الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخارجية الروسية تدعو السفراء الأجانب للاجتماع اليوم خبير بريطاني يدحض اتهام موسكو بتسميم سكريبال

دحض الخبير الكيميائي البريطاني ليونيد رينك المزاعم حول وقوف روسيا خلف محاولة تسميم الضابط الروسي السابق سيرغي سكريبال، مشيراً إلى أنه باستطاعة البريطانيين أنفسهم تسميم الضابط الروسي وإلقاء التهمة على موسكو، فيما أعلنت الخارجية الروسية أنها تدعو كافة السفراء الأجانب للاجتماع اليوم لمناقشة تصريحات لندن حول استخدام مواد سامة على أراضيها، وأوضحت المتحدّثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه من المقرّر خلال لقاء السفراء مع كبار المسؤولين في الخارجية الروسية وخبراء قسم شؤون عدم الانتشار والرقابة على التسلح، اطلاع ممثلي الدول الأجنبية على وجهة النظر الروسية، والرد على الأسئلة المحتملة، وطرح الأسئلة الموجودة لدى الجانب الروسي”.

وأكدت المتحدثة أنه “للأسف لا يعلم أحد حتى الآن، على الرغم من توجيه الاستفسارات إلى لندن، ما هي المادة التي استخدمت في سالزبوري”، مشيرة إلى أن هناك كثيراً من الآراء والتقييمات وافتراضات الخبراء بخصوص هذا الموضوع، والتي تتناقلها وسائل إعلام، ولفتت إلى أن “طرح الفرضيات في هذا الموضوع يصرف الانتباه عن الموضوع الرئيسي، ألا وهو رفض بريطانيا تقديم أي حقائق سوى الاتهامات التي توجه بوقاحة”.

هذا، وكانت بريطانيا قد اتهمت روسيا بتسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال مع ابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية يوم 4 آذار الجاري. وتحدّثت بريطانيا عن استخدام غاز أعصاب تمّ تطويره ضمن برنامج “نوفيتشوك” السوفييتي.

وطالبت روسيا الجانب البريطاني بتقديم معلومات حول قضية سكريبال، وتسوية القضية في إطار المنظمات الدولية المعنية ووفقاً للقانون الدولي، فيما اتخذت لندن إجراءات ضد موسكو، ردّت عليها الأخيرة بالمثل.

من جانبه، قال رينك: “إن سبب رفض بريطانيا تسليم روسيا عينة من المادة التي تسمم بها سكريبال وابنته لأنه سيتبين على الفور أن المادة لم تنتج في روسيا، حيث لكل دولة تكنولوجياتها الخاصة المتميزة في إنتاج المواد الكيميائية ويمكن بسهولة تحديد مصدر كل مادة”، وأشار إلى عدم وجود أي دافع لدى روسيا لقتل سكريبال لأنه ومنذ فترة بعيدة بات بحكم المنتهي ولا يمكن لأي طرف روسي أن يقدم على تنفيذ عملية من هذا النوع قبيل الانتخابات الرئاسية والمونديال.

وفند الخبير الادعاءات القائلة: “إن ابنة سكريبال يوليا جلبت المادة السامة مع أمتعتها من موسكو”، وأضاف: “هذا هراء كامل لأنها لم تكن ستصل حية إلى لندن في هذه الحالة”، وبيّن أن تكنولوجيا إنتاج المادة السامة المشلة للأعصاب “نوفيتشوك” التي يقارنها البريطانيون بالمادة “اي 234” يمكن أن تتم بسهولة تامة في أي مختبر كيميائي حديث عند توفر المختصين المحترفين، مشيراً إلى وجود مثل هؤلاء المختصين لدى بريطانيا.

بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لا يتوجب على روسيا إثبات براءتها من حادث تسميم سكريبال لأن ذلك يتناقض مع المفاهيم الأساسية للقانون، وقال للصحفيين معلقاً على تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول أنه ينبغي على روسيا أن تثبت براءتها من حادث التسميم: “إن هذه التصريحات غير مشجعة، فروسيا الاتحادية لا علاقة لها بالحادث”، وطالب بريطانيا بتزويد روسيا بأدلة ومبررات لموقفها، موضحاً أن روسيا ليس لها أي علاقة بهذا الحادث، كما أنها لا تملك أي مخزونات من الأسلحة الكيميائية بشكل أو بآخر لأنه تم تدميرها تحت إشراف المراقبين الدوليين، ولذلك في هذه الشروط ماذا يمكننا أن نثبت غير ذلك؟”.

وفي السياق نفسه، سرد قسطنطين لابين جانباً من يوميات قبوعه في زنزانة واحدة في السجن مع ضابط سكريبال، وقال: “كان سيرغي سكريبال يتلقى طروداً من خارج السجن فيها مواد غذائية وسلع ممتازة، بما في ذلك المرتديلا الفاخرة والخبز والحلويات وغيرها. ولذلك لم يكن يتناول الوجبات التي تقدمها إدارة السجن”، وأضاف: “إن سكريبال كان يعمل في ورشة خياطة في السجن ومنعزلاً عن الباقين ولا يخالط أحداً”.

ولم يحدد لابين نوع الجريمة التي قبع هو في السجن بسببها، ولكنه قال: “إن غالبية السجناء كانوا محكومين بتهم جنائية على جرائم ضد الآخرين، وفقط سكريبال وسجين آخر كانا محكومين بجريمة الخيانة العظمى”.

تجدر الإشارة إلى أنه حكم على سكريبال بالسجن في عام 2006 لمدة 13 سنة، ولكن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف، عفا عنه سنة 2010 وجرت مبادلته هو ومجموعة من الجواسيس الأجانب لدى روسيا، بعملاء للمخابرات الروسية في الولايات المتحدة، وسافر سكريبال بعد ذلك للإقامة في بريطانيا.

في الأثناء، تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي دونالد ترامب هنأه فيه بالفوز في انتخابات الرئاسة الروسية، وبحث معه بعض القضايا الاستراتيجية.

وجاء في بيان للكرملين صدر في أعقاب الاتصال: إن بوتين وترامب أعربا عن تأييدهما لتطوير التعاون على مختلف الاتجاهات، بما في ذلك مسائل ضمان الاستقرار الاستراتيجي ومحاربة الإرهاب الدولي، وبحثا الأزمة في سورية والأزمة الأوكرانية، وأشارا إلى ضرورة إحراز تقدّم وبشكل عاجل في ايجاد تسوية للأزمتين.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية الروسية أعلنت فوز الرئيس بوتين بالانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 76.66 بالمئة من أصوات الناخبين.

وأشار البيان إلى أنه جرى خلال الاتصال التأكيد على أهمية تنسيق الجهود للحد من سباق التسلح.

وأعرب بوتين وترامب عن رضاهما لانخفاض التوتر حول شبه الجزيرة الكورية، مع التشديد على أنه من المجدي مواصلة الجهود لتسوية القضية بطرق سلمية ودبلوماسية.

وتبادل بوتين وترامب الآراء حول مسائل التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأبديا اهتماماً بتكثيفه، كما تمّ التطرق إلى موضوع قطاع الطاقة بشكل خاص، واتفقا على مواصلة تطوير الاتصالات الثنائية بما في ذلك في ضوء التغيرات في قيادة وزارة الخارجية الأمريكية، وأعارا اهتماماً خاصاً ببحث إمكانية عقد لقاء على مستوى القمة، وأوضح أن الحديث كان بناءً وعملياً وكان يهدف إلى تجاوز المشاكل التي تراكمت في العلاقات الروسية الأمريكية.

كما بعث رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ اون برقية تهنئة إلى بوتين بفوزه بالانتخابات الرئاسية، متمنياً له النجاح في عمله من أجل بناء روسيا قوية، وقال جونغ اون: “نتيجة هذه الانتخابات هي التعبير عن الدعم الكبير الذي يقدّمه لك شعبك وثقته الكبيرة بك”، معرباً عن قناعته باستمرار التاريخ الطويل للعلاقات الودية بين البلدين.