تحقيقاتصحيفة البعث

مشافي طرطوس.. خدمات نوعية وجهود لتأمين العمل الطبي الأمثل

لم يغب دور المشافي الحكومية طوال سنين الأزمة، وبقيت مستمرة في تقديم خدماتها الأساسية والنوعية للمرضى في محافظة طرطوس، فلا تكاد تخلو منطقة من نقطة طبية، أو مركز صحي، إن لم يكن مشفى، وهذه المشافي مجهزة بمعظم الخدمات التي يحتاجها المواطن، ويتوفر فيها الدواء والعناية الملائمة للمرضى، وإن أثرت السنوات السبع الماضية على هذه المشافي وخدماتها بعض الشيء من نقص في بعض الأدوية المزمنة والأدوية السرطانية وغيرها، وحاجة بعض الأجهزة للصيانة، بالإضافة إلى العدد الكبير من المرضى الذين يراجعون هذه المشافي، ويوجد في طرطوس ثلاث هيئات عامة مستقلة، وثلاث مشافٍ عامة تتبع لمديرية صحة طرطوس موزعة على أنحاء المحافظة والريف، وهي (الهيئة العامة لمشفى الباسل، الهيئة العامة لمشفى بانياس، الهيئة العامة لمشفى التوليد )، إضافة لمشافي مديرية الصحة الموزعة في الريف (مشفى القدموس، مشفى الدريكيش، مشفى الشيخ بدر)، وفيها أقسام للاختصاصات الطبية كافة باستثناء بعض الاختصاصات الفرعية والتي لا تتواجد إلا في الهيئة العامة لمشفى الباسل، وتتبع المشافي العامة كاملة لمديرية صحة طرطوس، وتعمل تحت الإشراف المباشر من المديرية.

خدمات نوعية وأجهزة حديثة

ويخدم مشفى الشيخ بدر /الشهيد مازن إبراهيم/ منطقة واسعة، حيث يوجد، بالإضافة إلى قسم الإسعاف والعيادات الخارجية، أقسام /النسائية – المخبر- الأطفال – الحواضن- العناية المشددة – الجراحة العظمية والعامة والبولية- الأشعة – الغسيل الكلوي/، وكان مجموع الخدمات المقدمة في المشفى في العام المنصرم /263955/ خدمة، ويبيّن الدكتور حسان علي حسن “مدير المشفى” أنهم يضطرون أحياناً لنقل المريض إلى مشفى آخر، أو تحويله من المشفى لعدم وجود أطباء داخلية عصبية وجراحة عصبية وجراحة أوعية، كما يتم الاضطرار لنقل بعض المرضى، أو تحويلهم لعدم وجود مستودع للدم، ويتم طلب الدم لكل مريض على حدة، وأكد مدير المشفى أنه لم يحصل في المشفى أي خطأ طبي حتى الآن، وفي حال ورود شكوى عن سوء معاملة من قبل ممرض أو طبيب تحل في حينها، مشيراً  لمواجهة المشفى بعض الصعوبات في العمل، وكأي مشفى لابد من حدوث أعطال في الأجهزة سواء /المخبرية- الأشعة/ بسبب ضغط العمل، وانقطاع التيار الكهربائي، ووجود نقص في بعض الاختصاصات والأطباء، لافتاً إلى أنه يوجد العديد من التجهيزات الجديدة /جهاز طبقي محوري- جهاز ماموغراف لتصوير الثدي، وهي من الأجهزة الحديثة، بالإضافة إلى التصوير البسيط والإيكو والدوبلر، وعن واقع النظافة في المشفى يبيّن أنه كان هناك عقود مؤقتة لعمال النظافة /3 أشهر/، تم توقيفها منذ عام تقريباً، وتم رفد المشفى بـ /3/ عناصر من المراكز الصحية القريبة عن طريق مديرية الصحة، وأكد أنه سيتم حل موضوع النظافة قريباً في المشفى.

