الصفحة الاولىصحيفة البعث

جوبــر وزملكا وعربيــن وعين ترمــا خالية من الإرهاب خلال ساعات.. ومئات المدنييـــن يخرجـــون من دومـــا

 

خلال ساعات يتوقع إعلان بلدات جوبر وزملكا وعربين وعين ترما خالية من الإرهاب بعد أن تكثفت عمليات نقل الإرهابيين مع عائلاتهم من تلك البلدات إلى إدلب. في وقت خرج مئات المدنيين المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية في منطقة دوما عبر الممر الإنساني المؤدي إلى مخيم الوافدين بريف دمشق. فيما بدأت مدينة حرستا تسترد عافيتها تدريجياً بعد أن تم إخلاؤها من الإرهابيين.
فقد تم تجهيز 84 حافلة تقل 5403 أشخاص بينهم 1273 إرهابياً من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية تمهيداً لنقلهم إلى إدلب.
وبدأت في وقت سابق صباح أمس الإجراءات لإخراج الدفعة الرابعة من مسلحي البلدات الأربع وعائلاتهم الرافضين للمصالحة إلى محافظة إدلب وذلك في إطار تنفيذ الاتفاق الرامي إلى إخلاء هذه المناطق من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إليها.
وبعد تنفيذ اتفاق مماثل يوم الجمعة الماضي تم بموجبه إعلان مدينة حرستا خالية من الإرهاب قامت وزارة الداخلية بافتتاح مركز ناحية حرستا لتقديم الخدمات للأهالي الذين بقوا في منازلهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة كما عملت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أمس على تزويد المدينة بفرن متنقل بطاقة إنتاجية 5 أطنان يومياً.
وحرر الجيش العربي السوري أول أمس 28 مختطفاً كانوا محتجزين لدى المجموعات الإرهابية في عربين حيث تم نقلهم بواسطة حافلة إلى أحد المشافي للاطمئنان على وضعهم الصحي.
إلى ذلك خرج أكثر من 500 مدني من الغوطة الشرقية عبر ممر مخيم الوافدين غالبيتهم أطفال ونساء وشيوخ وكان في استقبالهم عناصر من الجيش والهلال الأحمر ومحافظة ريف دمشق قبل أن يتم نقلهم بالحافلات إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها. ومن بين المدنيين الخارجين 8 حالات إنسانية تم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى المشافي في دمشق لمتابعة وضعهم الصحي.
ولا تزال التنظيمات الإرهابية تحتجز مئات العائلات داخل مدينة دوما وتتخذهم دروعاً بشرية إضافة إلى احتفاظها بعدد كبير من المختطفين داخل أوكارها في المدينة بغية المتاجرة بهم.
وفي رصد لمراسلة “سانا” إلى حرستا عبر عدد من المواطنين عن شعورهم بعد أن تحررت مدينتهم من رجس الإرهاب وقال مواطن من حي السبيل: والله بكيت عندما رأيت رجال الجيش وسيارات محملة بالمواد الغذائية كتب عليها سورية تدخل حرستا وبجمل متقطعة يكمل من زمان محرومين.. أحلى فرحة .. تحملنا الكثير من أجل مدينتنا. ويتابع: الموظف السابق بالشركة الخماسية: بقيت مع 11 ولداً وابنة و43 حفيداً في حرستا فقدت منهم ابنة وحفيدة استشهدتا جراء الهجمات المتكررة للإرهابيين وسيطرتهم على معظم أحياء المدينة قبل استعادتها من قبل الجيش ويظهر تفاؤلاً بمستقبل مدينته رغم ما لحق بها من خراب وأضرار بالممتلكات العامة والخاصة إنشاء الله إذا صار معاونة بترجع تتعمر من جديد.
ويقول ماهر البيروتي في أحد شوارع حرستا محاطاً بأطفاله الخمسة الحمد الله يالي شفناكن عنا.. كتير انبسطنا وارتحنا.. البيروتي الذي كان أحد الخياطين المعروفين في حارته يؤكد: كنا ناطرين الفرج من الجيش حتى نخلص من المسلحين، ملقياً نظرة خاطفة على أطفاله وقد ارتفعت حدة صوته.. منعوا عنا الأدوية والمستودعات مليانة، متسائلاً يقولون دولة إسلامية ومخبيين عن أطفالنا الدواء.. هم دولة إرهابية.
وفي شارع مجاور حيث سيطر الهدوء على المدينة جلس ياسر خباز أمام منزله مع طفلاته الثلاث يقول إن الإرهابيين احتجزوه وأسرته بعد أن اضطروا لترك منزلهم في حي برزة بدمشق قبل سنة. خباز الذي كان يعمل حجاراً وبات اليوم ينتظر المساعدات الغذائية يقول: كنا على أبواب إنجاز مصالحة محلية وتحييد حرستا عن العمل العسكري لكن المسلحين نقضوا الهدنة وعرضونا للموت مع أطفالنا.
وتتابع الأم لولو دغيم أم خالد بعد أن خف بكاؤها بصراحة خوفونا منكن .. ثم تلهج بالدعاء “الله يخليلنا الرئيس ويحييه ويرفع رأسه .. قلبي محروق والحق ظهر”. وعندما استردت أم خالد طمأنينتها بعد التأكيد لها أن حرستا أصبحت آمنة والحياة الطبيعية عائدة والحكومة ستدخل كل ما يحتاجه الأهالي وأطفالها سيذهبون إلى المدرسة لم تعترض على الوقوف أمام الكاميرا بالنقاب وأخذ صورة إلى جانب أطفالها.
إذن بعد خلوها من الإرهاب بإخراج المسلحين وعائلاتهم الرافضين للمصالحة إلى إدلب إثر عملية عسكرية للجيش أرغمت المسلحين على الاستسلام تتحضر حرستا للنهوض بأهلها من تحت الركام راسمة صورة أخرى من الصمود تضيفه إلى مدن سورية في ملحمة إرادة الحياة وصناعة التاريخ المشرف.