تحقيقاتصحيفة البعث

الخيول الأصيلة في الجزيرة.. وحضور لأكثر من قرن

أكثر من قرن، عمر الخيول العربية الأصيلة في منطقة الجزيرة، حيث توارثها الأبناء من الآباء، وورثها الآباء من أجدادهم، والحفاظ على ذلك التراث والتاريخ والحضارة، حسب وصفهم، هو واجب أخلاقي وتربوي وإنساني.

تبقى للخيول العربية رمزيتها في ربوع الجزيرة السورية، والكثير من شباب اليوم يتعاملون مع ذلك الإرث باهتمام وعناية وحب للماضي الجميل، ومختلف العشائر في الجزيرة لها حصة من الاهتمام بالخيل، وعن ذلك بيّن الشيخ حسين الحسو من شيوخ عشيرة الراشد من خلال حديثه مع البعث: قبل 100 سنة تواجدنا في ريف القامشلي، وقد رافقنا أكثر من 300 رأس من الخيل العربي الأصيل، ذلك الرقم وزع على عدد من أفراد العشيرة، فالخيل جزء مهم في كل أسرة، مثلها مثل القهوة العربية التي تعتبر رمزاً وشيئاً مقدساً عند الجميع، أما بالنسبة لنسل الخيل الموجودة عند عشيرتنا، فهي كحيلات العرموشة، وليس هناك أي نسل من هذا النوع عند أية عشيرة أو قبيلة على مستوى القطر، إلا عند عشيرة راشد.. نحن بدورنا زرعنا فكرة الاهتمام بالخيل عند أبنائنا الشباب وحتى الصغار، لا يمكن التفريط مهما كانت الأسباب والمبررات، فالتاريخ والحضارة والثقافة، لا تباع ولا تشترى، لابد من الإشارة إلى أن كحيلات العرموشة شاركت في المسابقات الخاصة بالخيل ضمن مختلف المحافظات السورية منذ عام 1997 في تدمر واللاذقية ودير الزور والرقة والحسكة، مع تحقيق مراكز متقدمة في غالبية المسابقات.

وأشار الحسو إلى أنّ خيله حتى اليوم في قريته، وتم الحفاظ عليها، كما يتم الحفاظ على الابن والأب، حتى في فترة هجوم المسلحين على المنطقة، تمّ الحفاظ عليها وحمايتها من همجيتهم ونهبهم، لكن أرغب في الإشارة إلى أننا وأثناء المشاركة في المسابقات، وتعزيزاً لروح الأخوّة بين السوريين تم إهداء بعض الشخصيات، التي تهتم بالخيل من مدن حمص واللاذقية ودمشق، بعض الخيل بصفة هدايا.

البعث، وخلال جولتها في مرابط الخيل، رصدت عدداً من المرابط، ومن مختلف القرى القريبة والبعيدة من مدينة القامشلي، فالمربط الآخر في ريف الجوادية، وفيه عشرات الخيول العربية الأصيلة التي تعود سلالة بعضها إلى دور الصحابة كخيل الهدب، وفي تلك المزرعة تم تسجيل أول خيل عام 1986 في المنظمة الدولية للخيل المسمى بالواهو، وأنواع الخيل الأخرى الموجودة: “الهدب انزحي”، “كحيلات الربدة”، و”كحيلات الواطي”، إلى جانب “سعدة طوكان”، و”حمدانية بن غراب”، وتضاف إليها: “عبيد سحيلي، منشية الأقرع”.

ولابد من الإشارة إلى أن الخيول التي شاركت في المسابقات التي كانت تقام على مستوى القطر، من مختلف مناطق الجزيرة، لها جوائز وشهادات وثناءات ومراكز متقدمة في جميع البطولات، وشباب اليوم يترقبون عودة إعلان المسابقات على مستوى القطر مجدداً.

مربو الخيول في الجزيرة السورية أكدوا على وجود مكتب للخيول العربية الأصيلة في جميع محافظات القطر، وفي مديريات الزراعة، وجميع الخيول الأصيلة تسجل في منظمة واهو الدولية، الخاصة بالخيول، طبعاً عندما تلد الفرس يتم أخذ عينة من شعر الوليد ودمه للتأكد من سلالته بعد إرسال الدم إلى المخابر المخصصة من قبل المنظمة، وعندما يتم التأكد من انتمائه إلى الأب والأم يتم تصنيفه ضمن الخيول الأصيلة، ويمنح للمربي دفتر شبيه بدفتر الأسرة العائلي مدون عليه اسم الخيل، واسم الأب والأم، والمربي، ويمنح رقماً، وهناك متابعة دورية على مرابط الخيول من قبل مكتب الخيول في الحسكة، وحرص على عدم بيع الخيل إلى خارج القطر نهائياً، أما الأجمل والأهم فهو حرص الأهالي والمربين على الحفاظ على خيلهم.

عبد العظيم العبد الله