الصفحة الاولىصحيفة البعث

بحضور الرفاق أعضاء القيادة والوزراء.. فرع حلب يعقد مؤتمره الهلال: انتصــــار الغوطــة قطــع رأس المشروع الإرهابي.. ومعركتنا مستمرة

حلب – معن الغادري:
فيما يسطر أبطال جيشنا انتصارات استراتيجية على كل جبهات القتال وآخرها في الغوطة الشرقية، تسعى قيادة الحزب لتعزيز دوره المجتمعي وإنجاز المهام الكبيرة التي تقع على عاتقه خلال هذه المرحلة، ومرحلة إعادة الإعمار، ولعل انعقاد مؤتمرات الفروع فرصة مهمة أمام القيادة للاستماع إلى هموم ومشاكل المواطنين وكذلك تطوير العمل الحزبي بما يواكب المتطلبات من خلال التماس المباشر مع الجماهير والاطلاع من أرض الواقع على كل ما يسهم في تطوير الأداء، ومعالجة السلبيات والبناء على الإيجابيات وتأمين حاجات المواطنين.
وفي هذا الإطار أكد الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال خلال حضوره المؤتمر السنوي لفرع حلب للحزب أمس: أنه لا يوجد مكان على مساحة الجغرافية السورية عصي على أبطال الجيش العربي السوري فهو لن يستكين حتى تطهير كل ذرة تراب من رجس الإرهاب، كما لا توجد قوة في العالم قادرة على الوقوف في وجه شعب مؤمن بوطنه وجيشه وقائده، هذا الشعب العظيم الذي صنع الانتصار في وجه أعتى قوى الشر والعدوان في العالم وأعطى الدروس في التضحية والفداء .
وأضاف الرفيق الهلال إن حجم المؤامرة على سورية كان كبيراً ومخططاً له بشكل ممنهج لإخضاع الدولة السورية  وحرفها عن مسارها العروبي ولتحييدها عن محور الممانعة والمقاومة خدمة للمصالح الصهيونية والأمريكية لتجزئة وتقسيم المنطقة، إلا أن تضحيات وانتصارات أبطال جيشنا العربي السوري في حلب ضربت قاعدة هذا المشروع ليأتي تحرير دير الزور ليحطم عموده الفقري، أما الانتصار الكبير على الإرهاب في الغوطة  فقطع رأس هذا المشروع وانتهى إلى غير رجعة، مبيناً أن سورية ستبقى درة الشرق ونبض العرب وكل شعوب العالم الحرة ورمزاً للتضحية والفداء وشوكة في حلوق وعيون الأعداء، وستبقى على الدوام منتصرة لأننا أصحاب حق وقضية عادلة وعقيدة مترسخة ومتجذرة قيماً ومبادئ وحضارة وتاريخ صدرت على الدوام لكل العالم المحبة والسلام والإخاء والتعايش وفي المقابل كل من تآمر على سورية مني بالهزيمة لأن عقيدتهم بنيت على القتل والدمار والخراب. وأوضح الأمين القطري المساعد أن معركتنا مستمرة على محورين رئيسيين: الأول تطهير كامل تراب سورية من دنس الإرهاب والثاني إعادة إعمار وبناء سورية الجديدة المتجددة بسواعد أبنائها وكوادرها وخبراتها، مؤكداً أن من يملك شعباً أبياً ومخلصاً ووفياً وجيشاً مقداماً وشجاعاً وقائداً حكيماً وملهماً لابد له أن يحمل راية الكرامة والعزة والنصر.
وأشاد الرفيق الهلال بالمداخلات المقدمة من الرفاق أعضاء المؤتمر والتي لم تركز كالعادة على الجانب الخدمي والمطلبي على حساب الجوانب التنظيمية والسياسية والفكرية، موضحاً أنها تنم عن وعي حزبي ومسؤولية حقيقية، مركزاً على ضرورة إيلاء الجانب التنظيمي الأهمية المطلوبة وتعزيز حالة الانتماء والتفاعل والتشاركية بين الحزب وجماهيره والانتقال إلى مستوى أفضل في آلية التنظيم من الحالة المهنية إلى الحالة الجغرافية، داعياً إلى تفعيل الاجتماع الحزبي ودور الفرقة الحزبية التي تشكل أساس وقاعدة العمل الحزبي والانطلاق نحو كافة شرائح المجتمع، مبيناً أن الدور المنوط بالحزب في هذه المرحلة تحديداً مهم جداً كشريك مؤثر في عملية النهوض الخدمي والاقتصادي والمجتمعي، ونوه المهندس الهلال بأهمية تفعيل الجانب الثقافي والفكري لمواجهة المخاطر والتحديات التي أفرزتها الحرب الإرهابية والفكرية الوهابية على مجتمعنا، مشيراً إلى أن دور المؤسسة الدينية كان لافتاً ونجح في مواجهة الفكر الظلامي من خلال تطوير الخطاب الديني وإطلاق مشاريع وطنية حقيقية.
وأكد الأمين القطري المساعد على ضرورة إطلاق المبادرات الخلاقة والتي من شأنها تعزيز عملية البناء والإعمار وإيلاء أسر الشهداء أهمية خاصة واستثنائية وتقديم كل الدعم والرعاية المطلوبة لهم وبما يتناسب مع تضحيات أبنائهم ودمائهم الطاهرة التي أزهرت وأينعت نصراً مؤزراً ضد الإرهاب وكل أعداء الوطن، مشدداً على أهمية الالتزام الحزبي والتمثل بأخلاقياته وأدبياته وقيمه كسلوك يومي من شأنه تعميق فكر الحزب وتعزيز دوره الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى زيادة التفاعل والتواصل مع الجماهير بصدق وشفافية وتلبية احتياجاتها وتطلعاتها ومحاربة كل أشكال الترهل والفساد.

