ثقافةصحيفة البعث

مهرجان طرطوس تظاهرة ثقافية غنية وشاملة

 

احتضنت طرطوس على مدى ثمانية أيام مهرجان طرطوس الثقافي الأول الذي انطلقت فعالياته في المركز الثقافي العربي في طرطوس بحضور وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد والرفيق مهنا مهنا أمين فرع طرطوس للحزب وصفوان أبو سعدى محافظ طرطوس، وشكل المهرجان ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ والأدب، وتضمن افتتاح معرض للفن التشكيلي وﻣﻌﺮﺽ ﻧﺘﺎﺝ ﻋﻤﻞ الأطفال ﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﻣﻌﺮﺽ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﻮﻗﻴﻊ ﻛﺘﺐ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ الأدباء، ﻭﻣﻌﺮﺽ ﻧﺤﺖ ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، وتكريم عدد من الأدباء والفنانين، ولفت سليمان أحمد رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في طرطوس ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﺟﺰﺀ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ خمسة وثلاثون ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺎً ﺑﺎﻟﻨﺤﺖ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ، وأشار إلى أن ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ تأتي ﻣﻦ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻭﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ، في حين لفت كمال بدران مدير ثقافة طرطوس إلى أن ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻡ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻃﻮﺱ، كرم ﺃﺭبع ﻋﺸﺮة ﻗﺎﻣﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺷﺎﻣﻞ لمختلف ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ والأدبية ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ والتراثية‏.
وشهد اليوم الثاني ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺘﺤﻒ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﺍﻷﺛﺮﻱ ﻭﺍلذي ﺿﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺮﻣﺮﻳﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞ الميلاد، ﻭﻧﻘﻮﺩﺍً ﻭﺩﻣﻰ ﻭﺃﻭﺍﻥٍ ﻓﺨﺎﺭﻳﺔ ﻭﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻭﻣﺒﺎﺧﺮ ﻭﻗﻄﻌﺎً ﺃﺛﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻤﺮﻳﺖ ﻭﺗﻠﺔ ﻓﺎﺭﺱ ﻭﻳﺤﻤﻮﺭ ﻭﺗﻞ ﻛﺰﻝ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ, ﻭﻗﻄﻌﺎً ﺃﺛﺮﻳﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺪﺓ ﻟﻠﺘﻬﺮﻳﺐ، بالإضافة ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻏﻨﻴﺮﻱ في مدينة جبلة، وافتتاح ﻣﻌﺮض ﻟﻠﺼﻮﺭ حول ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ بسبب ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ الإرهابية، وتوﺛﻴﻖ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻭﺍﺑﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻟﺴﻮﺭﻳﺔ.
وﻟﻢ ﻳﻐﺐ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻓﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻋﻠﻲ إسماعيل ﻋﺮضاً مسرحياً ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻄﺎﻟﻪ ﺃﻃﻔﺎﻝاً ﻭﻳﺎﻓﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺗﺤﺪﺙ إسماعيل ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻮﺿﺤﺎً ﺃﻧﻪ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﻜﺎﻻﺕ الاجتماعية ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ، ﻣﻦ ﺗﺴﺮﺏ ﻣﺪﺭﺳﻲ وﻋﻨﻒ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ وﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﺍﺕ وﻧﺰﻭﺡ ﻭﻓﻘﺮ، بهدف ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺍﺭﻛﻬﺎ ﻭﺣﻠّﻬﺎ.
وكرّم الشاعر الراحل حامد حسن ضمن ﻧﺪﻭﺓ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ “ﺣﺎﻣﺪ ﺣﺴﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻹﺑﺪﻉ”. وعرﺽت ﻣﺎﺩﺓ ﻓﻴﻠﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎته ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎﺕ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻟﻪ، أدار ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ الأديب ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺩﺍﻭﻭﺩ، وشارك فيها الأدباء: ﻣﺎﻟﻚ ﺻﻘﻮﺭ، يوسف مصطفى، يونس إبراهيم، فتحدثوا عن ﻣﺴﻴﺮة ﺍﻟشاعر الشعرية ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ وﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺷﻌﺮه ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭﺗﻨﺎﻏﻤﻬﺎ، وﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ شعره.
وﺧﺘﺎﻡ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻛﺎﻧﺖ حفلة فنية للفنانة ﺇﻳﻨﺎﺱ ﻟﻄﻮﻑ ﻭﻓﺮﻗﺘﻬﺎ، قدمت خلالها ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ﻃﺮﺑﻴﺔ. كما تضمن المهرجان أمسية شعرية، شارك فيها عدد من الشعراء بمجموعة من القصائد وهم: ﻏﺴﺎﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﻧﻮﺱ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻭﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺭﺍﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ، حيث ﺃﻟﻘﻰ ونوس ﺛﻼﺙ ﻗﺼﺎﺋﺪ بلغة ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﺻﻮﺭ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ. وﺃﻟﻘﻰ سلمان ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﺍﺳﺘﺤﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺪ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، وقدمت راما ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ عدة ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻧﺜﺮﻳﺔ ﻻﻣﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺳﻮﺭﻳﺔ وآلام ﺍﻟﺤﺮﺏ، كما شارك محمود حبيب بمقطوعة ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺤﻜﻲ ﺻﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ السيئ.
كما تضمن المهرجان ورشات فنية ومسرحاً تفاعلياً للأطفال وعروضاً مسرحية نتاج عمل اليافعين في برنامج مهارات الحياة وعروض سينمائية للأفلام القصيرة وفيلم روائي طويل /حريق/ ومسرحية بعنوان /زيتون/ تأليف وإخراج مأمون الخطيب، وﺃﺣﻴﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﺩﻧﺪﻧﺔ حفلاً فنياً للأطفال ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻣﻮﺱ تضمن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ. واختتم المهرجان بمجموعة من العروض المسرحية والتعبيرية واللوحات الراقصة والباليه، لفرقة ﺃﻳﻞ ﻳﺎﻣﺎ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻋﺮﺽ ﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﻛﺮﻭﻧﻮﺱ ﻟﻠﺒﺎﻟﻴﻪ.
رشا سليمان