تحقيقاتصحيفة البعث

التجارة الالكترونية.. شركات وهمية أم تسويق تجاري  يواكب متطلبات الحياة العصرية

ظهرت مؤخراً، وبشكل ملفت، ظاهرة التجارة الالكترونية، أو ما يسمى بالتسويق الالكتروني، وانتشرت بكثرة الصفحات والمواقع التي تروج وتبيع سلعاً متعددة مع إمكانية إيصال هذه السلع إلى المنازل مقابل مادي.

والتسويق الالكتروني، أو التسويق الرقمي، مفهوم ظهر وتطور بعد ظهور شبكة الانترنت، ولا يزال قيد التطوير والتحسين في ظل تنامي استخدام الشبكة العنكبوتية، ومع تطور التقنيات الرقمية التي ليس آخرها تطور الهاتف المحمول الذكي، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الشبكة العنكبوتية من الأسس الجوهرية لأي عمل تجاري حديث ومعاصر، ولكن احتمالية التعرض للاحتيال والنصب كبيرة، وقد حصلت العديد من الحالات لمواطنين قاموا بتجربة هذه الطريقة في التسوق، ولكن تفاجؤوا بجودة السلعة، أو تغيير كلي في مواصفاتها، ومنهم من كان يصله الطرد فارغاً، وبعض آخر استحسن هذا الأسلوب في التسوق، كونه يوفر الوقت والجهد، ويتيح للزبون استعراض ما يشاء من السلع.

حدود الممكن

يبيّن م.بلال سليمان، باحث في هذا المجال، أن السبب في ذلك يعود إلى أن هذه الشبكة جعلت تجاوز حدود المكان أمراً سهلاً، ما دفع الشركات الكبرى إلى عرض منتجاتها وإعلاناتها التسويقية عبر تلك الشبكة لتصل إلى ملايين المستخدمين الذين يعتبر كل منهم زبوناً محتماً، والذين لم يكن الوصول إليهم ممكناً لولا تطور التكنولوجيا، إن تزايد عدد المستخدمين المتصلين بشبكة الانترنت بشكل مطرد، أدى إلى التفكير باستثمار هذه الأداة القوية في التسويق الإعلاني أو التجاري، فكما نعلم هناك الملايين من الأجهزة المتصلة بهذه الشبكة.

وأضاف: أصبح جزء كبير من الموارد المالية المخصصة للإعلانات التقليدية منها يستثمر باتجاه التسويق الرقمي أو الالكتروني، وذلك لقدرة الوصول إلى عدد أكبر من الزبائن المحتملين، واختصار الوقت والجهد في الإعلان مقارنة بالإعلانات التقليدية، والقدرة على استهداف زبائن جدد من خلال تفاعل الزبائن الحاليين مع الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولحماية الزبون من الوقوع في التصيد الاحتيالي لبعض الشركات الوهمية، والاستفادة بشكل حقيقي وفعلي من ميزات التسويق الالكتروني، يبيّن م. بلال سليمان أنه يجب التعامل مع شركات ذات مصداقية عالية بالدرجة الأولى، والاستفسار بشكل مركز عن المنتج المعروض ومواصفاته لضمان تنفيذ عملية الشراء للمنتج المرغوب فعلياً، وتجنب المواقع التي تستخدم إعلانات النوافذ المنبثقة بشكل مكثف، والتي تكون مصداقيتها موقع شك وتساؤل، والتحقق من آراء الزبائن عن منتج معين قبل شرائه بغرض التأكد تماماً من رضى الزبائن الآخرين عن المنتج الذي يرغبون بشرائه.

مقومات النجاح

ويعتمد نجاح التسويق الالكتروني، وككل أنواع التسويق، على المصداقية بالدرجة الأولى، والشفافية مع الزبون، إضافة إلى تحصيل بيانات عن تفاعل الزبون مع منتج معين، ولكن لا يخفى أن هناك عوائق وتحديات ومساوئ للتسويق الالكتروني، وتوضح د. لبنى علي، رئيسة قسم هندسة الاتصالات في كلية تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، بأن هناك مواقع وصفحات الكترونية تعمل دون ترخيص، وأن هناك عدداً من المواقع المرخصة وتعمل بشكل رسمي، والرخصة ليست شيئاً مفروضاً، ولكنه يعطي أماناً وثقة أكبر بالتعامل مع الموقع المرخص، وتضيف علي بأن المنتج ليس بأيدينا، ونحن غير قادرين على معرفة جودته (Quality) وصفاته الحقيقية التي تصورها الزبون، كما أن هناك صعوبة في تبديل السلعة إذا لم تنل رضى المشتري، وبالرغم من إتاحة هذه الخاصية، ولكن ستأخذ العملية وقتاً مضاعفاً، كما أن الاحتيال في التعاملات موجود في كل مكان، فهو موجود أيضاً على الشبكة العنكبوتية وبعدة أشكال، ولكن ترى علي أن المجال الالكتروني آمن أكثر، حيث إن كل عملية يتم لها ختم زمني، والطلبيات مسجلة على المخدمات، وليس من مصلحة أي شخص لديه موقع للتجارة الالكترونية على الويب إلا التعامل بمصداقية، والابتعاد عن الغش، والاهتمام بسمعة موقعه، والعمل بحذر لكسب ثقة الزبائن، وبيّنت د. لبنى أن قانون الجريمة الالكترونية شمل الجرائم التي تتعلق بموضوع التجارة الالكترونية، وهناك إجراءات عدة لحماية المواطن وتحصيل حقوقه من خلال هذا القانون، وعلى المواطن لحماية نفسه أن يعرف من هو الوسيط (Broker) الذي يتعامل معه الموقع الذي يريد الشراء منه، حيث تتم كل عملية تجارية من خلال وسيط، ويجب أن يكون موثوقاً لضمان عملية البيع.

رشا سليمان