صحيفة البعثمحليات

حشرة جديدة تقضّ مضاجع المزارعين وتهدد الأشجار المثمرة والتفاحيات

 

 

حماة– محمد فرحة
ألحقت حشرة قارضة يطلق عليها مزارعو التفاح في ريفي مصياف وحمص حشرة التفاحيات أذى كبيراً بات يهدّد وجودها وتراجع إنتاجها خلال السنوات القادمة، ما سيلحق بالمزارعين خسائر فادحة، وهم الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة المبيدات غير الفعّالة والمنتهية الصلاحية علاوة على تدني أسعار التفاح هذا العام.
وينقل رئيس جمعية “تموزة” في ريف مصياف محمد سليمان بأن هذه الحشرة تمتصّ العصارة من الأغصان بعدما تكون قد قرضت الطبقة الخارجية من القشرة التي تغطي هذه الأغصان، حيث تجردها كلياً منه وصولاً بهذه الأغصان إلى الجفاف ومن ثم اليباس.
وإن لم تفلح عمليات المكافحة والمعالجة ضمن حملات شاملة وواسعة ستكون أشجار التفاح والخوخ والدراق في كل من برشين وتين السبيل وتموزة وحوير وحرمل وعكاكير وكفر كمرة والحكر وفاحل ورباح في ريف حمص في خبر كان. وأضاف رئيس جمعية تموزة وهو من كبار مزارعي التفاح ومنتجيه قائلاً: إن تأثير هذه الحشرة التي لم نرها قبل سنوات من الآن تتواجد على جذوع الأغصان وتبدأ بقضم وقرض القشرة الخارجية وصولاً إلى اللحاء لتبدأ بثقبه صعوداً وهبوطاً، ما يؤدي إلى جفافها ومن ثم يباسها.
وعن تأثيرها على الثمار يشير رئيس الجمعية إلى إصابتها ببقع حمراء صغيرة أشبه ببقع النمشة على الخد مقللة من مواصفاتها وتراجع أسعارها. إلى ذلك ذكر عدد من المزارعين في مجال منطقة ريف مصياف التي تشتهر بإنتاج التفاح في كل من برشين وتين السبيل أنه لدى الشكوى للوحدات الإرشادية عن هذه المشكلة -أي وجود حشرة وباء التفاحيات- اتهموهم بأنهم لا يكافحون الحشرة بالشكل الأمثل، في حين قال أحدهم ويدعى أبو حسن إنه العام الماضي قام برش المبيدات 22 مرة خلال ستة أشهر كلفة كل منها تتراوح مابين الـ 20– و40 ألف ليرة وفقاً للمساحات وسعر المبيدات ومصدرها وهذا مكلف للغاية.
وعن الحل أكد مزارعو التفاح أنه لابد من العودة إلى المكافحة الحيوية رغم أنه تمّ تجريبها قبل سنوات، لكن الإفراط في استخدام المبيدات السامة أدى إلى قتلها، إلى ذلك  وفي سياق آخر اشتكى عدد من مزارعي التفاح من تقصير مؤسسة الخزن والتسويق سابقاً السورية للتجارة حالياً في تسويق المنتج من التفاح، ودائماً ما تأتي متأخرة بعدما يكون نصف الإنتاج قد تمّ تسويقه وتصريفه لأسواق الهال، مع الإشارة إلى بعض لجانها من غير المختصين الذين كثيراً ما رفضوا التفاح لمجرد أن خده أحمر رغم كبر حجمه وجودته، مطالبين بإعلان التسعير قبل وقت مبكر من عملية جني المحاصيل لما لها من أهمية في تحفيز المنتجين.
باختصار.. حالة القلق والخوف تنتاب مزارعي التفاح جراء وجود حشرة قارضة يطلقون عليها اسم الوباء لفتكها بأشجار التفاح وغيرها من الأشجار المثمرة في القرى المذكورة، ما يتطلّب تشكيل لجان فنية زراعية بحثاً عن حل يوقف خطورتها وأثرها السلبي على التفاحيات.