الصفحة الاولىصحيفة البعث

ابن سلمان: تربطنا بـإسرائيل مصالح كثيرة!

 

 

تتوالى خطوات التطبيع بين كيان الاحتلال وممالك ومشيخات الخليج، وعلى رأسها نظام بني سعود، حيث أقر ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان بدعم وتمويل نظامه الوهابي للتنظيمات الإرهابية في المنطقة، وبتحالف المصالح مع كيان الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
واعترف ابن سلمان، في حوار مع مجلة “ذي اتلانتيك” الأمريكية، بتمويل نظام بني سعود للتنظيمات المتطرفة، ومن بينها تنظيم الاخوان المسلمين، زاعماً أن ذلك كان فقط في فترة ما قبل عام 1979 بحجة القلق من خطر الشيوعية آنذاك، وقال: إننا غير نادمين على ذلك الأمر.
ولم يكتف ولي عهد النظام السعودي بالإقرار الصريح بدعم نظامه للإرهاب وعمالته للغرب وما جر ذلك من توترات وحروب في المنطقة، بل تجاوز ذلك إلى حد شرعنته للاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية، متجاهلاً حقوق وكفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال على مدى أكثر من 70 عاماً، إذ منح ابن سلمان الحق لكيان الاحتلال بالعيش ضمن ما سماه دولة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال: “ليس لدينا أي اعتراض.. إن إسرائيل تملك اقتصاداً كبيراً مقارنة بحجمها وهذا الاقتصاد متنام وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معها”، في تجاهل تام للتضحيات الجسام التي قدمها ويقدمها الشعب الفلسطيني في الصراع مع الكيان الغاصب وآخرها استشهاد أكثر من 17 فلسطينياً وإصابة 1400 اخرين في اعتداءات كيان الاحتلال على مسيرات يوم الأرض منذ الجمعة الماضي.
ويرى محللون أن التصريحات الاستفزازية المتهورة التي يطلقها ابن سلمان خلال وجوده في الولايات المتحدة حيال المنطقة تثبت بالدليل القاطع عمق العلاقات التي تربط بين النظام السعودي وكيان الاحتلال، والتي باتت خطوات التطبيع بينهما متسارعة وعلى الملأ، وكان آخر ذلك لقاء ابن سلمان نفسه في واشنطن مع من يسمى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، وفق ما كشف رئيس أركان قوات الاحتلال غادي ايزنكوت مؤخراً.
ورداً على تلك الترهات، قال المتحدّث باسم حركة الجهاد داود شهاب: إن الحديث عن “حق الشعب اليهودي بإقامة دولة جهل بالحقائق التاريخية”، واعتبر أن تصريحات ابن سلمان مرفوضة ومدانة، مضيفاً: إن “إسرائيل” كيان غريب مصيره إلى زوال ولا يجب تبرير الاعتراف به، كما أوضح أن مسيرات العودة في غزة هو إعادة إحياء للوعي العربي لحق العودة.
بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة: إن “تصريحات بن سلمان هي عدوان سافر على حقوق الشعب الفلسطيني”، مشيرةً إلى أن “ولي العهد السعودي منح بتصريحاته غطاء لعدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني”.
من جهتها، استنكرت “حركة الصابرين” الفلسطينية تصريحات ابن سلمان الأخيرة، واصفة إياها بــ “الغريبة والمُدانة بكافّة المقاييس الإنسانية والوطنية”، ورأت أن تصريحات بن سلمان “اعتراف واضح بأن أرض فلسطين التاريخية حق للمحتلّين”، مضيفة أنها “دعوة صريحة وعلنية لإقامة علاقات تطبيعية كاملة مع إسرائيل”.
وشددت الحركة على أن ما قاله بن سلمان يُعدًّ بمثابة “اعتداء من قبل السعودية على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة”، معبّرةً عن رفضها وصف المسؤول السعودي حركات المقاومة بالإرهاب وتصنيفه إياها كخطر على المنطقة.
إلى ذلك، أكد أمين عام رابطة الشغيلة في لبنان النائب السابق زاهر الخطيب أن تصريحات ابن سلمان حول حق “إسرائيل” بالعيش فيما سماه “دولة مستقلة” تؤكد تطابق مصالح نظامه مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف: “إن تصريحات ابن سلمان تدل على أنه ليس هناك مشكلة لدى نظام بني سعود في التطبيع والمصالحة مع العدو الصهيوني”، وأشار إلى أن المقاومة الوطنية اللبنانية هي الخيار الوحيد لمواجهة أطماع العدو الإسرائيلي التوسعية الاستيطانية وتهديداته المستمرة للبنان.
في الأثناء،  يواصل الشعب الفلسطيني إحياء فعاليات مسيرة “العودة الكبرى” في قطاع غزة المحاصر للتعبير عن تمسّكه المطلق بحق العودة إلى أرضه وبيوته التي هجّره منها الاحتلال الإسرائيلي، فيما تواصل قوات الاحتلال قمعه وإطلاق النار عليه، ما أدى لاستشهاد شاب فلسطيني، أمس، برصاص قوات الاحتلال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وقالت وزارة الصحة: “إن الشاب أحمد عرفة من سكان دير البلح وسط قطاع غزة أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي إصابة بالغة في صدره ما أدى إلى استشهاده”.
وكان شاب فلسطيني استشهد جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه شمال الضفة الغربية بحجة محاولته تنفيذ عملية دهس.
وأسفرت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال حتى الآن عن استشهاد 18 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1500 آخرين بجروح.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بينهم تلامذة مدارس بحالات اختناق إثر إطلاق قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع تجاههم في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وذكرت مصادر محلية أن العشرات من أهالي حارة أبو سنينة وتلاميذ مدرسة النهضة الأساسية للبنين أصيبوا بحالات اختناق خلال تصديهم لقوات الاحتلال التي اقتحمت الحي وأطلقت الرصاص والغاز السام المسيل للدموع وخلقت حالة من الذعر والتوتر.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً بينهم ثلاثة فتية من بلدة قباطية جنوب جنين وبلدة العيسوية بالقدس المحتلة ومدينة طوباس ومخيم العروب شمال الخليل ورام الله بالضفة الغربية.
وفي تعليق على الإجراءات القمعية التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد المتظاهرين الفلسطينيين، انتقد رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها ازدواجية المعايير التي يعتمدها الغرب إزاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين، وأوضح، “أن “إسرائيل” حليف للغرب وبالتالي بإمكانها أن تقتل العدد الذي تريده، ونفس الأمر يسري على نظام آل سعود الذي تسبب بكارثة إنسانية في اليمن”، وأشار متهكماً إلى أن الأسلحة التي يمتلكها حليفا الغرب وهما الكيان الإسرائيلي ونظام آل سعود يقدمها إليهما من نصّبوا أنفسهم “حماة حقوق الإنسان” في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي!.
البعث-وكالات