الصفحة الاولىصحيفة البعث

18 مدينة وبلدة في ريف درعا  تنضم لاتفاق وقف القتال الجيش يدخل حزة.. ويدك أوكار الإرهاب في حرستا وزملكا وعربين

في إطار العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها قواتنا المسلحة لاجتثاث ما تبقى من أوكار للإرهاب في الغوطة الشرقية بدأت وحدات من الجيش أمس عملية دقيقة في بلدة حزة، وكثفت رماياتها على مقرات قيادة التنظيمات التكفيرية في حرستا وزملكا وعربين، تزامناً مع استمرارها في تأمين الممرات الإنسانية لخروج المدنيين المحاصرين الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية ونقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة حيث خرج أمس أكثر من 6 آلاف عبر ممر حمورية وقامت وحدات من الجيش بتأمينهم وتقديم التسهيلات اللازمة لهم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري. في وقت استشهدت أم وابنتها وأصيب 3 مدنيين بجروح نتيجة اعتداء التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية بالقذائف على أحياء سكنية بدمشق.

وعلى وقع انتصارات الجيش على كل جبهات القتال تم أمس التوصل إلى اتفاق لانضمام /18/ مدينة وقرية وبلدة في محافظة درعا إلى نظام المصالحات المحلية ووقف الأعمال القتالية وذلك خلال اجتماع عقد في صالة المجمع الحكومي بدرعا بمشاركة أعضاء لجنة المصالحة ورؤساء مجالس المدن والبلدات وممثلين عن مركز التنسيق الروسي في حميميم.

وفي التفاصيل، بدأت وحدات من الجيش صباح أمس عملية عسكرية دقيقة ضد أوكار التنظيمات الإرهابية في بلدة حزة بالغوطة الشرقية وذلك بعد تثبيت نقاطها في بلدتي سقبا وكفر بطنا وتأمينها الأهالي داخل منازلهم وإيصال المساعدات إليهم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري. بالتوازي مع رمايات دقيقة تتناسب وطبيعة القتال داخل التجمعات السكنية طالت التجمعات والمقرات الرئيسية للتنظيمات الإرهابية في بلدتي زملكا وعربين.

وفي القطاع الشمالي الغربي من الغوطة نفذت وحدات من الجيش عمليات مكثفة ودقيقة على المجاميع الإرهابية التي تحتجز العديد من العائلات داخل مدينة حرستا وترفض السماح لهم بالمغادرة.

يذكر أن وحدات الجيش فتحت قبل يومين ممراً إنسانياً جديداً من حرستا باتجاه مبنى الموارد المائية لإفساح المجال لخروج المدنيين إلا أن التنظيمات الإرهابية استهدفت بالرصاص عدداً من العائلات خلال خروجها باتجاه نقاط الجيش ما أدى إلى جرح طفلة نتيجة طلقة قناص.

في غضون ذلك قصدت مئات العائلات من أهالي الغوطة الشرقية أغلبهم أطفال ونساء الممر الآمن في حمورية هرباً من التنظيمات الإرهابية التي اتخذتهم لسنوات دروعاً بشرية واعتدت عليهم ونهبت أملاكهم عبر شرائها مقابل الطعام. وفاق عدد الذين خرجوا أمس الـ 6 آلاف مدني بينهم مرضى وشيوخ حاملين معهم لوازم شخصية بسيطة وكميات قليلة من الثياب. حيث استقبلتهم وحدات الجيش وفرق الهلال الأحمر العربي السوري وعملت على تأمينهم وتزويدهم بالاحتياجات الضرورية الآنية من ماء وطعام تمهيداً لنقلهم في حافلات وسيارات الإسعاف إلى مراكز الإقامة المؤقتة.

وأشار عدد من الأهالي إلى أن الوصول إلى نقاط الجيش العربي السوري يعني الأمان مطالبين بالضرب بيد من حديد للتخلص من الإرهابيين الذين حاصروهم واعتدوا عليهم ونهبوا أملاكهم ولم يراعوا حرمة لشيخ أو امرأة أو طفل حتى الحيوانات والشجر والزرع طالتها أعمالهم الإجرامية، وأكدوا أن الآلاف من أهالي الغوطة ضاقوا ذرعاً وينتظرون بفارغ الصبر وصول الجيش لتحريرهم من الإرهابيين وإعادة الحياة التي عاشوها في ظل الدولة السورية التي تربوا في كنفها كرماء وأعزاء وفخورين بسوريتهم ووطنهم وجيشهم.

