الصفحة الاولىصحيفة البعث

الرئيس الأسد مهنئاً بوتين بمناسبة فوزه بالانتخابات: ثقة شعبكم الاستثنائية بكم نتيجة طبيعية لأدائكم الوطني وخدمـــة مصلحــة روســيا

بعث السيد الرئيس بشار الأسد برقية تهنئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية الروسية، بنسبة تجاوزت 70 بالمئة.

وشدد الرئيس الأسد في البرقية على أن حيازة الرئيس بوتين على هذه الثقة الاستثنائية من الشعب الروسي هي نتيجة طبيعية لأدائه الوطني المتميّز وخدمة مصلحة روسيا بكل كفاءة وإخلاص، كما أنها نتيجة طبيعية للتعاون والتشابك الذي حققه لروسيا مع بلدان العالم، التي تشاطرها الإيمان بسيادة الدول واستقلالية قرارها وتوجّهها.

وأكد الرئيس الأسد أن الاتحاد الروسي بقيادة الرئيس بوتين وقف ضد الإرهاب قولاً وفعلاً، وساهم مع الجيش العربي السوري بدحر القوى الإرهابية التكفيرية عن معظم الأراضي السورية، الأمر الذي خلّص بقعاً أخرى من العالم من هذه الآفة.

واعتبر الرئيس الأسد أن الرئيس بوتين تميّز بالصدق في مواقفه، التي لا تقبل المراءاة والغموض، وأن مواقف روسيا في المنابر والمحافل الدولية تعكس نبض كل الشعوب الطامحة إلى تحقيق العدل والعدالة بين الدول على أساس الكرامة المتساوية لجميع الدول، صغيرة كانت أم كبيرة، على خلاف قوى الهيمنة والاستعمار والتي لا تقيم لكرامات الدول والشعوب وزناً.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية الروسية أعلنت فوز بوتين بالانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 76.66 بالمئة من أصوات الناخبين، وقالت رئيسة اللجنة إيلا بامفيلوفا في مؤتمر صحفي: “56 مليوناً و206 آلاف و514 ناخباً صوّتوا لصالح الرئيس بوتين”، مشيرة إلى أن نسبة الإقبال على الانتخابات كانت 67.47 بالمئة، وأضافت: “إن الانتخابات كانت فعلاً منفتحة لأبعد الحدود، وكل من اهتم بالعملية الانتخابية كان يملك إمكانية مراقبتها بسبل مختلفة”.

وتعتبر هذه النتيجة الأفضل في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، ففي عام 2000 فاز بوتين في أول انتخابات رئاسية له بـ 52.9 % من الأصوات، وفي 2012 صوّت له 63.6 % من الناخبين.

وبعيد صدور نتائج الانتخابات، التقى بوتين منافسيه في الانتخابات، وأكد أن روسيا لن تنخرط في سباق تسلح جديد، وستكرّس اهتماماً خاصاً للمؤسسة العسكرية وتطويرها بهدف الحفاظ على روسيا قوية، وسنقوم ببناء علاقات مع جميع دول العالم بطريقة بناءة.

وأشار بوتين إلى أن الهدف الرئيسي للحكومة الروسية هو ضمان رفاهية شعبها، وضرورة خفض عدد المواطنين القابعين تحت خط الفقر، موضحاً أنه سيتمّ التركيز على عمل السلطة التنفيذية مستقبلاً لمعالجة المشاكل الداخلية للبلاد، وأكد أنه سيستمر في العمل على تطوير إمكانيات بلاده الدفاعية، وحل القضايا الأمنية التي تواجهها، مشيراً إلى أنه سيتمّ التركيز على القضايا الداخلية وضمان نمو الاقتصاد الروسي، وعرض على منافسيه إقامة حوار من أجل الأخذ في عين الاعتبار جميع اللحظات الإيجابية، وتوحيد الجهود لتنمية البلاد في المستقبل.

وخلال اجتماع مع رؤساء حملته الانتخابية، أشار بوتين إلى أن أهم ما سنعمل عليه هو بالمرتبة الأولى جدول الأعمال الداخلي، من ضمان نمو الاقتصاد الروسي ومنحه طابع الابتكار، بالإضافة إلى تطوير مجالات الرعاية الصحية والانتاج الصناعي وجميع البنى التحتية وغيرها من المجالات المهمة للمضي قدماً ورفع مستوى معيشة المواطنين الروس، وأضاف: “بالطبع هناك قضايا تتعلّق بالقدرة الدفاعية والأمن.. لا يمكن تجاهل هذا، ومع ذلك فإن الأهم بالنسبة لنا هو جدول الأعمال الداخلي”.