عرنوس: إنجاز المخططات التفصيلية

من جانبه قدم عضو القيادة القطرية وزير الأشغال العامة والإسكان الرفيق المهندس حسين عرنوس عرضاً لواقع المشاريع الخدمية والاقتصادية والتنموية المنفذة في إطار خطط الحكومة لإعادة البناء والإعمار في المحافظة، مبيناً أن حجم الدمار كبير ويحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة، والحكومة تنفق على المشاريع حسب الإمكانيات المتوفرة، لافتاً إلى أنه تم إنجاز المخطط التنظيمي وسنعمل على إنجاز المخططات التفصيلية خلال هذا العام ليتسنى لشركات التطوير العقاري من العمل.

الشوفي: قاطرة الانتصار بدأت من حلب

بدوره أوضح عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التربية والطلائع القطري الرفيق ياسر الشوفي أن الانتصار بدأ من حلب وتحقق في ظل صمود أبناء هذه المدينة وتلاحمهم مع أبطال الجيش العربي السوري خلف القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد وها هو اليوم يحط رحاله في الغوطة الشرقية، منوهاً بدور المؤسسة التربوية  خلال هذه المرحلة لإعادة بناء الجيل بناء صحيحاً يرتكز على  المبادئ والثوابت الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه، مشيراً إلى ضرورة إذكاء روح العمل الجماعي والتشاركي والتطوعي بين كافة المؤسسات وخاصة الحزبية الحاضنة للجميع .

خلف: تطوير الاجتماع الحزبي

وبين رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي الرفيق الدكتور غسان خلف أهمية الالتزام الحزبي وتطوير الاجتماعات الحزبية من خلال مناقشة كافة الجوانب التنظيمية والثقافية والخدمية والاجتماعية بصورة معمقة وبما يسهم في تعزيز دور الحزب بين الجماهير.

مخلوف: خارطة عمل متكاملة

من جانبه أجاب وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف على التساؤلات المطروحة بما يخص الشأن الخدمي، مؤكداً أن الوزارة منذ اللحظة الأولى لتحرير حلب وضعت خارطة عمل متكاملة وطموحة وتم تنفيذ الكثير من المشاريع الخدمية، لافتاً إلى أنه تم تخصيص ما يعادل نصف ميزانية إعادة البناء والإعمار على مستوى سورية لإعادة تأهيل البنية التحتية وتنفيذ المشاريع الخدمية في المحافظة، مبيناً أنه سيتم الانتقال خلال هذا العام إلى مشاريع تنموية وحيوية واستراتيجية.

يازجي: تأهيل المنشآت السياحية

بدوره استعرض وزير السياحة المهندس بشر يازجي خطط الوزارة في مجال إعادة تأهيل وتنشيط القطاع السياحي في حلب ، حيث تم تأهيل العديد من المنشآت السياحية ووضعها في الخدمة وما زال لدينا الكثير من الخطط والبرامج التي تهدف إلى تنشيط الحياة السياحية والسياحة الشعبية .
من جانبه قدم أمين فرع حلب للحزب فاضل نجار عرضاً شاملاً لواقع العمل الحزبي في المحافظة، موضحاً أن الحزب كان فاعلاً ومؤثراً من خلال مجمل الأنشطة والفعاليات التي قام وشارك بها خلال سنوات الأزمة وبعد تحرير حلب من الإرهاب، مما عزز من دوره كشريك حقيقي في عملية البناء والنهوض، حيث  قدم التضحيات والشهداء وكان في الصف الأول مع أبطال الجيش العربي السوري خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد دفاعاً عن حلب والوطن، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة تتطلب منا جميعاً مضاعفة الجهود وزج الطاقات لإعادة بناء ما دمره الإرهاب.
وأشار محافظ حلب حسين دياب إلى أن الجهود مستمرة وبصورة متسارعة لاستكمال عملية البناء والإعمار والتي انطلقت هذا العام في مرحلتها الثانية وهي مرحلة على قدر كبير من الأهمية كونها ستشكل قفزة نوعية على مستوى تنفيذ المشاريع التنموية والاستراتيجية، مؤكداً أن الحكومة تقدم كل أشكال الدعم المطلوب لإعادة الألق لمدينة حلب كواجهة اقتصادية وصناعية.

