الصفحة الاولىصحيفة البعث

الملتقى العلمائي الإسلامي الثالث عشر يختتم أعماله: تضافر جهود مختلف التيارات لمواجهة التحالف الصهيوغربي وأدواته

دمشق- سنان حسن:
شدد الملتقى العلمائي الإسلامي الثالث عشر، الذي عقد في دمشق أمس تحت عنوان “انتصارات محور المقاومة وآثارها على الوحدة الإسلامية وتحرير القدس”، في بيانه الختامي، على ضرورة تضافر جهود المفكرين والعلماء وأحرار الأمة بمختلف تياراتها، من إسلامية مخلصة وقومية منفتحة ووطنية صادقة، في مواجهة التحالف الصهيوغربي وأدواته في المنطقة، وأضاف: ما من شك أن الانتصارات التي تحقّقت في العام الأخير كان ببركة ومقاومة الشعب السوري وحكومته الشرعية وجيشه المقدام، ما يجعل من هذا أنموذجاً للمقاومة ومثالاً يحتذى به للانتصار على الأعداء.
كما دعا الملتقى إلى تنشيط الحوار العلمي الموضوعي والدراسات ذات الطابع الوحدوي والتقريبي بين المذاهب، لأن المهم هو الالتزام بالمشتركات بين المذاهب ورفض التفرقة، والتركيز على التفاعل والتبادل العلمي بين المؤسسات والحواضر العلمية على مستوى المدرسين والمناهج الدراسية والورشات العلمية لتفعيل الوحدة والتقارب، والتعمق في دراسة فقه الأزمة، وأشاد بجهود وزارة الأوقاف السورية على هذا الصعيد، والالتزام بمنهج الاعتدال.
كما طالب الملتقى بتعريف الأمة الإسلامية برّواد الوحدة، والتقريب بين جميع المذاهب الإسلامية، والترويج لذلك بوسائل الارتباطات العصرية، مؤكداً أن الكيان الصهيوني إلى زوال، وأن الشعب السوري والفلسطيني ومحور المقاومة سيصلون صلاة الجماعة في القدس المحتلة قريباً.
وكان الملتقى، الذي أقيم، في فندق قصر القيصر بدمشق، بالتعاون بين وزارة الأوقاف ومكتب قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في سورية والمستشارية الثقافية الإيرانية، افتتح أعماله بعرض أفلام وثائقية قصيرة عن المقاومة ودورها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتركّزت محاور الجلسات على: الوحدة الإسلامية في ضوء الانتصارات وواقع الأمة الراهن، وأقطاب الوحدة وأذناب التفرقة، والوحدة الإسلامية ومتطلبات تأسيس الحضارة الإسلامية الحديثة، وفلسطين آلام الماضي ومستجدات الحاضر.
وأكد وزير الأوقاف، الدكتور محمد عبد الستار السيد، أهمية دور العلماء ورجال الدين في الدفاع عن القيم الإسلامية والتمسّك بالخط المقاوم ضد قوى الإرهاب والتكفير، مبيناً أن المؤامرة التي تعرّضت لها سورية ما كانت لتسقط وتندثر إلا بفضل الله تعالى والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري ومحور المقاومة، وامتزاج دم شهداء الجيش العربي السوري بالدم الإيراني واللبناني والروسي على أرض سورية، لافتاً إلى أن القوة الدافعة التي حققت النصر في خط المقاومة كان بفضل الشهداء، الذين قال عنهم القائد المؤسس حافظ الأسد: “الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”.
وجدّد وزير الأوقاف التأكيد على حاجة الأمة إلى وحدة الصف والكلمة بمواجهة الهجمة التكفيرية الإرهابية الصهيونية التي تتعرّض لها سورية، مشيراً إلى أن مؤتمراً كبيراً سيعقد بمناسبة الإسراء والمعراج عن وحدة الأمة والقدس بالتعاون مع ممثلية الإمام الخامنئي ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، داعياً العلماء للمشاركة الواسعة فيه.
من جانبه، قال ممثل قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في سورية أبو الفضل الطبطبائي: إن صناعة التاريخ تأتي من خلال مقاومة الظلم والإرهاب، لافتاً إلى أن الثورة الإسلامية في إيران انتصرت بالتحدي والصمود وقطعت شوطاً كبيراً بالعلم والثقافة والفنون، فيما دعا السفير الإيراني في دمشق جواد تركابادي إلى وحدة الأمة من أجل تحرير القدس ومقدساتها، معتبراً أن عزّة الأمة بعزة قياداتها، وعزة سورية من عزة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد، الذي وقف وقفة البطل، وسيسجل له التاريخ هذا الموقف.
ودعا الشيخ محسن أراكي رئيس مجمع التقريب بين المذاهب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى بذل كل ما يلزم في سبيل الحفاظ على التلاحم، معتبراً أن توحيد الأمة سيقضي على الظلم والكيان الصهيوني الذي زرع من أجل تفرقتها.
من جانبه قال الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام قال: إن مناداتنا باجتماع أمتنا واتحاد صفوفها هو أمر طبيعي لمن يعرف خطر الفرقة والفتنة والاقتتال، وإننا ندعو أبناء أمتنا الإسلامية إلى تجاوز الاجتهادات الفقهية ووضعها جانباً وأن يرسخوا عوامل الوحدة والقوة.
وأكد السيد عبد القادر الألوسي الحسني رئيس رابطة علماء الرباط المحمدي في العراق أهمية مواجهة الفكر التكفيري الظلامي الذي حوّل سورية والعراق في فترة من الفترات من منطقة إشعاع حضاري إلى منطقة يكثر فيها القتل والدماء، مبيناً أن استهداف سورية والعراق هو استهداف لكل الحضارة الإنسانية التي خرجت من هذه الأرض ولكي لا تكون هناك كلمة واحدة لأبناء هذين البلدين، ولكن فشلوا في كسر إرادة الشعبين في دحر الإرهاب والتكفير، واليوم نرى الانتصارات المتتالية لجيشهما وقواهم الحية تخلّص العالم من أشد الشرور وأخطرها.
وقال محمد شريف الصواف رئيس مجمع الشيخ أحمد كفتارو: الوحدة الإسلامية هي همّ عند أعدائنا، لأن في وحدة أمتنا فإن أبواب النصر تفتح، كما نرى اليوم من انتصارات يسطرها جيشنا العربي السوري بالتعاون مع الأصدقاء الذين توحّدوا على عنوان واحد هو محاربة التطرف والتكفير والمشروع الصهيوأمريكي.
وقال حسان عبد الله رئيس الهيئة الإدارية في تجمع علماء المسلمين: إن المقاومة هي طريقنا لمواجهة المشاريع الصهيونية الغربية، لأن المقاومة تؤكّد أن شعوب المنطقة مازالت حية وقادرة على التصدي لكل هذه المخططات الاستعمارية.