أخبارصحيفة البعث

الرفيق يوسف أحمد عضو القيادة القطرية- رئيس مكتب التنظيم لـ “البعث”: نحن أبناء حزب لا يفاوض على مبادئه ولا يفرّط بالثوابت

دمشق- البعث:

قال الرفيق يوسف أحمد: إن الحزب استعاد من خلال الحراك التنظيمي الجديد الكثير من حيويته، وأوضح عضو القيادة القطرية- رئيس مكتب التنظيم، في مقابلة مع البعث بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس الحزب، بأن البعث اختار طريق العقل والعلم وسيلة لتحقيق التقدم، وأن التحدي الذي نواجهه هو تحد متعدد ومتشعّب الجوانب والوسائل، وأكد الرفيق أحمد أن وحدة الحزب التنظيمية أصبحت واقعاً قائماً، وأن قيمة المسألة التنظيمية في حزبنا هي في مدى قدرتها على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها العمل والممارسة، مشدّداً على أننا حزب لا يفاوض على مبادئه، ولا يفرّط بالثوابت، ويتحرك مع المتغيرات.. هنا نص المقابلة:

< رغم الظروف غير العادية التي تعيشها سورية بسبب العدوان الشرس عليها منذ عام 2011، شهد حزب البعث العربي الاشتراكي حراكاً تنظيمياً لافتاً أعاد للحزب الكثير من حيويته وأسهم في تفعيل دوره السياسي والاجتماعي، ما هي أبرز معالم هذا الحراك؟.

<< مرّ حزبنا بأوقات صعبة جداً منذ ما قبل الحرب الكونية على سورية حتى منتصف عام 2013 حيث تم :

أولاً- العمل بسياسات تنظيمية اعتمدت على التنسيب الكمي، الأمر الذي أدى إلى تحولات نوعية أضرت بالحزب، وهذا كان قبل بدء المؤامرة التي اصطلح على تسميتها بالربيع العربي.

ثانياً- مع بدء الحرب تم اعتماد سياسات تم من خلالها تهميش العمل التنظيمي وتسطيحه وتركه للمصادفات، وباعتبار أن السياسات الدولية والعربية والإقليمية التابعة كانت تستهدف سورية وتحاول تدميرها بتدخلات قوى غربية وإقليمية واهمة بذكريات الماضي، واعتبرت نفسها قادرة بوقائع الحاضر، فتم للأسف نسيان الواقع، والجري وراء الخيال، فوقف الحزب بين ماض لا يريد أن يذهب ومستقبل لا يريد أن يجيء، وحصدنا من كل ذلك وضعاً حزبياً لم نكن نحسد عليه.

في منتصف عام 2013 حصل تغيير كامل في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، حيث رأت القيادة القطرية الجديدة أن من حقها وواجبها مراجعة جميع التجارب والسياسات التنظيمية التي أوصلت الحزب إلى ما وصل إليه، فوضعت خطط عمل تنظيمية جديدة أدت إلى حراك جديد في الحزب بدأ يتصاعد إلى أن وصلنا اليوم إلى ما نحن عليه من استقرار حزبي وحراك تنظيمي استعاد من خلاله الحزب الكثير من حيويته، وأسهم في تفعيل دوره السياسي والاجتماعي، وكانت خطتنا يومها تعتمد على أسس مدروسة ومناقشة بدقة.

 الحزب استعاد من

خلال الحراك

التنظيمي الجديد

الكثير من حيويته

 

1- شد البنية التنظيمية.

والمقصود هو معالجة معطيات الواقع الحزبي التنظيمي واستدراك حل إشكالياته استطراداً نحو الانتقال إلى ما يجب أن يكون عليه هذا الواقع.

2- عملية إعادة تثبيت العضوية.

وهي الوسيلة أو أسلوب العمل الذي اتبعناه بهدف الحصول على الرقم النضالي الصحيح من الرقم المتورم وتكريس الرقم التنظيمي الحقيقي فهماً وإدراكاً ووعياً واستيعاباً للنهوض بكادرنا الحزبي وإعادة تأهيله كي يتعامل مع الحاضر بأفاق المستقبل وعناوينه ومصطلحاته ومتطلباته.

3- سياسة المؤتمرات التي اتبعناها وأهمية مراجعة تجاربنا عبر هذه المؤتمرات ومراجعاتنا كانت حساباً يجمع ويطرح، وهو في النهاية يضيف منجزات أو يضيف خبرات أصبح تراكمها أرصدة وفرت لنا الطمأنينة عندما كنا نحتاجها في حاضرنا وفي غدنا أيضاً.

