الصفحة الاولىصحيفة البعث

روحاني يدعو لوقف التدخل العسكري غير الشرعي بوتين: السوريون يحددون مستقبل بلادهم

 

عشية قمة تجمع رؤساء الدول الضامنة لاتفاق وقف القتال، وفي إطار سعي حلفاء سورية لتفعيل المسار السياسي لحل الأزمة وفق ما فرضته المعادلات الجديدة لمقتضيات الميدان العسكري وخاصة بعد الانتصار الاستراتيجي في الغوطة أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو تتعاون مع العديد من الدول من أجل الحفاظ على وحدة سورية والقضاء على الإرهاب فيها، انطلاقاً من ضرورة مشاركة جميع الأطراف السورية في تحديد مستقبل بلدهم وكل ما يخص حل الأزمة فيه.
وفيما شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن الوجود العسكري الأجنبي في الأراضي السورية دون إذن من الحكومة الشرعية فيها يعتبر تدخلاً غير قانوني ويجب أن يتوقف، أكد اتحاد “فيآراب أمريكا” أن انتصار الغوطة خطوة كبيرة ومهمة على طريق طرد التنظيمات الإرهابية من جميع الأراضي السورية.
وفي التفاصيل، أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كراسوف أن إخراج الإرهابيين من منطقة الغوطة يشكل نجاحاً كبيراً للعمليات العسكرية ضد الإرهاب في سورية، موضحاً أن استكمال العملية بشكل كامل سيعني عودة منطقة سورية أخرى إلى الحياة الطبيعية وتقليل المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، وأشار إلى أن عملية الغوطة وما سبقها تمكننا من القول إن الجهود التي تبذلها الحكومة السورية وروسيا وإيران باتت تؤتي ثمارها.
وفي طهران قال الرئيس الإيراني قبيل توجهه إلى أنقرة للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إن الوجود العسكري الأجنبي في سورية يعتبر مخالفاً للقوانين الدولية إذا كان دون إذن من الحكومة السورية، وشدد على أن التدخل الأجنبي ودعم الإرهابيين لايزال متواصلاً في سورية معتبراً أن تدخلات الكيان الصهيوني في هذا البلد تفاقم الأزمة.
ولفت روحاني إلى أن الاجتماع الثلاثي في تركيا يأتي استمراراً للجهود التي تبذل في أستانا من أجل إنهاء الحرب في سورية وتسوية الأزمة فيها مشدداً على أن الشعب السوري هو وحده من يحدد مستقبل بلده.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه لا ينبغي للدول الأجنبية ولاسيما الغربية التي تعتبر نفسها في الكثير من الأحيان أنها قيمة على شعوب العالم أن تسمح لنفسها بتقرير مستقبل الشعب السوري، وقال ظريف في تصريح للصحفيين لدى وصوله أنقرة أمس إن الأزمة في سورية ينبغي تسويتها سياسياً ومن الشعب السوري نفسه، داعياً الدول الأجنبية إلى تسريع التوصل إلى هذه التسوية.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد رحبت مجدداً بتعزيز الحوار بين كل الأطراف المؤثرة في مسار حل الأزمة في سورية. وأوضح مصدر إيراني مطلع في الخارجية الإيرانية أن مشاركة أي عضو جديد في الاجتماعات المعنية بمسار أستانا من الضروري أن تتم مع الأخذ بالاعتبار كل جوانب الموضوع وأن تأتي على أساس موافقة الدول الثلاث الضامنة، وأوضح أن مسار أستانا حاول منذ البداية أن يوظف الآليات الموجودة كافة للحد من التوترات وتمهيد الأرضية اللازمة لإرساء السلام المستديم في سورية مشدداً على أن إيران ترحب بكل الرؤى التي تؤدي إلى تعزيز كفاءة هذا المسار لحل الأزمة في سورية.
وفي سياق متصل أكد اتحاد الجاليات العربية في أمريكا اللاتينية “فيآراب أمريكا” أن الانتصار الجديد الذي حققه الجيش العربي السوري على الإرهاب في الغوطة الشرقية لدمشق يشكل خطوة كبيرة ومهمة على طريق طرد التنظيمات الإرهابية من جميع الأراضي السورية. وقال الاتحاد في رسالة تهنئة إلى سورية وجيشها تسلمتها السفارة السورية في كوبا أمس إن صمود الشعب السوري وقيادته وقواته المسلحة بمساعدة الحلفاء أعطى مثالاً للعالم بالنضال البطولي دفاعاً عن حرية واستقلال وسيادة الدول في مواجهة الحرب العدوانية الظالمة وغير الأخلاقية التي فُرضت على سورية منذ أكثر من 7 سنوات، وأشار إلى أن عملية إعادة إعمار ما خربه الإرهاب في سورية ستحظى بتضامن ودعم المجتمع الدولي بعد الانتصارات العسكرية والسياسية التي حققتها سورية.