الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش يعثر على معمل جديد لتصنيع المواد الكيميائية في الشيفونية

 

لا تكاد تخلو قرية في الغوطة الشرقية من معمل لتصنيع الأسلحة الكيميائية وذلك في إطار التحضيرات لاستفزازات يتاجر بها محور الحرب على سورية في المحافل الدولية ويتخذها ذريعة للضغط على الدولة السورية وحلفائها تارة، ووسيلة للتدخل العسكري تارة أخرى.
وغداة العثور على معمل لتصنيع تلك الأسلحة في بلدة افتريس، عثرت وحدة من الجيش خلال تمشيطها بلدة الشيفونية على معمل لتصنيع مواد كيميائية وسامة تشمل أحماضاً متنوعة ومنها الكلور من مخلفات التنظيمات الإرهابية قبل اندحارها منها.
وانطلاقاً من مهمتها الوطنية في إيصال الأهالي إلى بر الأمان، أمنت وحدات الجيش خروج دفعة جديدة من عائلات الغوطة وذلك عبر الممر الآمن في مخيم الوافدين وقامت فرق طبية بتلقيح عدد من الأطفال الخارجين. وروى الأهالي حال الذل والجوع والاعتداءات اليومية من قبل الإرهابيين، وعبروا عن فرحتهم بخروجهم من جحيم التنظيمات الإرهابية التي كانت تحتجزهم، داعين من تبقى من الأهالي الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية إلى الانتفاض في وجه الإرهابيين.
وفي التفاصيل، ذكر قائد ميداني أنه أثناء تثبيت الجيش لنقاطه داخل بلدة الشيفونية وتطهيرها من العبوات الناسفة والمواد المتفجرة عثرت إحدى وحداته على معمل لتصنيع مواد سامة وكيميائية يحتوي على مختبر لتصنيع المواد السامة وبداخله معدات ذات منشأ سعودي وفيه مواد ووسائط وقاية ذات منشأ غربي، مبيناً أن المعمل عبارة عن مبنى يقع بين دوما والشيفونية ويتألف من طابقين وقبو ويوجد فيه مواد تستخدم في صناعة العبوات والمواد السامة وهي عبارة عن سوائل مع أوكسجين أو أحماض متنوعة أو سوائل توجد فيها مادة الكلور.
وقال وجدنا في المبنى مخبراً مليئاً بالقوارير المخبرية الأجنبية من أجل صنع المواد السامة والمتفجرة إضافة إلى العثور على خلاطات ومراجل ما يؤكد أنه معمل بكل معنى الكلمة حيث كان الإرهابيون يستخدمون المخبر للدراسات والتجارب بينما يتم التصنيع في قبو المبنى حيث المراجل الضخمة، وأضاف: عثرنا في المخبر على حمض الآزوت والزئبق وزيت براغين مكلور وكتب سعودية ولوائح لما يسمى جيش الإسلام، مشيراً إلى أن إحدى هذه اللوائح تتضمن تفصيلاً لخلطة مواد كيماوية وفيها بودرة الأمونيوم وفالنين واثتير كلورات وسيلوز وكلها تستخدم في تركيب المتفجرات.
ولفت القائد الميداني إلى أن الطابق الثاني في المبنى موصول مع المراجل السفلية عبر برجية وتحكم كهربائي وتقنية عالية تؤكد أن خبراء أوروبيين يعملون فيه بدعم ومعلومات سعودية وكيميائيين سعوديين، مبيناً أنه تم العثور بداخله أيضاً على أقنعة ألمانية لأنها مصنعة بشكل حرفي إضافة لواقيات للمجموعات الإرهابية خلال تصنيعها المواد الكيميائية.

معمل لتصنيع قذائف الهاون والصواريخ في افتريس

إلى ذلك عثرت وحدة من الجيش العربي السوري خلال تمشيطها لقرية أفتريس في الغوطة الشرقية على معمل كبير معد لتصنيع قذائف الهاون والصواريخ خلفته التنظيمات الإرهابية وراءها قبيل اندحارها من القرية، وذكر قائد ميداني أن وحدات الجيش وخلال متابعتها لعمليات التمشيط للبلدات التي أعادت الأمن والاستقرار إليها عثرت على معمل كبير لتصنيع قذائف الهاون والصواريخ التي كانت تستخدم في الاعتداء على المدنيين في مدينة دمشق ومحيطها، ولفت إلى أن وحدات الجيش عثرت أيضاً داخل المعمل على عدد من المواد والآلات والمخارط كان يستخدمها الإرهابيون في صناعة العبوات الناسفة والسبطانات ومنصات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون.

