صحيفة البعثمحليات

النظـــام التركـــي ينتهك الالتزامــــات الدوليــــة بســــرقة بــــذار القمــــح الســــوري

 

 

دمشق– فداء شاهين
اعتبر مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذار الدكتور بسام سليمان ما قامت به الحكومة التركية بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر القطري على إطلاق مشروع لحماية بعض أصناف القمح السوري خشية اندثارها ومن دون موافقة الحكومة السورية خرقاً فاضحاً للالتزامات الدولية الحافظة لحقوق الدول في مواردها الوراثية التي نصت عليها المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة والبروتوكولات المرفقة لها، وللقانون السوري رقم 20 لعام 2009 الذي هدف إلى حماية وصيانة وتنمية وتنظيم وتداول الأصول الوراثية النباتية السورية، ولاسيما أن هذا العمل سرقة موصوفة لجهود الباحثين السوريين في تطوير المحاصيل الزراعية من خلال التربية والانتخاب، مشيراً إلى أن هذا الإجراء سيضر بمنظومة الحجر الصحي النباتي التي عملت سورية على بنائها منذ خمسينيات القرن الماضي والتي مازالت على الرغم من كل الظروف محافظة عليها وتمنحها الألوية الأكبر.
وتدعي الحكومة التركية أن هذه الخطوة تنشد الإبقاء على فرص إعادة الزراعة في سورية مستقبلاً، وأن معهد الأبحاث الزراعية التركي سيقوم من خلال مشروع “تنمية جنوب شرق الأناضول” بالإشراف على عملية حماية تلك البذور، ومن ثم إعادة توزيعها داخل الأراضي السورية.
وبين سليمان أن سورية تمتلك حالياً 25 صنفاً من بذار القمح يتم الحفاظ عليها وزراعتها بأكثر من مكان لضمان استمرارية إنتاج البذار المعقم والمغربل عالي الإنتاجية، وأيضاً من خلال برنامج يهدف لصيانتها وبمواصفات فنية عالية وبكميات كافية تكون متاحة للدخول في برنامج الإكثار بهدف الحفاظ على الأمن الغذائي واستقراره، إضافة إلى استمرار الوزارة بالقيام بتأمين حاجة المزارعين من البذار المتمتع بأفضل المواصفات من حيث الجودة والإنتاجية العالية لجميع المحاصيل، والمحافظة على أصناف بذار جميع أنواع المحاصيل “قمح وشعير وحمص وفول وعدس”. وأوضح سليمان أن الوزارة اتخذت جملة من الإجراءات بالتعاون مع منظمة “الفاو” للحفاظ على الأصناف السورية، كإنشاء مخبر حديث للتقانات الحيوية لعمل البصمة الوراثية، ومن خلاله تم إنقاذ العديد من العينات على الرغم من الأحداث الإرهابية التي طالت المراكز البحثية في الوزارة.