ثقافةصحيفة البعث

في يوم المسرح العالمي.. محكومون بالأمل مدير المسارح والموسيقا عماد جلول: مفاجآت كثيـرة في العـام 2018

 

بمناسبة يوم المسرح العالمي توجه الأستاذ عماد جلول مدير المسارح والموسيقا بالشكر إلى جميع المسرحين السوريين من كتّابٍ ومخرجين وممثلين وفنيين والذين ما زال لديهم شغف العمل بالمسرح بعكس الذين يتباكون على المسرح عبر الفيسبوك ولم يرَ الجمهور عملاً واحداً لهم منذ سنوات طويلة، ويعايد جلول وبكل حب المسرحيين الحقيقيين الذين يقتطعون من أوقاتهم ودخلهم ويبذلون جهودهم ليكونوا دائماً مع جمهور المسرح، وقد كانت أعمالهم رافداً حقيقياً للحراك المسرحي الذي قدمته المديرية عام 2017 ويأتي في مقدمتهم الفنانان أيمن زيدان وغسان مسعود، وكذلك الفنان زيناتي قدسية والمخرج مأمون خطيب.. والقائمة تطول.
وبمناسبة يوم المسرح العالمي الذي يصادف اليوم الثلاثاء بيّن جلول أن مديرية المسارح والموسيقا تقيم احتفاليات خاصة بهذه المناسبة في عدة محافظات، منها دمشق، حيث تقدم على خشبة مسرح الحمراء احتفالية “صحوة” إخراج كفاح الخوص وهي عبارة عن توليفة أعدّها الخوص عن عدة مسرحيات سيقدمها مع كوكبة من الفنانين، في حين تتضمن الاحتفاليات في بعض المحافظات افتتاح عروض مسرحية مثل مسرحية “كوميديا شو” للؤي شانا في اللاذقية و”عطر سيمفونية الموت” لنضال حمود في طرطوس و”الأشباح” لوانيس باندك في حلب.

الحافز الأكبر
وأكد جلول أن مديرية المسارح وبعد سبع سنين من الحرب لم تتوقف عن تقديم العروض المسرحية تقديراً للجمهور المسرحي الذي لم يخذلها أبداً والذي توافد بكل حب وشغف لحضور العروض التي قدمتها، وهذا برأيه حمَّل المديرية مسؤولية كبيرة، متمنياً من هذا الجمهور أن يبقى على تواصله الرائع مع أعمال المديرية لأن حضوره الكثيف كان وسيبقى الحافز الأكبر لتقديم الأفضل انطلاقاً من إيمان المديرية بدور المسرح في بناء الإنسان، مع إشارته إلى أن هذا البناء يستغرق وقتاً طويلاً، ونتائجه ليست فورية.. من هنا تمنى جلول من المسرحيين الحقيقيين أن يبقوا أوفياء للمسرح للمساهمة في بناء إنساننا، مع اعترافه بأن التحديات الموجودة في المسرح كبيرة بالنسبة للعاملين فيه، وخاصة على صعيد الأجور المتواضعة التي ينالها الفنان المسرحي من مهنته التي يعيش منها، ومع هذا أكد أن المديرية لم ولن تتوقف عن أداء مهمتها، وهي التي حققت نجاحات كثيرة في أقسى الظروف، واستطاعت عروضُها أن تشارك وتنافس بشدة في المحافل والمهرجانات المسرحية الدولية وحصدت جوائز عديدة مثل مسرحية “ستاتيكو” إخراج جمال شقير ومسرحية الأطفال “فرقة الحيوانات الطيبة” إخراج بسام ناصر ومسرحية “اختطاف” لأيمن زيدان التي حققت نجاحاً كبيراً في مهرجان المسرح العربي خارج المسابقة.. وغيرها.. لذلك فإن المديرية مستمرة في عملها، وخطها البياني برأي جلول في تصاعد ليس بشهادته فقط وإنما بشهادة المتابعين والمهتمين والنقاد والمتابعة الكثيفة للجمهور والتي جعلت المديرية أكثر من مرة تقوم بتمديد بعض العروض.