فبركات الكيماوي محاولة لإعاقة تقدّم الجيش

يأتي ذلك فيما حذّرت الجمهورية العربية السورية من أن التنظيمات الإرهابية ستلجأ إلى استخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين السوريين لفبركة اتهام ضد الحكومة السورية وذلك بغية إيجاد المبررات والذرائع للولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تشغل تلك التنظيمات الإرهابية من أجل شن عدوان جديد على الأراضي السورية، وأن لدى سورية معلومات موثقة بأن الدول الراعية لتلك التنظيمات الإرهابية ستستغل انعقاد دورة المجلس التنفيذي هذه للقيام بذلك.
جاء ذلك في بيان السفير بسام صباغ المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة في فيينا ألقاه أمام الدورة 87 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تعقد جلساتها حالياً في مقر المنظمة في لاهاي.
وأكد البيان أن شن حملات الأكاذيب وفبركة الادعاءات حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة السورية يتزامن دائماً مع تحقيقها تقدماً على الصعيدين السياسي والعسكري، وذلك في مسعى من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لوقف انهيار جبهات الإرهابيين ومنع القضاء عليهم وتمكين الحكومة السورية من إعادة الأمن والاستقرار لكل أرجاء سورية، وشدد البيان على أن كلام مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية أمام مجلس الأمن الاثنين دليل واضح على ذلك فهو يشابه ما حصل تماماً حينما تذرعت الولايات المتحدة الأمريكية بحادثة خان شيخون لشن عدوانها على قاعدة الشعيرات الجوية في نيسان 2017، معتبراً أن آلة الحرب الأمريكية والغربية لها تاريخ واسع في استخدام الأكاذيب لتبرير شن الحروب ولتشريع تدخلاتها في منطقتنا ومناطق أخرى من العالم.

خروج عائلات عبر الممر الآمن

في الأثناء وصلت مجموعة من العائلات عبر الممر الآمن إلى مخيم الوافدين وتضم عشرات الأطفال والنساء والشيوخ حيث استقبلتهم الجهات المعنية وقدمت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري الإسعافات الأولية للمرضى من الأطفال والشيوخ. وأقلت سيارات نقل مخصصة للأهالي وسيارات الإسعاف للمرضى إلى مركز للإقامة المؤقتة ليصار إلى إيوائهم ومتابعة علاج المرضى. وذكر قاسم الخطيب من فريق حملة التلقيح الوطنية أنه تم تلقيح 21 طفلاً ضد شلل الأطفال في الدفعتين اللتين خرجتا أمس من الغوطة الشرقية مؤكداً أنه سيتم تلقيح جميع الأطفال فور وصولهم إلى ممر مخيم الوافدين. وعبر عدد من الأهالي عن فرحتهم بخروجهم من جحيم التنظيمات الإرهابية التي كانت تحتجزهم في الغوطة حيث عانوا الذل والجوع والاعتداءات اليومية من قبل الإرهابيين. ودعا الأهالي الخارجون من تبقى من الأهالي الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية إلى الانتفاض في وجه الإرهابيين والوصول إلى أقرب نقطة للجيش العربي السوري أو للمرات الآمنة حتى يؤمنوا على حياتهم وأطفالهم.
ولا تزال التنظيمات الإرهابية تحتجز مئات العائلات في الغوطة الشرقية وتمنعهم من المغادرة وتستهدف بالقذائف والرصاص الممرين الإنسانيين المؤديين إلى المليحة ومخيم الوافدين إضافة إلى استهداف أي مدني يحاول المغادرة حيث أطلقت أمس النار على عائلات حاولت الخروج من جسرين باتجاه الممر الإنساني المؤدي إلى المليحة.

