أخبارصحيفة البعث

الفرق بين الانتخابات الرئاسية في مصر وسورية

 

د. مهدي دخل الله

تلعب الانتخابات الرئاسية دوراً أساسياً في الحياة السياسية للدولة المعاصرة. وتزداد أهمية هذه الانتخابات في الأنظمة الرئاسية (كالولايات المتحدة) والأنظمة شبه الرئاسية (فرنسا، روسيا، سورية، مصر وغيرها)..
الأنظمة البرلمانية لا تهتم كثيراً بالانتخابات الرئاسية، ذلك لأن الرئيس ينتخب من البرلمان دون مشاركة شعبية، حيث تقتصر الانتخابات الشعبية على انتخاب الحزب الذي يشكل الحكومة..
ولا شك في أن الأنظمة شبه الرئاسية هي الأكثر تمثيلاً للشعب بسبب الدور المناط برئيس الدولة (رئيس الجمهورية) دستورياً. مبادئ هذا النظام الذي يلقى انتشاراً واسعاً في العالم كان قد وضعها الرئيس الفرنسي شارل ديغول معلناً بذلك إنشاء «الجمهورية الخامسة» في فرنسا..
النظام شبه الرئاسي يسميه البعض نصف الرئاسي ( على سبيل المثال موريس دوفرجيه) إلا أن هذه التسمية خاطئة لأن نصف الرئاسي يعني نصف برلماني، وهذا الوصف لا ينطبق على النظام شبه الرئاسي، لأن المسألة تتعلق بدور الحكومة وليس بدور البرلمان..
ويوجد فارق بنيوي مهم بين الانتخابات الرئاسية في كل من مصر وسورية. في مصر تُترك معايير الانتخاب الرئيسية لقانون الانتخابات، وهو أقل من الدستور، أما في سورية فقد جاءت أهم هذه المعايير في الدستور نفسه مما يعطيها قوة أكبر . في مصر تجوز الانتخابات مع مرشح وحيد، بينما الدستور السوري يصر على مرشحيْن على الأقل.
مصر: المادة (36) من قانون الانتخابات تنص على أن “الاقتراع يتم حتى لو تقدم مرشح وحيد أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقي المرشحين”. ويضيف القانون أن المرشح الوحيد ينجح في الانتخابات إذا حصل على خمسة بالمئة من إجمالي عدد الناخبين (وليس من عدد المقترعين).
ويضيف القانون أنه إذا لم يحصل المرشح على هذه النسبة الضئيلة تعلن لجنة الانتخابات فتح باب الترشيح لانتخابات جديدة خلال /15/ يوماً على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة، ثم تعاد الكرة مرة أخرى.
فلو فرضنا أن عدد الناخبين ستون مليوناً فيكفي أن يحصل المرشح على (5%) أي (3) مليون صوت، فإذا كان عدد المقترعين أربعين مليوناً (حوالي 65% من عدد من يحق لهم الانتخابات) فهذا يعني أن ما يحصل عليه هو أقل من (10%) من أصوات المقترعين… يبدو الأمر بعيداً عن الديمقراطية التي تتطلب حصول المرشح على (50%+1) من أصوات المقترعين أي عشرون مليون صوت على الأقل.
سورية: أكد الدستور (وهو أعلى من القانون) في مادته الخامسة والثمانين الفقرة الخامسة أنه إن لم يترشح سوى مرشح واحد فقط يتوجب على رئيس مجلس الشعب الدعوة إلى فتح باب الترشيح مجدداً، أي أن وجود أكثر من مرشح أمر جوهري كي يحصل الفائز على (50%+1) من أصوات المقترعين.
mahdidakhlala@gmail.com