تفعيل دور الرقابة

يضم مشفى الدريكيش /67/ سريراً، يخدم منطقة الدريكيش وما حولها، حتى منطقة صافيتا، ويقدم جميع الخدمات بشكل مجاني: /أشعة – تحاليل مخبرية- عمليات- غسيل كلية – ولادات – إسعاف – عيادات/، حتى بلغ عدد الخدمات المقدمة خلال العام الماضي/481119/ خدمة، ويؤكد الدكتور محي الدين عيسى، مدير مشفى الدريكيش، على توفر جميع الأدوية في المشفى، والمشفى مخدم بمختلف أنواع الأجهزة والتجهيزات اللازمة للعمل: /طبقي محوري- أجهزة ايكو- غسيل كلى- معالجة فيزيائية- أجهزة تعقيم/، وتم مؤخراً تأمين جهاز تنظير هضمي جديد للمشفى، وأكد د. عيسى على نظافة المشفى، وهناك متابعة دقيقة على مدار الساعة من قبل الإدارة لهذا الموضوع، بالإضافة لوجود مشرفين على عمال النظافة، وجميع مواد التنظيف موجودة في المشفى.

ويوضح مدير مشفى الدريكيش بأن عدد الوفيات في المشفى خلال عام 2017 بلغ /75/ وفاة، وفي حال حدوث التباس حول سبب الوفاة، وورود شكوى بذلك تتم متابعتها من قبل إدارة المشفى، والتحقيق بالسبب، وإحالتها إلى الجهات المختصة إذا لزم الأمر، وفي حال وجود تقصير من قبل الكادر الطبي يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم، ولم ترد إلى المشفى حتى الآن أية شكوى تتضمن إهمالاً أو تقصيراً.

وأشار د. محي الدين عيسى إلى أن من أهم الصعوبات التي تواجه عمل المشفى ضيق المكان مقارنة بعدد الخدمات الكبير الذي يقدمه، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، علماً أنه تتوفر مولدة كهربائية مضى عليها حوالي /5/ سنوات.

خدمات طلبة

وبيّن الدكتور أحمد عمار، مدير صحة طرطوس، بأن الهيئات العامة مستقلة إدارياً ومالياً، ولكنها تتبع فنياً لمديرية صحة طرطوس، وهناك تنسيق مع كافة الهيئات للارتقاء في تقديم الخدمات الطبية، وتطوير الواقع الصحي في المحافظة، لافتاً إلى أن جميع الخدمات متوفرة في المشافي والهيئات، ولكن التوافد السكاني الذي واجهته المحافظة شكّل عبئاً على المشافي، وتطلب ذلك جهوداً مكثفة لاستيعاب كافة الحالات، ما أثر ولو قليلاً، ليس على جودة الخدمة الطبية، وإنما على سرعة إنجاز الخدمات الطبية الإسعافية كالعمليات الباردة، كما أوضح د. عمار بأن الأدوية متوفرة وبنسبة جيدة جداً، أما خارج المشافي فيتم تأمين الأدوية وفق برامج قد لا تكون فيها التغطية 100% نظراً للظروف والأزمات التي مر بها البلد، وأثرت على الواقع الصحي من حيث توافر الأدوية، وحدثت انقطاعات في بعض الأصناف، ولكن تم العمل لتوفير هذه الأدوية وإيصالها لمستحقيها.

وتعمل مديرية الصحة بأقصى جهد لإيصال الخدمات الطبية إلى جميع المواطنين، ومعالجة جميع الشكاوى عبر الرقابة الداخلية، وهنا لابد من القول بأن تفعيل الرقابة في القطاع العام أمر مهم، مع الإشراف الكامل على عمل هذه المشافي وكوادرها من أطباء، وممرضين، وفنيين، وتضافر الجهود كافة لتأمين الخدمة الطبية الأمثل للمواطن.

رشا سليمان