المداخلات

وتركزت المداخلات على ضرورة تطوير آليات العمل الثقافي الحزبي وتفعيل المنظمات الشعبية والنقابات المهنية، وإعداد لائحة تنظيمية موحدة للحزب وإعادة تفعيل النظام الصحي للمتفرغين، والإسراع في إنجاز مشاريع الري الحكومية ووضعها بالخدمة ومنح قروض للمزارعين، وإحداث كليتين للإعلام والعلوم السياسية في جامعة حلب وإعادة طباعة وتوزيع جريدة الجماهير ورقياً وإقامة قناة فضائية خاصة بحلب لإبراز دورها الاقتصادي والسياحي وإيجاد آلية لضبط المواقع الالكترونية والحد من ظاهرة الإعلام الغير مرخص، وتحسين المستوى المعيشي للعاملين والاهتمام بالأحياء الشرقية.
كما أكدت التوصيات على ضرورة مشاركة الحزب  في خطة إعادة الإعمار بشكل فاعل وعدم ترشيح الرفيق لأي مهمة إذا أعفي من مهمته بناء على طلبه لأسباب غير صحيحة والإسراع في استصدار مراسيم شهداء الدفاع الوطني واللجان الشعبية  وكتائب البعث وصرف تعويضاتهم المالية وإعادة تأهيل المقرات الحزبية من قبل لجنة إعادة الإعمار والاستفادة من العمالة الفائضة في بعض القطاعات وتأمين الآليات الحقلية والقلابات والآليات الهندسية لزوم المشاريع وإعادة الإعمار ودعم مجالس المدن والبلدات بالإعانات المالية والآليات اللازمة.
وأشارت التوصيات إلى ضرورة توحيد آلية العمل بالتأمين الصحي لكافة العاملين في الدولة ورفع سقف تعويض أضرار الممتلكات الخاصة بما ينسجم مع الواقع وتوحيد نظام الكسوة العمالية ونظام الوجبة الغذائية وإيجاد صيغة واقعية لإعادة النظر بسعر السكن الشبابي المشيد قبل الأزمة ولم يسلم للمكتتبين وتثبيت العمال المؤقتين القائمين على رأس العمل لأكثر من ثلاث سنوات ومعالجة مشكلة البطالة واستيعاب الشباب وتشكيل لجنة من السجل العقاري لجرد الأضابير لمختلف المناطق العقارية وتوثيقها والإسراع في صيانة المدارس في الأحياء المطهرة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من التلاميذ وإلغاء ترخيص كافة المعاهد والمكاتب التي تقوم بدورات تعليمية حفاظاً على مصلحة التعليم العام . كما ركزت المقترحات على ضرورة إيجاد حل لتصريف مخزون النخالة وتخفيض سعر المبيع وتخفيض أسعار الأسمدة الزراعية وإعادة منح قروض الري الحديث وزيادة الكادر الطبي والفني المختص لمشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب وتأمين الأدوية النوعية وخاصة أدوية التهاب الكبد والأورام والمفاصل وزيادة  سيارات الإسعاف لحلب وتأهيل مشفى العيون الجراحي وتشديد الرقابة على الصيدليات من حيث الأسعار والصلاحية والجودة وقمع ظاهرة الدواء الأجنبي.

افتتاح معرض

وكان الرفيق الهلال قد افتتح معرض التصوير الضوئي الذي أقامه فرع حلب للحزب في فندق شهباء حلب لتوثيق جرائم العصابات الإرهابية المسلحة والاعتداءات التي قامت بها على المنشآت العامة والخاصة، وبين الرفيق الهلال أن ما قامت به العصابات الإرهابية المسلحة بدعم وتمويل من قوى عالمية بتدمير البنية التحتية إنما كان يهدف إلى إضعاف الدولة السورية وإيقاف مسيرة نهوضها وتطورها، إلا أن إرادة الشعب السوري وعزيمته أقوى من كل هذا الإرهاب وهو قادر بسواعده أن يعيد بناء وطنه بناء عصرياً وحديثاً، مشيراً إلى أن تضحيات أبناء سورية وأبطال الجيش العربي السوري لن تذهب هدراً بل ستزهر نصراً مؤزراً ومستقبلاً زاهراً وستعود سورية أفضل مما كانت. وضم المعرض نحو ( 80 ) لوحة وثقت ما كانت عليه مدينة حلب قبل وأثناء الحرب الحربية وبعد انتصارها وتطهيرها .
شارك في افتتاح المعرض الرفيقان عرنوس والشوفي ووزيرا الإدارة المحلية والبيئة والسياحة وأمين فرع الحزب بحلب والمحافظ ورئيس جامعة حلب ورئيس الاتحاد العام للفلاحين واللواء عصام الشلي  قائد شرطة المحافظة وعدد من أعضاء مجلس الشعب.
ت. يوسف نو