الصفحة الاولىصحيفة البعث

في صفعة للإدارة الأمريكية.. روسيا والصين وأوروبا ترفض تعديل الاتفاق النووي

 

شكّك وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أمس، بمدى أهلية الولايات المتحدة للالتزام بالعهود والمواثيق والاتفاقات الدولية، معتبراً أن التعهدات الأمريكية تثير الكثير من الأسئلة، فيما أعلن مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في واشنطن: أن أوروبا لا توافق على طلب أمريكا تغيير وتعديل الاتفاق النووي مع إيران، أو إدخال اتفاق إضافي عليه.
وقال لافروف، في كلمة ألقاها أمس، أمام مؤتمر حول الأمن الدولي والمنعقد حالياً في موسكو: “إن أهلية الولايات المتحدة للتفاوض والالتزام بالعهود والاتفاقات أمر يثير المزيد من الأسئلة والشكوك، خصوصاً على خلفية محاولاتها إسقاط الاتفاقيات الدولية الرئيسية، مثل خطة العمل المشتركة الشاملة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وقرارات الأمم المتحدة حول الشرق الأوسط، واتفاقية باريس للمناخ ، والمبادئ الأساسية لمنظمة التجارة العالمية”، ولاحظ قائلاً: “هناك اتجاه نحو التحريفية في الشؤون العالمية”.
وشدد لافروف على أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول فرض هيمنتها أحادية الجانب في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى للحفاظ على حالة الفوضى في العالم، وأضاف: “إن التطورات الحالية في العالم معقدة والمشكلة المفصلية تتجلى في العقوبات والخطوات أحادية الجانب من قبل الغرب الذي يقوض ويزعزع الاستقرار في العالم”.
وتسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب لتضرب بعرض الحائط الكثير من الاتفاقات الدولية التي تمّ التوصل إليها بعد مفاوضات شاقة وماراثونية، فبعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ الموقّع عليها من قبل غالبية دول العالم، يهدد الرئيس الأمريكي بالانسحاب، بقرار أحادي منفرد، من الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعت عليه الدول الست الكبرى في العالم، بما في ذلك بلاده، كما إنه يخل يومياً بمبادئ منظمة التجارة الدولية عن طريق فرض المزيد من الرسوم والضرائب على الواردات بشكل يعيق التجارة الدولية إلى حد كبير، هذا عدا عن تراجع واشنطن عن كل تعهداتها في ما يخص تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ووضعها مسألة حل الدولتين على كف عفريت، بعد اعترافها بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني وقرارها بنقل سفارتها إليها.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي أن الإدارة الأمريكية تتخذ خطوات انتقامية على الصعيد الدولي وتقوم بتحريف كل الاتفاقات الجوهرية التي تمّ التوصل إليها دولياً وأغلبيتها في مجلس الأمن، وأعلن أن موسكو وبكين تعارضان محاولات تعديل بنود الاتفاق النووي، لأن هذا الأمر لا يتوافق مع أحكام قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي اعتمد في تموز 2015، ويؤيد تماماً الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، مشيراً إلى أن هذه المحاولات يمكن أن تقوض الجهود الدولية الطويلة في هذا الاتجاه.
إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في واشنطن، رداً على سؤال حول كيفية رؤية الدول الأوروبية للبيانات الأمريكية الداعية لصياغة اتفاقية إضافية لخطة العمل الشاملة المشتركة: “هذا ليس موقف أوروبا”.
وتتفاوض في الوقت الحالي، الولايات المتحدة و”الترويكا الأوروبية” (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في إطار مجموعة العمل التي أنشئت حديثاً لمناقشة الاتفاق النووي. وقال المصدر الأوروبي: “نحن نناقش ليس اتفاقاً إضافياً، ولكن القضايا التي تتجاوز إطار خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وصفت في وقت سابق مجموعة العمل هذه بأنها “الفرصة الأخيرة” للحفاظ على الاتفاق، وإذا رفض الحلفاء الأوروبيون العمل مع واشنطن بشأن الاتفاق مع إيران، فإن الولايات المتحدة لن تمدد بعد ذلك نظام رفع العقوبات عن طهران، وشددت على أنه “إذا قرر الرئيس في أي وقت أن الاتفاق غير قابل للتحقيق، فإن الولايات المتحدة ستنسحب من الصفقة على الفور”، حسب تعبيرها.
ووقّعت إيران و”السداسية” الدولية (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا)، يوم 14 تموز من عام 2015 على اتفاق تاريخي بشأن البرنامج النووي الإيراني على المدى الطويل. واعتمدت خطة عمل شاملة مشتركة، يؤدي تنفيذها لرفع العقوبات الاقتصادية والعقوبات المالية التي فرضت سابقاً على إيران.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي أن إيران باستطاعتها حقن الغاز في أجهزة الطرد المركزي في منشأة فردو وتشغيلها لبدء التخصيب بنسبة 20 بالمئة خلال أربعة أيام، وأضاف: “واجبنا في منظمة الطاقة الذرية الاستعداد لاستئناف العمل تحسباً لأي تطوّر فيما يخص الاتفاق النووي”، وأشار الى أن بلاده ستشهد انجازات ملحوظة هذا العام عبر صناعة ثلاثة أنواع من اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في انتاج اللقاحات وصناعة أدوية جديدة، موضحاً أنه سيتم تزويد شركة النفط بجهاز للطرد المركزي العام الجاري يستخدم في عملية حفر الآبار، وتابع: سيجري خلال العام الجاري البدء بتنفيذ مشروع اول مشفى نووي، ونأمل أن يجري تدشين هذا المشروع في غضون ثلاث الى أربع سنوات.
وكالات