تحقيقاتصحيفة البعث

فوضى الأجور تجتاح القطاع الطبي في طرطوس.. ومنافسة غير متكافئة  بين الأطباء

لطالما اشتهرت مدينة طرطوس بنسبة التعليم العالية فيها، فليس غريباً عنها وجود وفرة في عدد الأطباء، وانتشار ظاهرة الترف الصحي في المحافظة، حيث بلغ عدد الأطباء المسجلين بفرع النقابة في طرطوس /2600/طبيب، موزعين على أرض المحافظة في الاختصاصات كافة، أي بنسبة طبيب لكل 400 مواطن، كما بلغ عدد أطباء الأسنان المسجلين في نقابة أطباء الأسنان حوالي /1700/ طبيب حتى تاريخه، منهم/1400/طبيب مزاول للمهنة في المحافظة، بالإضافة لـ/150/ طبيباً وافداً، وهذا عدد كبير نسبياً- طبيب لكل 700 مواطن.

وبيّن د. رفيق محسن، نقيب الأطباء في طرطوس، وجود ترف صحي في المحافظة، زاد الأمر نزوح عدد كبير من الأطباء من المحافظات، وأشار محسن أن الأمر يحمل في طياته الناحية الإيجابية والسلبية معاً، وبالإطار العام خيارات المواطن واسعة باختيار الطبيب الذي يريد الذهاب إليه، ولكن ممارسة المهنة عندما يكون سوق العمل سيئاً تظهر المنافسة وبعض الثغرات والعيوب بسبب نقص دخل الطبيب، وعندما يكثر عدد الأطباء تصبح حصة الطبيب منخفضة، وهناك قسم كبير من الأطباء يعملون بشكل جيد، وقسم آخر بشكل قليل، فالتوزيع غير عادل.

ولفت محسن إلى أن العمل النقابي له شقان: دعم الطبيب والدفاع عنه ضمن إطار التنظيم والقانون، وبالوقت نفسه مراقبة عمله وتصويبه، ويتم توزيع عقود الصندوق المشترك على الأطباء بحيث يراعى الأطباء الأقل دخلاً وظروفهم المادية سيئة، ويتم تنظيم عقود معهم.

أما عن التعرفة الطبية، فأوضح نقيب الأطباء أن هناك فوضى في الأسعار في هذه الناحية، مبيناً أن التعرفة الطبية تصدر بقرار من وزير الصحة بعد الاتفاق عليها بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء، وآخر تعديل قانون شمل التعرفة كان عام 2004 بالقرار 79/ت، لافتاً إلى أن كل شيء تغيّر بعد الأزمة، وتضاعفت أسعار الأدوية والمستهلكات الطبية عشرة أمثال، وبقيت التعرفة الطبية الشيء الوحيد الذي لم يعدل،  حيث كانت التعرفة في 2004 /700/ ل.س، وبما أنها لم تعدل أصبح هناك فوضى من المخالفات، ومعظم الأطباء يخالفون التعرفة القديمة، وأضاف إلى أنه حاولت النقابة في سورية، بمؤتمرها الأخير، تعديل التعرفة الطبية بحيث تكون منصفة إلى حد ما للمواطن والطبيب، ولتستطيع الجهات الوصائية ضبط المخالفات بعد ذلك، واتخذ المؤتمر العام قراراً بتعديل التعرفة، لكن لم تتم المصادقة عليها من قبل وزارة الصحة، ولفت د. رفيق محسن أن تعديل تعرفة الصندوق المشترك والتأمين هي لإنصاف المريض قبل أن يكون إنصافاً للطبيب لكي لا يدفع المريض الفروق من حسابه الخاص، وكذلك الأمر بالنسبة لبطاقات التأمين الصحي، وكل ذلك يحتاج إلى قرار من الجهات الوصائية للتعديل، وبيّن محسن أن النقابة لا تستطيع التعامل مع الشكاوى التي ترد إلى النقابة إلا حسب القوانين والأنظمة، وأغلب الشكاوى التي وردت إلى النقابة تم حلها ودياً بين الطبيب والمريض.

ازدواجية

وفي المجال العلمي لفت محسن أنه يتم إعداد المؤتمر العلمي لنقابة أطباء طرطوس، واستضافة العديد من الندوات العلمية والمؤتمرات للمساهمة في رفع سوية الطبيب العلمية، كما يتم العمل على حماية الطبيب من أخطاء المهنة، لأنه حتى الآن لا يوجد شركة تأمين في سورية تتصدى لهذا الموضوع، والعمل على تفريغ الأطباء في القطاعين العام والخاص لإنجاز أعمال الطبيب بسهولة ودقة أكبر، وعدم الازدواجية بين العملين، لأن ذلك يسبب الكثير من المشاكل.

كما بيّن د.يوسف غانم، نقيب أطباء الأسنان في طرطوس، أن المشكلة الأساسية التي تواجه عمل أطباء الأسنان هي مشكلة التعرفة السنية التي لم تتغير منذ 5 سنوات، وكانت وقت صدورها لا تلبي الحد الأدنى من المطلوب، خاصة وأن 99% من المستلزمات الطبية التي يستخدمها طبيب الأسنان مستوردة، وبالتالي ارتفعت من 10-20 ضعفاً مع بقاء التسعيرة على وضعها الحالي، ما جعل هناك فوضى في الأسعار، مؤكداً أن حل الموضوع بوضع تسعيرة تلبي الحد الأدنى من المطلوب، وبالتالي يكون دور النقابة في مراقبة الأسعار فعالاً، وتستطيع أن تلزم فيها أطباء الأسنان، وأضاف: إن النقابة تنظر بأية شكوى مقدمة لها من خلال مجلس النقابة أو المجلس المسلكي، ويتم حل المشكلة ودياً في أغلب الأحيان.

ولفت غانم أن طبيب الأسنان يعاني من غلاء مواد العمل، واحتكارها من قبل التجار، كما تعاني محافظة طرطوس من قلة الاختصاصيين في مجال طب الأسنان، وتبلغ نسبتهم 8 % فقط، وهو عدد قليل، لذلك هناك مطالبات دائمة لوزارة الصحة ووزارة التعليم بزيادة نسبة المقبولين بالاختصاص، كما أحدثت النقابة المركزية المركز التخصصي، ويستوعب عدداً  لابأس من أطباء الأسنان، ويتم السعي لافتتاح فرع له في طرطوس قد يحل جزءاً من المشكلة، بالإضافة إلى وجود مشكلة لدى الأطباء في خدمة الريف بسبب الأعداد الكبيرة من أطباء الأسنان، وصعوبة إيجاد مناطق شاغرة، وتمت المطالبة بتعديل شروط القانون ليلائم كل محافظة على حدة أو إلغاءه.

رشا سليمان