الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“الويجا” إلى الأسواق العربية

 

 

لم تكد تخبو النار التي خلفتها لعبة “ويجا” على المنصات الالكترونيّة عام 2015، حتى أشعلتها من جديد عدّة أفلام سينمائيّة طرحت خلال السنتين الماضيتين، وجميع أحداث قصصها تدور حول اللعبة الغامضة. اللعبة التي يرجع أثر أقدم الألواح المشابه لها إلى عام 1200 ق.م في الصين، وكانت طريقة للاتصال مع الموتى وعالم الأرواح في إطار طقوس خاصة، وانتقلت إلى الهند القديمة ومُورست على نطاق واسع في الإمبراطورية الرومانية واليونان، والعصور الوسطى في أوروبا، وفي عام 1890 تمّ تقديمها كلعبة من قبل التاجر الأمريكي إيليا بوند واعتبرت غير مؤذية إلى أن زعم العالم الروحاني الأمريكي بيرل كوران استخدامها للتكهن بأحداث الحرب العالمية الأولى.
و”الويجا المعروفة أيضاً بلوح الروح” لوح مسطح مرسوم عليه كل الأحرف الأبجدية إضافة لأرقام الآحاد، وكلمتي “نعم ولا” وعبارتي “مرحباً ومع السلامة” ومؤشر متحرك على شكل قلب صغير من الخشب مثقوب من المنتصف، ربطتها الأديان بالمس الشيطاني، ويعتبر استخدامها تهديداً للروح. وعلى الرغم من خطورتها ومعارضة المجتمع العلمي لها، إلا أنها تلقى رواجاً كبيراً بين الناس وخصوصاً في المجتمعات الغربية، لكن انتقال هذه العدوى إلى مجتمعاتنا العربية يستدعي طرح الكثير من الأسئلة.
تباع هذه اللعبة في الأسواق (إضافة إلى تواجد نسخة عربية حالياً من التطبيق الأصلي على الهواتف الذكيّة) كما يمكن صناعتها بالمنزل بسهولة، وتغص الكثير من وسائل التواصل الاجتماعيّة بقصص خرافيّة ينبه ناشروها إلى خطورة لعبها وحتى امتلاكها، وكل ذلك لإضفاء هالة دعائيّة واستقطاب ضعفاء النفوس. والمزعج حقاً ازدياد القصص التي تروي حوادث حصلت في البلدان العربيّة، لتدعي إحداهنّ اكتشاف سارق في حيّها بواسطتها، ويقول آخر أن قريبه استحوذ عليه شيطان بعد أن لعبها. قد يبرر البعض هذا الانتشار على أنّه ردة فعل على موجة التعصب التي أغرقت الأمة العربية، وربما يعزو آخرون السبب إلى الذوبان الأعمى في بوتقة تقليد الثقافات الغربيّة، وأغلب الظنّ أنها صرعة تنتهي صلاحيتها مع ظهور أخرى.
سامر الخيّر