الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

عقدة سندريلا

 

الجميع يعرف قصة سندريلا التي شغلت أغلب أحلام الفتيات في مقابلة الشاب الوسيم الذي سينقذها من الظلم الذي كانت تعيشه مع زوجة أبيها وأخواتها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لِمَ لم تنقد يوماً سندريلا تصرفات أهلها؟ لِمَ لم تعترض على المعاملة القاسية؟ هل كانت ضعيفة إلى الدرجة التي لا تغضب فيها أبداً؟!.
يبدو أن هذه الحالة هي إحدى المشكلات النفسية التي تصاب بها النساء منذ الصغر، حيث تبدأ المريضة تشعر وتتعامل طوال الوقت على أنها ضعيفة وغير قادرة على مواجهة الحياة لذلك يجب أن يكون هناك من يقوم برعايتها ومساعدتها، كما أنها إذا واجهت مشكلة ما لا يمكنها التصرف والمواجهة لأنه باعتقادها يجب أن يكون هناك شخص قوي يقوم بحمايتها، هذه العقدة تم اكتشافها لأول مرة في عام (1981) من قبل الكاتبة والمعالجة النفسية الأمريكية “كوليت داولينغ” وأصدرت كتاب بعنوان: “عقدة سندريلا: خوف النساء الخفي من الاستقلال”.
تتحدث الكاتبة عن أعراض العقدة، فالفتاة المصابة بها تفتقد للقدرة على الإبداع، حيث تشعر براحة عندما يوجهها أحد وتفعل ما يُطلب منها، وتفتقر إلى الثقة بالنفس وعدم الاعتراف بأنها تعاني من مشكلة شخصية فإذا وقعت في مشكلة واستطاعت التغلب عليها تنسب ذلك إلى الحظ أو الصدفة، وفكرة الزواج المبكر أو الزواج من دون تفكير تجد الفتاة بأن شخصاً يحميها ويقوم برعايتها، وهو السبب الرئيسي الذي يجعل السيدة تعيش مع زوج سيئ في كثير من الأحيان، وأظهرت دراسات على أن المصابات لا يثقن في قدرات بنات جنسهن فهن يرفضن الاعتراف بالنساء كقائدات. وتقول الكاتبة: إنه من أسباب الإصابة بعقدة سندريلا يكمن في التربية ويتمثل بالدلال بشكل زائد عن الحد من قبل والديها فيفعلون لها كل شيء من دون أن يتركوها تعتمد على نفسها في أي شيء، خوف الأهل على الفتاة بشكل مبالغ به من المجتمع، وعدم تلبية الأهل لطلب الفتاة بالخروج مع أصدقائها أو السفر وتكون الإجابة بأنه يفضل أن تفعل هذا بعد الزواج، وهذا الأمر يجعل الفتاة تريد الزواج في أسرع وقت.