صحيفة البعثمحليات

تنفيذ مشاريع إنارة الشوارع وضخ مياه الآبار على امتداد المحافظات “الإدارة المحلية والبيئة” تنجح في استثمار الطاقة المتجددة ونشر تقنيات الألواح الكهروشمسية

 

دمشق – كنانة علي
بات البحث في استثمار الطاقة النظيفة للمحافظة على البيئة، إلى جانب دورها الفعال في التنمية المستدامة من أهم التوجهات العالمية، وما التركيز على استثمار الطاقات المتجددة إلا تجسيد عملي لهذه التوجهات، فالطاقات الشمسية والرياح والكتلة الحيوية و المياه هي طاقات نظيفة ذات آثار بيئية إيجابية واستخدامات مفيدة متعددة، يمكن أن تزود بها مناطق ريفية بعيدة بكلفة أقل مع المحافظة على البيئة. ومع أن هذه الطاقات تعد فرصاً متاحة لا تنضب إلا أنها لا تستغل بشكل فعال وعلى نطاق واسع. وضمن هذا الإطار تقوم وزارة الإدارة المحلية والبيئة بتنفيذ عدد من مشاريع الطاقات المتجددة في عدد من المحافظات.
وتفيد بيانات الوزارة أنه في مجال مشاريع إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بلغ إجمالي عدد أجهزة الإنارة المركبة بـ 5136 جهاز إنارة موزعة على محافظات ريف دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وحماة وحمص بإجمالي استطاعة مركبة 1285 كيلو واط؛ مما يؤدي إلى توفير ما يقارب 1547 طنco2 سنوياً. ففي محافظة ريف دمشق: تم تنفيذ مشروع إنارة شوارع مدينتي التل وضاحية قدسيا، حيث تم تركيب /261/ جهاز إنارة على أعمدة الإنارة الموجودة في المدينتين بعد إعادة تأهيل الأعمدة المتضررة نتيجة الأعمال الإرهابية، وزراعة أعمدة إنارة جديدة في بعض الأماكن، يخدم هذا المشروع حوالي نصف مليون نسمة ويغطي ما مسافته حوالي /11/كم، يوفر هذا المشروع ما قيمته 200000 كيلو واط سنوياً من الكهرباء أي ما يعادل /50/ طناً من الفيول؛ مما يؤدي إلى توفير انبعاث /155/ طناً من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وحالياً يتم تنفيذ مشروع إنارة الشوارع  بالطاقة الشمسية في مدينة الزبداني حيث يتم تركيب /319/ جهاز إنارة على الأعمدة واستبدال الأعمدة جميعاً، وزرع أعمدة إنارة جديدة في أغلب شوارع المدينة تغطي ما مسافته /12/كم2، وتوفر ما قيمته 235000 كيلو واط سنوياً من الكهرباء، أي ما يعادل /60/ طناً من الفيول مما يؤدي إلى توفير انبعاث /180/طناً من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وسيخدّم المشروع سكان المدينة كافة. بالإضافة لتنفيذ مشروع إنارة شوارع بالطاقة الشمسية في مدينة معلولا، وفي منطقة الذيابية في ريف دمشق، على أن يتم تنفيذ مشاريع مشابهة في باقي المحافظات.
وفي مجال مشاريع ضخ مياه الآبار بالطاقة الشمسية نفذت الوزارة عدداً من المشاريع في محافظة ريف دمشق حيث تبلغ الاستطاعة المركبة الإجمالية من هذه المشاريع 117 كيلو واط؛ مما يؤدي إلى توفير ما يقارب 142 طن co2 سنوياً، ونذكر منها ضخ مياه بئر معلولا، ويخدم هذا المشروع حوالي 600-700 دونم زراعي مملوكة لحوالي 600 فلاح، وتضم حوالي 15000 شجرة مثمرة.
وتضيف معلومات الوزارة بأنه تم تركيب مضخة كهربائية باستطاعة 11 كيلو واط مع التمديدات والتجهيزات الكهربائية ولوحة تحكم كهربائية، وتتألف المنظومة الشمسية من 90 لاقطاً باستطاعة 200 واط لكل لاقط وخزان مياه أوكسفام بسعة 100 متر مكعب، تم تشغيل أكثر من 100 عامل من نفس المنطقة معلولا ضمن المشروع كعمالة محلية، وينتج هذا النظام سنوياً ما يقارب 27900 كيلو واط ساعي من الكهرباء، وهو ما يعادل توفير 6.975 طن من الفيول، أي ما يوفر انبعاث ما يقارب 21.688 طناً من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وفي نفس السياق تم تنفيذ مشروع لضخ مياه بئر قرية الحميرة الزراعي التابعة لمدينة النبك في محافظة ريف دمشق بالطاقة الشمسية، والذي يروي حوالي 4000دونم زراعي والمملوكة من قبل 159 فلاحاً، ويستخدم لري أشجار مثمرة، مثل المشمش حوالي 9400 شجرة، وخضراوات مثل الثوم والبطاطا.
وتم تركيب مضخة كهربائية باستطاعة 18 كيلو واط مع التمديدات والتجهيزات الكهربائية ولوحة تحكم كهربائية، وتتألف المنظومة الشمسية من 75 لاقطاً باستطاعة 310 واط لكل لاقط، وينتج هذا النظام ما يقارب 36000 كيلو واط ساعي من الكهرباء سنوياً، وهو ما يعادل توفير  9 أطنان من الفيول، أي ما يوفر انبعاث ما يقارب 28 طناً من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.
ويتم حالياً العمل على تنفيذ مشاريع ضخ مياه الآبار بالطاقة الشمسية في محافظة ريف دمشق في مناطق حلا ورأس العين وعين التينة وصحنايا والجبة وجديدة عرطوز على نفس السياق السابق، بالإضافة إلى مشاريع مماثلة في باقي المحافظات، ويأتي اهتمام الوزارة بتنفيذ مثل هذه المشاريع نظراً لأهميتها من الناحية البيئية والاقتصادية والاجتماعية حيث تساهم في تأمين المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية، الأمر الذي سيؤدي إلى استقرار المزارعين في أراضيهم وتخفيف التكاليف اللازمة للري من (مازوت وكهرباء)، والجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشاريع عالية من جهة استرداد رأس المال اللازم لتنفيذها.
وضمن إطار توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الألواح الكهروشمسية وبهدف تغطية جزء هام من الطلب على الطاقة في مبنيي الوزارة (كفرسوسة والبحصة) تم تنفيذ مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية على سطح مبنى الوزارة في البحصة باستطاعة 44 كيلو واط ساعي حيث يتم ضخ الكهرباء المولدة من النظام إلى شبكة الوزارة مباشرة لتقليل فواتير الكهرباء، سيتم قريباً تركيب ألواح شمسية باستطاعة خمسة كيلو واط إضافية. وفي السياق نفسه قامت الوزارة بتنفيذ مشروع نظام توليد كهروشمسي على سطح مركز إيواء مدرسة أم عطية الأنصارية في منطقة الزاهرة في دمشق بغرض الإنارة خلال ساعات انقطاع التيار الكهربائي، على أن يطبق نفس هذا المشروع على عدد من مراكز الشؤون الاجتماعية في عدة محافظات مثل طرطوس والقنيطرة ودمشق وريفها.