الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مؤتمر الفنانين التشكيليين

أكسم طلاع

في بداية دورة المكتب التنفيذي الجديد عام 2016 وبعد المؤتمر الانتخابي ذو الطابع الترميمي وشد الأحزمة بحكم الظروف غير العادية، كتبنا حينها أن كل فعل محكوم بالنتائج، وكان الرهان في حينها على توفر الإرادة عند الجميع في تحقيق تغيير واضح في دور الاتحاد، بما يقدمه من فعل نقابي بخصوص مصلحة الفنان التشكيلي، وفي دور الاتحاد الاجتماعي والثقافي الوطني، خاصة في ظروف أضحت تهدد الوطن والشعب والهوية الثقافية والحضارية، واليوم أمام المؤتمر السنوي الذي يفترض أن يعقد بشكل دوري كل عام وبعد غياب، التقى ممثلو فروع الاتحاد ومكتبهم التنفيذي لتقييم  وتجاوز التقصير، وتعزيز الفعل النقابي في اتحادهم الذي أطلق عليه البعض من قبل صفة العطالة والعبء على الفنان، وذهب الآخرون إلى القول: “إن هذا الاتحاد أشبه بالميت لا ينقصه إلا ورقة “النعوة” لأنه لم يقدم أي خدمة ملموسة لأي فنان خلال سنوات طويلة سابقة بل ما على الفنان إلا دفع الاشتراك والحصول على البطاقة النقابية..”.

واليوم في حساب الورقة والقلم وبالأرقام نذكر بعضا من التقارير المقدمة للمؤتمر، ومنها التقرير المالي الذي بيّن العجز الذي كان منذ سنوات وكيف استطاع خلال هذه الدورة تجاوز ذلك وتحقيق مكاسب جديدة يبنى عليها، تعزيزا لدور الاتحاد والفنان التشكيلي، فقد تحقق صندوق تقاعد الفنانين التشكيليين وبلغ رصيده 32500000 ل.س منها 27 مليون وديعة استثمارية, وفيما أكثر من 4 ملايين ليرة مبلغا مدورا في صندوق المساعدة الفورية، وحاليا نجد 9 فروع من فروع الاتحاد لديها وفرة مالية و4 فروع مطابقة لإيراداتها ما عدا فرع حلب حيث يعمل المكتب التنفيذي على تجاوز ذلك خلال هذا العام، مما يعني أن الاتحاد الذي كان يعجز عن تسديد فواتير الماء والكهرباء وينتظر مساعدة وزارة الثقافة، فيما بعد ولسنوات أصبح لديه ما يمكنه من تقديم العديد من الخدمات النقابية المأمولة، ويسعى إلى أكثر من ذلك حسب الإمكانيات.

وجدير بالإشارة أن الوضع التنظيمي المنضبط من خلال مكاتب الفروع ومتابعة المكتب التنفيذي بشكل يومي، والعمل على إنجاز الجمعيات المتخصصة مثل جمعية العمارة الداخلية وجمعية النقاد والباحثين التشكيليين التي أنجزت لوائحها الداخلية الناظمة لعملها وبنائها الداخلي، كهيئة ذات شخصية وخصوصية ضمن عائلة الاتحاد الكبيرة، والسعي الآن نحو تشكيل بقية الجمعيات في مجال التصوير الزيتي والإعلان والخزف والنحت، كل ذلك يصب في مصلحة الفنان التشكيلي وتحقيق التكامل والتعاون في مجال الاختصاص، بهدف توظيفها في خدمة المجتمع السوري ونسيجه البيئي والفني والاجتماعي تحقيقا لدور الاتحاد.

ومن المكتسبات الجديدة المتأخرة أيضا العمل على  بناء قاعدة بيانات الكترونية خاصة بالاتحاد تعنى بالأرشفة والبحوث التشكيلية، وفهرس لكافة أعضاء الاتحاد وأنشطتهم من خلال الموقع الالكتروني الذي تم إطلاقه منذ أشهر في مسعى طموح إلى تحويله لمركز إعلام تشكيلي وتوثيقي ذو مصداقية ومتخصص، تفتقد له الكثير من الاتحادات التشكيلية العربية.

هذه الجوانب التي ذكرت قبلا لا تغفلنا عن تثمين الدور الوطني والهام الذي لعبه الفنانون التشكيليون من خلال اتحادهم، في الوقوف خلال السنوات المنصرمة من  الدفاع عن الوجه الحضاري لسورية المقاومة والمنتصرة أمام أقبح أدوات الحرب والإرهاب، بالتأكيد على أن سورية هي الجميلة والعصية أمام موجات الظلام وخفافيش الجهل وأعداء الجمال، فالفنان التشكيلي وثقافة الحياة التي توفرت بعزيمة وإيمان الشعب السوري المبدع هي المعين للجندي الذي حقق هذا النصر المبين، وجعل من نيسان ربيعا حقيقيا وجليا في لوحات الفنانين السوريين،لا كما رسم له الآخرون في دوائر حقدهم وتآمرهم التي لن يحصدوا سوى الهزيمة والخيبة.