ناجون من براثن الإرهاب يروون معاناتهم

إلى ذلك أوضح أحد الخارجين في شهادة قدمها لموفد سانا أن التنظيمات الإرهابية التي سيطرت على بلدات الغوطة منذ سنوات كانت تعلن بشكل واضح ولا يدع مجالاً للشك بأنها تعمل لمصلحة جهات خارجية وكانت تتخذ من المدنيين بقوة السلاح دروعاً بشرية لتقول للعالم أنها تمتلك هذه الحاضنة الشعبية.
ولعل الشهادة التي قدمتها إحدى النساء من أهالي دوما الخارجين توضح أيضاً حقيقة هذه الممارسات بالقول: إن كل المساعدات التي أدخلتها الدولة والهلال الأحمر إلى الغوطة كان يتم السطو عليها من قبل المجموعات الإرهابية وكنا نعرف سلفا أنهم لن يوزعوها لنا لذلك كنا ندفع ثمن هذه المواد مبالغ باهظة حتى لا يجوع أطفالنا.
كما أن الأدوية والمواد الطبية التي يحتاجها الكثير من المدنيين الذين يعانون أساساً من أمراض مزمنة وغيرها كانت التنظيمات الإرهابية أيضاً تتاجر بها على حساب حياة هؤلاء المرضى فكانت تمنعها عنهم لتجبرهم على دفع مبالغ مالية للحصول عليها وهذا ما تحدث عنه أحد المرضى بالبروستات والذي تمكن من الخروج وهو رجل تجاوز عمره الـ 60 عاما فيقول: كنت أتمنى الموت من شدة الألم ولا سبيل للحصول على الدواء لمرضي المزمن سوى دفع المبالغ المالية غير المتوافرة أصلاً.
على المقلب الآخر وبعد أن سلك هؤلاء المدنيون طريق النجاة وتمكنوا من العبور إلى بر الأمان حيث كان الجيش العربي السوري في استقبالهم تم نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة مجهزة بجميع المستلزمات الغذائية والطبية اللازمة لهم ليجدوا أنفسهم وكأنهم ولدوا من جديد بعد أن أصبحوا في كنف الدولة وبعهدة جيش بلادهم ويقول أحد الخارجين إنه لدى خروجنا من الغوطة وما إن وجدنا أنفسنا بعهدة الجيش والدولة شعرنا وكأن حياة جديدة كتبت لنا بعد سبع سنوات من المعاناة تحت سيطرة الإرهابيين، متوجهاً بالنداء إلى كل من تبقى من المدنيين في الغوطة داعياً إياهم إلى الخروج بشتى السبل إلى كنف الدولة وألا يصدقوا زيف ادعاءات التنظيمات الإرهابية حول معاملة الجيش العربي السوري الذي جعل جنوده أجسادهم دروعاً لحمايتنا في الوقت الذي كانت فيه الجماعات الإرهابية تتخذنا دروعاً بشرية لحماية نفسها.
هي بعض الشهادات التي يكشفها يوم بعد آخر أهالي الغوطة الشرقية الخارجون من جحيم الإرهاب إلى بر الأمان ولعل ما ستكشفه الأيام المقبلة هو أعظم بكثير عن هول ممارسات هذه التنظيمات وحقدها على السوريين في الوقت الذي كان الغرب ولا يزال يرفع الشعارات الإنسانية لتأمين الحماية لهذه التنظيمات من ضربات الجيش العربي السوري الذي اتخذ القرار بوضع حد لنهاية وجودها على كامل الجغرافيا السورية.

اعتداءات إرهابية جديدة على دمشق وريفها

في الأثناء، استشهدت امرأة وأصيب 6 مدنيين آخرين جراء سقوط 23 قذيفة أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية على أحياء سكنية في مدينة دمشق ومحيطها، وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية أطلقت 6 قذائف سقطت في الزبلطاني وباب توما والقيمرية وباب شرقي وعش الورور ما أسفر عن استشهاد امرأة وإصابة 3 مدنيين بجروح إضافة إلى وقوع أضرار مادية بالمنازل والممتلكات. وبين المصدر أن التنظيمات الإرهابية أطلقت قذيفتين سقطت إحداهما على مدرسة أبناء الشهداء في منطقة الطبالة على طريق المطار ما أسفر عن إصابة شاب بشظايا ووقوع أضرار مادية وسقطت الأخرى على حي الشاغور ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح متفاوتة ووقوع أضرار مادية. وفي ريف دمشق أفاد مصدر في قيادة الشرطة بأن التنظيمات الإرهابية أطلقت 10 قذائف على محيط ضاحية الأسد السكنية ما تسبب بوقوع أضرار مادية بالمنازل والممتلكات، وأضاف: إن 5 قذائف سقطت على المنازل السكنية في مدينة جرمانا ما أسفر عن إصابة مدني بجروح ووقوع أضرار مادية بالمنازل والممتلكات.

أردوغان يشن غارات وحشية على عفرين

في غضون ذلك صعّدت قوات النظام التركي ومرتزقته عدوانها على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في منطقة عفرين والقرى المحيطة بها ما تسبب بإصابة طفل بجروح بليغة وإلحاق دمار كبير بالممتلكات والبنى التحتية، في خرق لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 القاضي بوقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوماً. فقد قصفت قوات النظام التركي بمختلف أنواع الأسلحة حي الأشرفية في مركز مدينة عفرين ما تسبب بإصابة طفل 14 عاماً بجروح ووقوع أضرار كبيرة في المنازل والمحال التجارية والبنى التحتية، وقالت مصادر طبية: إن الطفل الجريح أدخل إلى غرفة العناية المركزة نتيجة إصابته البليغة. ولفت مراسل سانا أن اشتباكات عنيفة تدور حالياً بين قوات النظام التركي ومرتزقته، المدججين بالأسلحة الثقيلة، مع اللجان الشعبية المدافعة عن عفرين في عدد من قرى ناحيتي معبتلي وجنديرس، بالتزامن مع قصف جنوني ينفذه طيران النظام التركي وسلاح مدفعيته على المناطق السكنية والبساتين الزراعية، ما ينذر بوقوع مجازر بحق المدنيين في المنطقة.