الصفحة الاولىصحيفة البعث

عشية “جمعة الكاوتشوك”.. العدو يهدد بضرب عمق غزة

 

 

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها إلى قواتها في الثلاثين من آذار المنصرم بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال وزير الحرب في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان: “سيكون هناك رد فعل من أقسى نوع كما حدث الأسبوع الفائت في حال حصول مظاهرات يوم غد (اليوم) في قطاع غزة”، فيما قال الناطق باسم قوات الاحتلال، رونين مانليس، “إنه سيتم الرد في عمق قطاع غزة للحيلولة دون تحوّل هذه الاحتجاجات إلى مظاهرات أسبوعية”.
وتأتي هذه التهديدات من سلطات الاحتلال فيما يستعد الفلسطينيون لجولة جديدة من تحرّكاتهم التي بدأت يوم الجمعة الماضي ضمن مسيرة العودة الكبرى على طول الخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.
يذكر أن استخدام الاحتلال الرصاص الحى والمتفجر لقمع مسيرات العودة الكبرى التى انطلقت في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي إحياء ليوم الأرض أسفر عن استشهاد 19 فلسطينياً وجرح أكثر من 1400، جراح عدد كبير منهم بليغة.
وقام الشبان الفلسطينيون بجمع عدد كبير من إطارات السيارات لإشعالها خلال تظاهرات اليوم، التي أطلقوا عليها اسم “جمعة الكاوتشوك “الإطارات”. كما قاموا بجمع مرايا للتشويش على القناصين الإسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود.
يأتي ذلك فيما استشهد فلسطيني جراء غارة شنتها طائرة لقوات الاحتلال شرق مدينة غزة، وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة: “إن طواقم الإسعاف انتشلت جثمان شهيد بعيد استهدافه بصاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية شرق المدينة”، كما استشهد الشاب شادي حمدان الكاشف البالغ من العمر 34 عاماً متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال يوم الجمعة الماضي شرق مدينة رفح.
وكان الكاشف أصيب بجروح خطيرة خلال اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة العودة الكبرى التي نظمت عند الشريط الحدودي شرق مدينة غزة تزامناً مع إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض.
وباستشهاد الشابين يرتفع عدد الشهداء منذ يوم الجمعة الماضي في القطاع إلى 20 شهيداً، إضافة إلى إصابة أكثر من 1400 آخرين.
في الأثناء، أعلنت مصادر طبية إصابة ثلاثة صيادين برصاص بحرية الاحتلال قبالة بحر مدينة غزة، مشيرة إلى أنه تمّ نقل المصابين إلى المشفى لتلقي العلاج.
وتواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها على قطاع غزة بالتوازي مع استمرار الحصار الذي تفرضه عليه منذ أكثر من عشر سنوات.
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان فلسطينيين، وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال اعتقلت شاباً بعد اقتحام مدينة جنين ومداهمة بناء سكني في حي البساتين وخلع أبوابه، كما اعتقلت شابين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في قرية دير أبو ضعيف في جنين بالضفة الغربية.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الأربعاء 10 فلسطينيين خلال حملات اقتحام ودهم شملت مناطق عدة في الضفة الغربية.
وصعّد المستوطنون من اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، تحت حراسة مشددة من عناصر الوحدات الخاصة في قوات الاحتلال، وقاموا بجولات استفزازية في باحاته، وسط حالة من التوتر الشديد، فيما فرضت سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة، والمسجد الأقصى، ونشرت العشرات من عناصر الشرطة وحرس الحدود، وأوقفت عدداً من الشبان، واعتقلت شابين في منطقة باب العامود، وآخر في شارع صلاح الدين.
وبالتوازي، وجّهت الفصائل الفلسطينية انتقادات شديدة اللهجة إلى ولي عهد النظام السعودي الأمير محمد بن سلمان، على خلفية تصريح صحفي تحدّث فيه حول ما سماه “حق إسرائيل بالعيش في دولة مستقلة”، وقالت: “إلى كل من يخاطب الأمريكان والصهاينة الغاصبين بعبارات ملتبسة أو بتنازلات، يحسبونها هينة، ابتغاء مرضاتهم هم واهمون”، ووصفت التطبيع بجرثومة خطيرة، مضيفة: إن الفلسطينيين قادرون على إحباط جميع المؤامرات الموجهة ضدهم، وأكدت أن تصريحات ابن سلمان جاءت في إطار مخطط خطير يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتعبيد الطريق لإقامة علاقات علنية وتطبيع كامل بين الدول العربية والعدو الصهيوني، وشددت على أن النظام السعودي يسعى إلى تشتيت الموقف العربي والإسلامي الداعم للقضية الفلسطينية، واصفة تصريحات ابن سلمان بـ”خنجر مسموم في الموقف العربي والإسلامي تجاه قضية فلسطين، ستكون لها انعكاسات خطيرة للغاية”.
وأعربت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”حركة الجهاد” عن إدانتهما أيضاً لهرطقات بن سلمان، وذكر عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الشعبية” ومسؤول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر أن ما جاء على لسان ولي عهد النظام السعودي يكشف “الدور الخبيث” الذي تؤديه الرياض في ضرب الاستقرار الإقليمي خدمة للأهداف الأمريكية والإسرائيلية، وكذلك “الدور الوظيفي الجديد” لابن سلمان نفسه كعراب لـ”صفقة القرن” الأمريكية التي تستهدف الحقوق والثوابت الأساسية للشعب الفلسطيني.
من جانبه، أشار مسؤول المكتب الإعلامي لـ”الجهاد” داوود شهاب للصحفيين إلى أن تصريحات ابن سلمان مستنكرة ومرفوضة، واصفاً إياها بانحدار وتهافت خطير لإرضاء الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على حساب حقوق الفلسطينيين.
يشار إلى أن السلطة الفلسطينية لم تصدر حتى الآن أي تعليق على تصريحات ابن سلمان، والتي أقرّ فيها بوجود “مصالح مشتركة” بين نظامه وكيان العدو، إضافة إلى الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي.
وكالات