من جهة ثانية أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بأن قذيفة صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية المتحصنة في ما تبقى من مناطق بالغوطة الشرقية سقطت على منازل الأهالي في منطقة الحاجبية في حي الشاغور ما أدى إلى استشهاد أم وابنتها. ولفت المصدر إلى أن مدنيين اثنين أصيبا بجروح متفاوتة نتيجة قذيفة صاروخية أطلقها إرهابيون وسقطت على منازل الأهالي في حي الدويلعة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات، مبيناً أن قذيفة أخرى أطلقها الإرهابيون على الحي ذاته سقطت على كنيسة مار يوسف ما تسبب بإصابة مدني بجروح ووقوع أضرار مادية في صرح الكنيسة.

وفي مدينة جرمانا وقعت أضرار مادية نتيجة اعتداء مجموعات إرهابية منتشرة في الغوطة الشرقية بقذيفة على حي الحمصي.

وفي إطار عمليات المصالحة المحلية انضمت 18 مدينة وقرية في محافظة درعا إلى اتفاق وقف القتال وشمل الاتفاق مدن وبلدات الشيخ مسكين والصنمين وعتمان وأم المياذن وبلي والسويمرة والشقرانية والمسمية والجيزة ونصيب وعالقين ومنكت الحطب وكمونة ومنشية السبيل وأم ولد وبويضان وقيطة وبراق.

وأشار عضو لجنة المصالحة بدرعا المهندس عواد سويدان إلى أن انضمام هذه المدن والبلدات الى نظام المصالحات المحلية سيضمن إحلال الاستقرار فيها وعودة الحياة الآمنة لكل المواطنين، داعياً الجميع إلى محاربة الإرهابيين والعمل على تنفيذ كل ما يسهم فى إيقاف نزيف الدم السوري.

ولفت المهندس رياض شتيوي عضو لجنة المصالحة بدرعا إلى أن المصالحة ضرورة أساسية فى ظل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على امتداد ساحة الوطن، مؤكداً أن درعا أمانة فى أعناق الجميع وعلى الأهالي أخذ دورهم فى مجال الوقوف بوجه المسلحين ونبذ الإرهاب بكل الوسائل الممكنة.

من جانبه أوضح ممثل مركز التنسيق الروسي كوليت فاديم أن الالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية يضمن إحلال الأمن والاستقرار في جميع المدن والبلدات الموقعة عليه.

ونص الاتفاق على دعم الجيش العربي السوري فى محاربة الإرهاب وعدم السماح للمرتزقة بالعودة إلى أراضي المواطنين وإزالة جميع شعارات الإرهابيين عن المباني والأسوار في حال وجودها ورفع العلم السوري على جميع المؤسسات الحكومية فيها ومساعدة السلطات المحلية والشرطة فى عودة الحياة الآمنة إلى القرى والبلدات واتخاذ الحكومة جميع الإجراءات اللازمة من أجل إعادة العمل للإدارات الحكومية والاجتماعية والتأمين الصحي وتأمين المياه والكهرباء والمحروقات ومختلف الخدمات. وتم فى نهاية الاجتماع تحديد الأسبوع المقبل موعداً لتوقيع اتفاق يشمل عدداً من القرى والبلدات فى ريف درعا.

سياسياً، أكدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن أن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية وبقية الميادين في سورية أفشلت المخططات الصهيوأمريكية الاستعمارية في المنطقة. ورحبت القيادة القطرية في بيان أمس بالانتصارات المتلاحقة التي حققها الجيش العربي السوري ضد الجماعات الإرهابية التي عاثت في الأرض فساداً وقتلت الأبرياء وأخرجتهم من ديارهم في سبيل تنفيذ أجندة استعمارية معروف معالمها وأهدافها ومن يقف خلفها، وقالت: لقد كان لصمود الشعب العربي السوري الشقيق طيلة سبع سنوات وتلاحمه مع قيادة الرئيس بشار الأسد الأثر الكبير في تحقيق النصر على المؤامرة، مشيرة إلى أن وجود الرئيس الأسد بين أفراد القوات المسلحة ودعمه المتواصل لها أعطى دافعاً قوياً لتحقيق أروع البطولات وأبهى الانتصارات. وختمت القيادة القطرية بيانها بتكرار التهنئة للشعب العربي السوري الشقيق وقيادته بالانتصارات العظيمة التي تحققت ليس فقط على صعيد المعارك الميدانية بل الدبلوماسية أيضا في كل المحافل الدولية والانتصارات على أولئك الذين يمولون ويدعمون الإرهاب ويتخذونه ذريعة للهيمنة.