في مجال الإعلام للارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية.
وبعد أن جال الوفد في الأقسام الرئيسية للوكالة، واستمع إلى شرح مفصل من مسؤولي الأقسام عن آلية العمل، عقد جلسة حوار مع مدير عام الوكالة السيد ضياء هاشمي.
وتحدّث في بدايتها الزميل موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين الذي شكر إيران قيادة وشعباً على حسن الاستضافة، وقال: أتينا من سورية المعروفة بوفائها لأصدقائها ومن مهد الحضارات التي لها تاريخها المشرّف إلى بلد المواقف والتضحية في سبيل نشر القيم الحضارية والسلام بعد أن التقينا حول هدف مشترك يتمثّل في القضية الفلسطينية، والتي أسست لعلاقات متينة أرساها القائد المؤسس حافظ الأسد والإمام الخميني، ووطدها السيد الرئيس بشار الأسد والقيادة الإيرانية، حيث كانت الإرادتان متوافقتين في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، وتابع: ولأن القيادة في بلدينا اتخذت قرارها باعتبار القضية الفلسطينية هي البوصلة كان الاستهداف لهما عبر الإرهاب، إما اتهامهما بدعمه وفق مفاهيم مشوّهة ومغلوطة، أو باستقطاب كل تكفيريي العالم لاستخدامهم كأداة للعبث في أمن البلدين، وكان أشرسه ما تتعرّض له سورية الآن.
وأضاف عبد النور: إن ذات الدول التي استهدفت بلدينا استخدمت الإعلام كأداة ناعمة لتسويق المشروع الصهيوأطلسي الهدّام، ومن هنا تأتي أهمية التعاون بيننا لمواجهة الماكينة الإعلامية المشاركة في سفك الدم لنكون على قدر التضحيات التي قدّمها شعبنا، والذي قدم أنموذجاً يحتذى في الصمود، ومن هنا يأتي دورنا في الإعلام لتقديم الحالة الواقعية بعيداً عن التزييف، ومن أجل ذلك قدّم الإعلام السوري خلال سنوات الحرب نحو 50 شهيداً من مختلف الوسائل الإعلامية في سبيل نقل الوقائع كما هي، داعياً إلى المزيد من التعاون في مجال الإعلام والارتقاء بالعلاقات إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية عبر البحث عن أشكال أخرى لتطويرها وتعزيز الاتفاقيات السابقة وتبادل الخبرات وكذلك التأهيل والتدريب لتقوية العلاقات بين الإعلاميين وتمتين الروابط بينهم.
من جانبه قال هاشمي: إن علاقاتنا متميزة، ومصير شعبينا واحد، ونعتبر السوريين إخوة وأشقاء لنا، ونقدّر صمودهم في الحرب الظالمة التي تشن ضدهم، حيث كان للإعلام السوري والمقاوم دور كبير في كشف حقيقة الهجمة الشرسة للرأي العام العالمي، وكان دوره مكملاً لانتصارات الجيش في الميدان، وأضاف: سورية بلد كبير في تاريخه وموقعه وإرثه الحضاري وجذور حضارته ضاربة في عمق التاريخ لهذا على العالم أن يقف بأسره إلى جانبها ونحن نفتخر بوقوفنا معها، وتابع: لدينا تكليف أساسي كإعلاميين بأن ننقل للعالم الحقيقة، ويقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة لتوضيح الفارق بين المقاومة والإرهاب حيث أن البعض يساوي بينهما وعلينا أن نكشف زيف ما يروّجون له في وسائل إعلامهم من أكاذيب وأضاليل، التي لا تقل خطراً عن إجرام المجموعات الإرهابية التي حاولوا من خلالها تشويه الدين الحنيف، مؤكداً أن هناك فرصاً كبيرة للتعاون الإعلامي بين البلدين من خلال اللقاءات والزيارات المتبادلة وتبادل الخبرات.
وتركًزت مداخلات الحضور حول ضرورة تطوير الاتفاقيات الإعلامية الموقعة بين البلدين بما يتناسب مع مقتضيات المرحلة، وشددوا على ضرورة توحيد المصطلحات الإعلامية بين جميع وسائل إعلام محور المقاومة والاعتماد على مصادر موثوقة في نقل الخبر، بالإضافة إلى تبادل الإيفاد الجامعي والاستفادة من خبرات الإعلاميين في البلدين الصديقين.
كما زار الوفد وزارة الثقافة والإرشاد لشؤون الإعلام والصحافة، والتقى معاون وزير الثقافة السيد محمد سلطاني، حيث بدأ حديثه بالقول: عندما تمتزج الدماء فلا يمكن للعلاقات أن تنتهي وهذا ما حصل بين شعبي إيران وسورية، الذين قدموا تضحيات جسيمة خلال هذه الهجمة الشرسة.
كما قدّم شرحاً مفصلاً عن وسائل الإعلام في إيران وكذلك مراسلو وكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية المقيمين في الجمهورية الإسلامية، وقال: لدينا أكثر من 300 صحفي أجنبي من 32 دولة بينهم سورية، وأنه يوجد في إيران أكثر من 8680 وسيلة إعلامية بينهم 42 وكالة أنباء محلية و2800 موقع الكتروني و183 صحيفة يومية في طهران و137 أخرى في المحافظات و1860 مجلة أسبوعية و675 نصف شهرية و1500 مجلة شهرية والباقي مجلات متخصصة فصلية أو نصف سنوية.
وقدّم عبد النور شرحاً عن اتحاد الصحفيين والخدمات التي يقدمها إلى المنتسبين إليه وعن علاقاته العربية والإقليمية والدولية، وأعرب عن أمله بأن يؤسس هذا اللقاء إلى تعزيز التعاون وتطوير العلاقات في مجالات التأهيل والتدريب، مشيداً بالدعم الذي تقدّمه الجمهورية الإسلامية لسورية.
ومساءً أقام السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود مأدبة عشاء للوفد وتمّت مناقشة آخر تطورات الوضع في سورية والانتصارات التي يحققها جيشنا في ميادين القتال، ودبلوماسيتنا على طاولات الحوار السياسي.