عام النجاحات
وشهد العام 2017 برأي جلول عروضاً هامة حققت نجاحاً باهراً كـ “اختطاف” لأيمن زيدان و”كأنو مسرح” لغسان مسعود، وغيرهما، إضافة إلى تجوال وتنقّل بعض العروض في العديد من المحافظات، وبيّن أن هذه الجولة المكوكية لبعض العروض كان الهدف منها التعريف بتجارب الآخرين وتنشيط الحالة المسرحية في المحافظات، وأشار إلى مشروع مِنَح الشباب الذي أُنجز منه حتى الآن ثلاثة أعمال، وأوضح أن بعض أعمال هذا المشروع لم تُنجَز بسبب التحاق مخرجيها بخدمة العلَم في الوقت الذي كانت فيه المديرية جاهزة لتنفيذها، وقد احتفظت بحق هؤلاء بمِنَحهم وهي جاهزة لتنفيذ مشاريعهم إلى جانب قبول مشاريع جديدة هي اليوم بأيدي لجان قراءة لدراستها وإعلان النتائج بعد فترة، ونوه جلول إلى أن الجديد في هذه المنح لهذا العام إصرار المديرية على توسيع رقعة مشاركة المحافظات فيها، كما ستسعى بعد إنجازها إلى اختيار الأفضل منها من كل المحافظات لتشارك في مهرجان مسرحي تقيمه المديرية نهاية العام.

مفاجآت
ووعد جلول الجمهور المسرحي بأن عروض المديرية للعام 2018 لن تقل سويتها عما قدمته العام الماضي، لأن المديرية تطمح دوماً لأن تكون سوية عروضها في تصاعد مستمر، ولهذا كانت هذا العام حريصة على دعوة مسرحيين كبار لتقديم أعمالهم.. من هنا فإن مفاجآت عديدة ستكشف عنها المديرية من خلال تقديم عروض هامة لمخرجين كبار، حيث سيبدأ الفنان أيمن زيدان ببروفات مسرحيته الجديدة “برلمان” إضافة لعودة مخرجين كبار مثل فايز قزق وجهاد سعد وهشام كفارنة، والفنان محمد حداقي في أول تجربة إخراجية له، إلى جانب عروض سيقدمها زيناتي قدسية وأسامة غنم وعلي صطوف وزهير العمر وغسان الدبس ووليد الدبس ومحمد مصطفى وتاج الدين ضيف الله وسعيد عطايا وفؤاد حسن وكفاح الخوص، بالإضافة إلى تقديم عدة مسرحيات في العديد من المحافظات للمخرجين إيليا قجميني ورضوان سالم وجمال خلو (حلب) وحسين عباس ولؤي شانا وسلمان شريبة (اللاذقية) ونضال حمود ومجد مغامس وإناس حسينة (طرطوس) ورفعت الهادي وزياد كرباج وثائر حديفة (السويداء) وباسل حريب وعبد الله الحسن ووليد عمر وإسماعيل خلف (الحسكة) بالإضافة إلى مهرجانات مسرحية عديدة ستقام في حلب والسويداء والحسكة وطرطوس، وأكد جلول على أهمية المهرجانات المسرحية المحلية التي تتيح الفرصة للفرق المحلية في كل محافظة للمشاركة وتنشيط الحركة المسرحية الخاصة بكل محافظة، وأن المديرية واثقة من نجاح هذه المهرجانات، خاصة وأنها تقف على مسافة واحدة من كل الفرق، والمحافظات السورية تضم عدداً كبيراً من الفرق التي تعمل ضمن محافظاتها، والمديرية بحاجة لتعاونها الدائم لإيمانها أن النجاح يحتاج لجهود الجميع.
ويشير مدير المسارح كذلك إلى أن التحضيرات ستبدأ خلال شهر رمضان لتظاهرة مسرح الطفل التي حققت في العامين الماضيين نجاحاً كبيراً خلال عطلة عيدي الفطر والأضحى، وأوضح أن نجاح تجربة مهرجان ربيع مسرح الطفل الذي اعتادت المديرية إقامته خلال العطلة الانتصافية دعا المديرية لإقامة تظاهرة مسرح الطفل خلال فترة الأعياد من خلال عروض مسرحية مجانية للأطفال، ونظراً لإقبال العائلات على حضور هذه العروض كانت المديرية مطالبة بإيجاد نصوص جيدة تخاطب العائلة والطفل، وهذا برأيه شكّل تحدياً كبيراً للمديرية لأن طفل اليوم الذي أصبح بين يديه كل التقنيات الحديثة لا يمكن إرضاؤه إلا بنصوص تواكب كل هذه التقنيات وذكاءه الذهني والعقلي، ولم يخفِ جلول أن صعوبة كبيرة تواجهها المديرية على صعيد إيجاد النصوص المناسبة وهي بصدد البحث عن أفضل الطرق لتأمين مثل هذه النصوص لتكون في متناول يد المخرجين.

