الصفحة الاولىصحيفة البعث

رداً على واشنطن موسكو تطرد 60 دبلوماسياً أمريكياً

 

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عزم بلاده طرد العدد ذاته من الدبلوماسيين الأمريكيين، رداً على خطوة واشنطن، وأضاف، في مؤتمر صحفي مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في موسكو، “نعتزم كذلك إغلاق القنصلية الأمريكية في سان بطرسبورغ”، وأضاف: “السفير هانتسمان ومساعد وزير الخارجية سيرغي ريابكوف مجتمعان في الوزارة، للتفاهم على الإجراءات الواجب اتخاذها لتنفيذ القرار الروسي بالرد”.
وأشار لافروف إلى أن وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير الأمريكي لدى موسكو جون هانتسمان، لإبلاغه بالخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها موسكو رداً على قيام واشنطن بطرد 60 دبلوماسياً روسياً، وإغلاق القنصلية في مدينة سياتل، تضامناً مع بريطانيا، وشدد على أن بلاده “سترد بالمثل على الدول التي طردت دبلوماسيينا”، وأضاف: “سنرد بالمثل على أي خطوات عدائية ضد أفراد البعثات والمنشآت الدبلوماسية في الولايات المتحدة”.
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الروسية، الدبلوماسيين الأمريكيين بمغادرة الأراضي الروسية قبل الـ 5 من نيسان القادم، كما وجّهت مذكرة إلى القنصلية الأمريكية في مدينة سان بطرسبورغ الروسية بالتوقّف عن تقديم خدماتها وإخلاء المبنى خلال يومين، وأكدت أن 60 دبلوماسياً أمريكياً سيؤمرون بمغادرة روسيا، وذكرت أن 58 منهم يعملون في السفارة الأمريكية في موسكو، والاثنان الباقيان يعملان في الدائرة القنصلية الأمريكية في مدينة يكاترينبورغ.
إلى ذلك، أعلنت لجنة التحقيق الروسية أنها أرسلت طلباً رسمياً إلى بريطانيا للحصول منها على الدعم القانوني اللازم في متابعة قضية محاولة اغتيال المواطنة الروسية يوليا سكريبال، وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيق الروسية سفيتلانا بيترينكو: “أرسلنا إلى الهيئات البريطانية المختصة طلباً للحصول على الدعم القانوني اللازم في القضية الجنائية، التي فتحت للتحقيق في محاولة اغتيال المواطنة الروسية يوليا سكريبال في مدينة سالزبوري البريطانية”.
وأوضحت أن الجانب الروسي طلب من البريطانيين تنفيذ عدد من الإجراءات التي تهدف إلى تحديد ملابسات الجريمة، بالإضافة إلى تقديم نسخ من مواد التحقيق الجنائي، ونتائج فحص المكان الذي عثر فيه على يوليا سكريبال فاقدة للوعي، ونتائج فحوصاتها الطبية والتحاليل”.
وتم العثور على العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا في 4 آذار الجاري، وهما بحالة غيبوبة، على أحد المقاعد في حديقة عامة بمدينة سالزبوري البريطانية إثر تسميمهما بمادة مجهولة، وتمّ نقلهما إلى المستشفى ولم يعرف مصيرهما حتى الآن، وسارعت السلطات البريطانية حتى قبل أن تفتح التحقيق في الحادث إلى اتهام روسيا بتسميم سكريبال وابنته بمادة “أ-234” السامة التي تشل الأعصاب، لكن موسكو نفت أي ضلوع لها في الحادث، وطالبت لندن بتقديم الإيضاح لهذا الحادث الذي طال كذلك مواطنة روسية، هي ابنة سكريبال التي زارت بريطانيا للقاء أبيها.
جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام بريطانية أن حالة يوليا سكريبال تتحسّن بشكل ملحوظ، وأنها تجاوزت مرحلة الخطر، دون أن تتطرق إلى مزيد من التفاصيل، بينما لا تزال حالة والدها سيرغي حرجة.
كما أعربت موسكو عن قلقها من رفض لندن الإجابة على الاستفسارات بشأن قضية “سكريبال”، مؤكدةً تهرب بريطانيا المتعمد من الاتصالات مع السفارة الروسية في لندن بشأن القضية، وقالت المتحدّثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي: “إن الجانب البريطاني يتهرّب بشكل متعمّد من أي تواصل مع السفارة الروسية إن كان كتابياً أو شفوياً أو من خلال الاتصالات الهاتفية. لم تحقق أي من هذه الوسائل، التي بادرت السفارة الروسية في لندن باستخدامها فعلياً على الفور، أي نتائج للحصول على بعض المعلومات الأساسية على الأقل”، وأضافت: “حتى إن تاريخ وقوع الحادث ووقته وعدد الأشخاص المتضررين، وحالتهم الصحية، هذه المعلومات البسيطة مضطرون لاستقائها من وسائل الإعلام”.
وأوضحت أن الجانب الروسي توجه مراراً إلى السلطات البريطانية، من خلال القنوات الرسمية، باقتراح للتعاون في التحقيق في تسميم المواطنين الروس المزعوم، مضيفةً: “حاولت السفارة الروسية في لندن في 6 و13 و14 و22 آذار التواصل مع الجانب البريطاني، لكن للأسف الجانب البريطاني بقي صامتاً أمام هذه المطالب المشروعة من الجانب الروسي ومقترحاته البناءة للتعاون، وفي بعض الأحيان قدم أجوبة خرقاء”، وأكدت أن موسكو تنظر إلى البراهين التي دفعت بها بريطانيا في القضية، وعلى وجه الخصوص الأدلة التي عرضها سفير بريطانيا في موسكو للصحفيين، على أنها “فبركة على مستوى عالمي”.
كما علّقت زاخاروفا على تصريح لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون واقتبست خلال ذلك كلمات للكاتب فيودر دوستويفسكي، وقالت: “نحن وبخلاف بوريس جونسون، نقرأ لدوستويفسكي ونحبه ونعرفه، ولهذا اقتبس بعض كلمات فيدور ميخالوفيتش: يستحيل تجميع حصان واحد من مئة أرنب كما لا يمكن وضع الدليل والإثبات من مئة من الشكوك”.
وكالات