الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

صقور النار تشعل الحرائق

 

وفقا لما ذكره بحث نشر مؤخرا في الدورية العلمية Ethnobiology، اعتادت طيور جارحة في أستراليا إشعال الحرائق بشكل متعمد كطريقة لكشف فرائسها ومن ثم قنصها، ومن المثير للاهتمام أن السكان الأصليين يعرفون تلك الطيور منذ آلاف السنين ويطلقون عليها “صقور النار”. إذ تتبع طريقة تعلمتها بالفطرة، حيث تحمل عصي صغيرة مشتعلة من مناطق الحرائق وتلقيها على مساحات شاسعة أخرى من الحشائش، محدثة حرائق هائلة، فينتج عن ذلك هروب جماعي للقوارض والزواحف المختبئة في تلك الحشائش لتصبح صيدا سائغا لصقور النار. وأقدم بعض المشاركين في البحث، الذي كشف عن هذا النوع من الطيور، على معاينة صقور النار بأنفسهم في بيئتها الطبيعة ومراقبة كيف تتم عملية إشعالهم النهار في الحشائش. ويروي ديك أيوسين، وهو أحد رجال الإطفاء الأستراليين، أنه وزملاؤه قضوا يوما كاملا في إطفاء حريق في إحدى المناطق النائية، وعندما ظنوا أنهم تغلبوا على الحريق، رأوا أحد صقور النار يطير فوقهم وفي مخالبه غصن مشتعل، ثم أسقطها في منطقة عشبية تبعد عنهم بنحو 20 مترا، ليبدأ حريق جديد قبل أن ينتهوا تماما من إطفاء الأول، وأكد أيوسين أنه عمل في هذا اليوم على إطفاء سبعة حرائق أخرى جميعها بسبب صقور النار.