الصفحة الاولىصحيفة البعث

تحديات بالجملة.. ميركل مستشارة ألمانيا لولاية رابعة

انتخب النواب الألمان، أمس، أنجيلا ميركل مستشارة لولاية رابعة، وذلك بعد مداولات استمرت ستة أشهر لتأمين الأغلبية في البرلمان، حيث ستقسم اليمين قبل أن تعقد أول اجتماع حكومي لها، في وقت تواجه تحديات بالجملة، داخلية وأوروبية وعالمية.

وأعلن رئيس البرلمان، فولفغانغ شويبله، فوز ميركل (63 عاماً) بغالبية الأصوات لتتولّى منصب المستشارة الألمانية لولاية رابعة.

وصوّت 364 نائباً لمصلحة ميركل من أصل 688، أي أكثر بتسعة أصوات من الحد المطلوب لإعادة انتخابها، لكن أقل بـ 35 من غالبيتها النظرية من 399 نائباً من المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين، ما يعكس صعوبة الوضع الذي تواجهه.

ويأتي ذلك بعد مخاض صعب نجم عنه تشكيل ائتلاف حاكم يضم حزبها “الحزب المسيحي الديمقراطي” وشريكه البافاري “الحزب المسيحي الاجتماعي” مع “الحزب الاشتراكي الديموقراطي”، وهو ما يعرف بالائتلاف الكبير.

ووقع الاختيار أخيراً على وزراء الحكومة وهم: هايكو ماس الذي يتولّى حقيبة وزارة الخارجية، ويبلغ من العمر 51 عاماً، وينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

وكان يشغل منصب وزير العدل في الحكومة السابقة، وهورست زيهوفر لوزارة الداخلية، وهو أكبر الوزراء الجدد، حيث يبلغ من العمر 68 عاماً، وهو زعيم حزب “الاتحاد المسيحي الاجتماعي”، وشغل منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا منذ عام 2008، وسيتولى منصب وزارة الداخلية خلفاً لتوماس دي ميزيير، ومن المعروف أنه أحد المناهضين لسياسة اللجوء، التي يتعيّن على الائتلاف الحاكم حلها.

وستقود ميركل البلد، الذي هزه الانتعاش التاريخي لليمين القومي ممثلاً بـ”حزب البديل من أجل ألمانيا” الذي أصبح بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة أول حزب معارض في ألمانيا يمثّله 92 نائباً، وهذا أولى التحديات.

ويرى مراقبون أن هذه الولاية ستكون الأخيرة لميركل، ويذهب بعضهم إلى التكهن بانتهاء ولايتها قبل الأوان بعد المعارضة التي واجهتها داخل حزبها المحافظ. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقد قرّر إجراء مراجعة مرحلية لأداء التحالف خلال 18 شهراً.

وقال أحد المقربين من ميركل: “من الممكن جداً ألا يصمد هذا التحالف أربع سنوات”، فيما اعترف وزير المال، الذي يعد من أهم شخصيات الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بأن هذه الحكومة لم تكن ثمرة “زواج عاطفي”.

ويفترض أن تقوم ميركل في الواقع بمطمئنة شركائها الأوربيين بشأن قدرتها على التحرّك بينما يهز بريكست وانطواء بعض الدول الأعضاء على نفسها والشعبية المتزايدة للأحزاب المناهضة للنظام القائم، الاتحاد الأوروبي.

ويحتل إصلاح الاتحاد الأوروبي أولوية في برنامج عمل الحكومة الألمانية. وقد وعدت ميركل التي يقف في وجهها وزير الخارجية الاشتراكي الديمقراطي هايكو ماس، بالإسراع في أن تعيد لألمانيا “صوتها القوي” في أوروبا، وهذا ثاني التحديات.

وستزور ميركل في الأيام المقبلة باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشأن اقتراحاته لإصلاح الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً إقرار ميزانية لمنطقة اليورو، الأمر الذي تنظر إليه برلين بفتور.

وكانت انتخابات البرلمان الألماني في الرابع والعشرين من أيلول الماضي أضعفت موقع ميركل وتركتها دون أغلبية مطلقة في البرلمان، ما دفعها إلى إجراء جولات من المشاورات بين قادة أطراف الائتلاف أعاقتها الخلافات حول اللاجئين وحماية المناخ والشؤون المالية قبيل التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة الألمانية.

وكالات