وكان بوتين أكد الأحد أن نتيجة الانتخابات الرئاسية تمثّل اعترافاً بما تحقق من إنجازات في روسيا خلال السنوات القليلة الماضية رغم الأوضاع الصعبة، موضحاً أن هذه النتيجة هي تعبير عن الثقة.

داخلياً، هنأ غبطة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، بوتين، وسمّاه “زعيماً قومياً” لعموم الروس على اختلاف قومياتهم وانتماءاتهم، وورد في التهنئة البطريركية: “باسم الأساقفة ورجال الدين المسيحي، والرهبان ودنيوي الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، وباسمي أنا شخصياً، أعرب لكم عن تهاني القلبية على إعادة انتخابكم رئيساً لروسيا الاتحادية”، وأضافت: “فوزكم المؤزّر في هذه الانتخابات التي تميّزت بنزاهتها، وإقبال المواطنين الكبير على التصويت فيها، خير شاهد على التفاف أبناء روسيا حولكم بمختلف قومياتهم، وأديانهم وطوائفهم، وانتماءاتهم الاجتماعية وشرائحهم العمرية، ومواقفهم السياسية”.

دولياً، أكد العديد من رؤساء وقادة دول العالم أن فوز الرئيس بوتين بولاية رئاسية جديدة هو تجديد لثقة الشعب الروسي بنهجه القائم على تعزيز مكانة روسيا داخلياً وخارجياً، وتحقيق التوازن السياسي الدولي، من خلال عالم متعدّد الأقطاب.

وأكد الرئيسان الصيني شي جين بينغ والإيراني حسن روحاني في برقيتي تهنئة للرئيس بوتين استعداد بلديهما لمواصلة العمل المشترك مع روسيا لدعم السلم والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي وتعزيز العلاقات الثنائية.

وشدد جين بينغ على أن “علاقات التعاون الاستراتيجي الشامل بين روسيا والصين بلغت مستوى عالياً وغير مسبوق وتشكل نموذجاً لعلاقات دولية من نوع جديد تقوم على الاحترام المتبادل والمساواة والتعاون المتبادل المنفعة”، وأعرب عن استعداد بلاده لمواصلة العمل المشترك مع روسيا على تعزيز العلاقات الثنائية وتقديم المساعدة المتبادلة وتطويرها ودعم السلم والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

إلى ذلك أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في برقية مماثلة أن التفاف الشعب الروسي حول رئيسه ومشروعه الاستقلالي والتنموي يشكّل ضماناً أساسياً للتوازن العالمي المطلوب، والمبني على مبادئ العدل والتضامن واحترام القانون الدولي وتعددية الأقطاب.

كما رحب رئيس بوليفيا إيفو موراليس بفوز بوتين، مشيراً إلى أن روسيا “تحترم كرامة الشعوب وتضمن التوازن الجيوسياسي والسلم العالمي في وجه الضغط الإمبريالي”.

ورأى رئيس أذربيجان إلهام علييف فوز بوتين بأنه تأكيد على مكانته السياسية الرفيعة والدعم القوي الذي يحظى به نهجه الهادف لضمان الاستقرار وتحقيق التحوّلات الضخمة من أجل تعزيز رفاهية الشعب الروسي.

وشدد رئيس مولدوفا إيغور دودون على أن روسيا القوية ليست مطلوبة لمواطنيها فحسب بل إنها أيضاً الضامن للاستقرار والقيم التقليدية في العالم بأسره.

وأكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن نتائج الانتخابات الروسية جاءت تعبيراً عن الدعم القوي الذي يبديه المواطنون لسياسة بوتين الرامية إلى ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للبلاد وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي. وتمنّى رؤساء كل من قرغيزستان سورونباي جينبيكوف وطاجكستان إمام علي رحمانوف وكازاخستان نور سلطان نزارباييف مزيداً من النجاحات للرئيس بوتين في قيادة بلاده وضمان السلم والازدهار للشعب الروسي، كما عبّروا عن استعداد بلدانهم لتطوير التعاون مع روسيا.

سانا-وكالات