صحيفة البعثمحليات

محصولا القمح والشعير في خطر الجـــراد والســـونة يهـــددان الموســـم وغيــاب الريــات الإســـعافية يفاقم الموقـــف

حماة– محمد فرحة

يخشى المزارعون من خطورة حشرتي الجراد والسونة التي تهدد المحاصيل الشتوية والصيفية مع اتساع رقعة وجودهما في منطقة سهل الغاب وبلدة دير شميل؛ ما دعا هيئة تطوير الغاب لأن تتخذ المزيد من الخطوات لمراقبة الوضع، وخاصة حشرة السونة التي تصيب محصول القمح و ما زالت.

ووفقاً لما طرحه المزارعون في مؤتمر رابطة مصياف الفلاحية فإن المحاصيل ليست في مأمن من الإصابة وخاصة السونة ما لم يتم مراقبة الوضع والتقصي المستمر لها، أما حشرة الجراد فهي توجد بشكل ملحوظ في بلدة دير شميل، لكن لا خوف على المحاصيل الشتوية منها، إنما قد يكون تأثيرها على الصيفية منها، وإذا اقتضى الأمر للتدخل والكلام لمدير عام هيئة تطوير الغاب سنتدخل فوراً بعملية مكافحة محدودة كي لا يكون هناك تأثير على الأعداء الحيوية الأخرى. مشيراً إلى أن الوضع العام مازال في حده الممكن، أي دون العتبة المسموح بها، لكن هذا لا يعني النوم في العسل إذ يجب أن نكون حاضرين ومتابعين لكل تطور قد يحدث لجهة ارتفاع نسبة الإصابة بحشرة السونة الخطيرة جداً على محصولي القمح والشعير الاستراتيجيين.

هذا ما يتعلق بالحشرات التي تهدد المحاصيل الزراعية، أما ما يتعلق بمطالبة الفلاحين بإطلاق المياه في شبكات الري لسقاية المحاصيل الشتوية كالقمح والشعير فأوضح مدير عام هيئة تطوير الغاب في سياق رده على مطالب المزارعين فقد تفاءل بالمنخفض الجوي الحالي الذي يحمل  الأمطار الكافية لتكون المحاصيل قد شربت وهو المطلوب، وفي حال قلة الأمطار ستطلق المياه وبالكميات المتاحة وهذا مخيف؛ فالمتاح مائياً بحدود عشرة ملايين متر مكعب فقط في حين قد نحتاج من ريتين إلى ثلاثة كمية كل واحدة منها تراوح ما بين الـ 30 و 35 مليون متر مكعب رغم العجز المائي الكبير والشديد لدينا، مطالباً بعقلنة وحسن استخدام المياه حتى إن كان بالقطارة نظراً لندرتها وصعوبة تأمينها صيفاً.

كما طرح عدد من المزارعين في مجال الجمعيات الفلاحية تراجع زراعة محصولي القمح والشوندر والقطن الذي لم يعد موجوداً على الخارطة الزراعية في مجال سهل الغاب، والسبب حاجته الماسة والشديدة للمياه، وهذا غير متاح بسبب الجفاف والاحتباس الحراري، فضلاً عن تدني التسعيرة التي ما زالت التكلفة أكبر منها، فطن الشوندر يباع بـ 25 ألف ليرة وهو يكلف حوالي الثلاثين ليرة رغم أنه محصول اجتماعي واقتصادي هام يسهم في تشغيل الآلاف من اليد العاملة وفقاً لما ذكره رؤساء الجمعيات الفلاحية في كل من ديمو وكنفو وجب رمله وغيرها.

وأضاف رؤساء الجمعيات الفلاحية في مداخلاتهم أن الاهتمام بالثروة الحيوانية ما زال دون المستوى المطلوب، وكذلك ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات كلها عوامل أسهمت إلى حد كبير في تراجع العاملين في القطاع الزراعي ما أدى إلى توقيف شركة سكر تل سلحب للعام الرابع على التوالي، وكذلك عبر تشجيع وتسويق محصول البصل لشركة بصل سلمية؛ ما دفع المزارعين إلى التوقف عن زراعة هذا المحصول.

لكن أجرأ ما طرح اتهام رئيس جمعية البيرة العاملين في الزراعة بالتواطؤ مع تجار الحطب، وإغماض العيون عنهم بل تسهيل مرورهم عند تحميل الحطب لبيعه، ما دعا مدير زراعة حماة المهندس عبد المنعم الصباغ لأن يطلب بفتح تحقيق بذلك، وإن ثبت صحة هذا الكلام سيكون هناك حساب عسير لمن يثبت تورطه، وبغير ذلك يبقى هذا الكلام بعيداً عن الواقع. كما طالب الحضور بضرورة نقل مكب قمامة مصياف من وسط الغابات الذي يسبب سنوياً لها المزيد من الحرائق والممتلكات الزراعية الخاصة. والسؤال أين مخبر المكافحة الحيوية الذي كان يوماً ما كل الأحاديث تدور عنه وحوله؟!