رياضةصحيفة البعث

كــرة الكرامــة.. حكاية تراجع على جميع المستويات بطلها إدارة النادي

لم يتمكن عشاق نادي الكرامة من الاستفاقة من “الكابوس” الكروي الذي بدأت فصوله مع قدوم الإدارة الحالية التي بدأت تفرض إيقاعها القديم الجديد في تحكيم مصالحها الشخصية في تعيين الكوادر، ومن أتى من خارج هذه العلاقات سيكون مصيره الرحيل والتطفيش، كما حدث مع المدرب تامر اللوز، وغيره من الكوادر التي وقفت في وجه رغبات البعض في الإدارة لتجد نفسها خارج أسوار النادي الأزرق، ولأن المقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة، فإن الرؤية التي تعمل بها الإدارة، انطلاقاً من رغبات وعلاقات أشخاصها، أوصلت كرته التي تعتبر أساس رياضته إلى وضع يرثى له، ويبدأ الرثاء لكرة الكرامة، بدءاً من فريق شبابه الذي يملك في سجلاته بطولات عديدة للدوري، والذي بدأ الدوري العائد لهذا الموسم بقوة ليتصدر مرحلة الذهاب عن جدارة مع مدرب مجتهد لم ينقصه إلا الدعم المعنوي، لكن الإدارة التي تنطلق من علاقاتها في تسيير كل الفرق والألعاب وضعت نصب عينيها أن تألق الفريق لم ينطلق من رؤيتها، فكان لا بد من أن يهبط خط بيانه في إياب الدوري بعد أن ضغطت الإدارة على المدرب واللاعبين، ومورست عليه تصرفات غير مسؤولة، ما أدى إلى تراجع الفريق بشكل مخيف، وكانت النتيجة استقالة المدرب النشيط سامر عيون السود الذي حمّل مسؤولية تراجع الفريق الذي حُورب قبل الدوري بعدم تأمين التجهيزات الكافية من لباس وكرات حتى إن الفريق لم يستطع اللعب بكراته، ولعب بكرات الفرق المنافسة التي تملك الكرات الأصلية، إضافة لعدم مكافأة الفريق في نهاية الذهاب، والاكتفاء بالتنظير عليه وعلى مدربه.

أما فريق الرجال، فحكايته بدأت بالضغوطات الكبيرة على اللاعبين وإقناعهم بأن الجمهور غاضب عليهم، ما أدى إلى خروج بعض اللاعبين عن النص، ودخولهم بمواجهة مباشرة مع جماهير النادي، والنتيجة كانت عقوبتهم بالإبعاد، وتوقيف مستحقاتهم المالية لإقناع الجميع بأنهم السبب الرئيسي في اتساع الفجوة بين النادي وجماهيره، ولن تنتهي الحكاية عند العقوبات، وإيقاف المستحقات المالية، بل بدأ مسلسل الاستقالات والاعتذارات في الإدارة، وأولى الاستقالات كانت لعضوي الإدارة الدكتور عماد النقري وموفق العمر اللذين لم يستطيعا مواكبة ما يحدث في النادي العريق، والطريق مازال مفتوحاً لاستقالات أخرى.

حكاية تراجع كرة الكرامة، سردتها إدارة، لم تستطع مواكبة طموحات عشاقه من أجل عودتها إلى سابق عهدها، واكتفت بالخلافات الضيقة التي أبعدت، وستبعد المزيد من كوادر النادي الوفية، فيما لو استمرت هذه الإدارة بأدائها السلبي تجاه رياضيها وألعابها، أمام كل هذا لم يبق أمام المعنيين إلا الاستجابة لمتطلبات هذا النادي وطموحات عشاقه، لأن الوقت سانح للتراجع عن الخطأ، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

حمص- نزار جمول