المسرح والحرب
وأوضح جلول أنه وبعد سبع سنين من الحرب على سورية فُرِضَت في مرحلة من المراحل أنواعٌ معينة من العروض المسرحية، فقُدِّمَت عروضٌ لامست الحرب ملامسة طفيفة لا ترتقي –برأيه- للمضمون الحقيقي لما يحدث، وأسِف لأن النصوص المتعلقة بالحرب ما زالت سطحية مقارنةً مع الواقع، ورأى أن إنجاز نصوص حقيقية عن الحرب يتطلب من الكاتب معرفة عميقة بمخرجات وأسباب الحرب لينجح في النهاية بوضع فكرة على الورق، مع تأكيده على ضرورة معالجة ذلك بشكل غير مباشر، لأن أي عمل مسرحي يعالج الحرب بشكل مباشر يفقد جماليته ومتعته وخصوصيته كفنٍّ.. من هنا يتمنى جلول اليوم أن تُقدَّم نصوصٌ تعالج فكرة بناء الإنسان الذي هو الأهم في المرحلة الحالية، وذكر أن مديرية المسارح فعلت ذلك في عدة عروض هامة لاقت نجاحاً كبيراً كعروض أيمن زيدان الأخيرة وعرض غسان مسعود “كأنو مسرح” وعروض أخرى تناول مخرجوها الحرب، كلّ بطريقته الخاصة.

معادلة الكمّ والنوع
ورأى مدير المسارح أنه من واجب المديرية أن تكون لديها خطة سنوية على صعيد عدد العروض المسرحية ونوعيتها، وأنها تحاول جاهدة تحقيق معادلة الكم والنوع في ظل الأجور المتواضعة، وهذا برأيه أمر شديد الصعوبة، وقد نجحت المديرية في تحقيق ذلك بفضل المسرحيين الكبار الذين ظلوا أوفياء للمسرح، وهي اليوم تعول على هؤلاء في استمرار مسيرتها نحو الأفضل.. من هنا يترك للمسرحيين مطلق الحرية في اختيار موضوعات عروضهم وتوقيت عرضها بما يتناسب مع ظروف عملهم في التلفزيون مصدر رزقهم الحقيقي، واعترف أن هذه الآلية فرضت على المديرية إلغاء فكرة الموسم المسرحي من خلال تقديم عروض مسرحية على مدار العام، بحيث تكون المديرية جاهزة حينما يقرر الفنان المسرحي تقديم عرضه بما يتناسب مع وقته، ولم يخفِ جلول أن هذه الآلية مرهقة للعاملين في المديرية لأنها تلغي فترة حاجة دور المسارح للصيانة، إلا أن الرغبة في تقديم العروض المسرحية وعدم توقفها واستقبال أي عرض في أي وقت وعدم حرمان الجمهور من متابعتها يخفف من صعوبة هذا الأمر، ونوه في الوقت ذاته إلى أن نجاح مديرية المسارح، وخاصة في السنتين الماضيتين تقف وراءه وزارة الثقافة بكل مديرياتها التي تعمل خلف الكواليس، والتي تسهل عمل المديرية في تقديم عروض ناجحة، وبالتالي فإن النجاح الذي تحققه سببه تضافر الجهود التي تبذلها مديريات وزارة الثقافة وتوجيه ودعم السيد وزير الثقافة، ولولا ذلك لا يمكن لمديرية المسارح أن تحقق ما حققته من نجاح، خاصة وأنها أصبحت اليوم الجهة الوحيدة المنتجة للمسرح بعد انكفاء جهات كثيرة كانت رديفة لها وغيرها من الجهات التي انسحبت من العمل المسرحي، ليصبح العبء الكبير على المديرية في تقديم عروض مسرحية على مساحة سورية.

أمينة عباس