4- إننا بوحدات عملنا نجهد منذ بضعة سنين في الحزب للخروج من زمن يمضي بأدوات لا تصلح لاستقبال المستقبل.

وإذا كان لنا أن نستحضر من عبر الماضي فإنما نحاول أن نروض تحديات الحاضر لنملك عنان المستقبل ونطوّع تحدياته.

وعملنا في كل عام في مثل هذه الأيام الهاربة من مفكرة الشتاء المترامية على اعتاب الربيع كنا فيها نخف إلى مؤتمرات حزبنا على مستوى الشعب أولاً وعلى مستوى الفروع تالياً نخف إليها بهمومنا واهتماماتنا، وتبقى سلالنا ملأى من حَبّهما وحُبّهما.. منذ صحح لنا منذ خمس سنوات.. اختلاف المفارق وبدد ضباب المشارق ونهض بالأمر على غرة الأحداث الدامية بطل في هذا الزمان وقائد في هذا المكان ومنقذ في هذا العصر العربي الصعب الرئيس بشار الأسد الرفيق الأمين القطري للحزب.

وحدة الحزب التنظيمية أصبحت واقعاً قائماً.. وقيمة المسألة التنظيمية هي في مدى قدرتها على الإجابة عن الأسئلة التي تطرحها الممارسة

 

ولسنا بصدد الادعاء أن عملنا من حضور اجتماعات الشعب الحزبية، وكذلك الفروع على امتداد ساحات الوطن حقق لنا هذا الإنجاز لكنه أدى دوره كحلقة استكملنا بها مفاصل كثيرة وطمعنا وطموحنا مشروعان لتثبيت خطواتنا على آخر سلم تفعيل عمل الحزب وترسيخ سياساته التي نستشرف منها ضوء شمس ملقى على مستقبل الحزب.

هكذا نسير على متن هذا الزمن نتلقف بعض الجديد من مبتكرات فكر العصر ومفرزات آلته لنبقى ضمن دائرة التوتر والاهتمام.

< تشكل الوحدة التنظيمية العمود الفقري لقوة الحزب وعمق تأثيره في الدولة والمجتمع كيف استطاع الحزب المحافظة على هذه الوحدة رغم الصعوبات المختلفة التي واجهها؟

<< إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي ومن خلال خطط وأعمال القيادة القطرية كنا نعمل خلال هذه السنوات الخمس الماضية على وضع النقاط المبعثرة على الحروف الثابتة والحلول المجدية للمشكلات المستعصية وتوفير الإمكانات المتاحة للحاجات المتنوعة وعلى مضاعفة شعورنا بعظم مسؤولياتنا الراهنة التي تفرض علينا تحقيق أهداف مباشرة لحزبنا ومؤسساته والمنظمات والنقابات التي كان عليها أن تستجيب لأقصى ما في توجهات شعبنا من آمال معقودة على مناضلي الحزب بقواعده وقياداته.

إننا في حزبنا اخترنا طريقنا طريق اعتماد العقل والعلم وسيلة لتحقيق التقدم وتحييد إشكالات الحاضر ودخول المستقبل من أعرض أبوابه.. وأعرضها هو باب النصر ندخله في زخم من العزيمة والإيمان والثقة بأن المسيرة التي تحتوينا بقيادة الرفيق الأمين القطري للحزب رئيس الجمهورية تتحرك في الاتجاه الساطع الذي ما انفك يرسمه ويعيد تصحيح مساره.

ونحن ندرك أن التحدي الذي نواجهه هو تحد متعدد ومتشعب الجوانب والوسائل، وقد أصبح الزمن باستثماره أو تبديده مقياساً للربح والخسارة للنجاح والفشل بل مقياساً للوجود القومي أو فقدان هذا الوجود.

وإذا كنا ندعو للتكامل والتضامن والتوحيد فإن هذه الدعوة نفقد فرصها إذا لم تترجم إلى فعل شامل وتقدم محسوس والانتقال مما تحقق إلى ما يجب أن يتحقق وإن الوقت الذي يتبدد لا يستعاد.

وإيماناً من قيادة الحزب بهذه المعاني ونتيجة للعمل الدؤوب خلال السنوات الماضية نرى أن وحدة الحزب التنظيمية أصبحت عملاً قائماً لا كلاماً مقالاً أو مكتوباً وأن الوحدة الفكرية في الحزب واقعاً ملموساً لا هدفاً منشوداً وأن خططنا الحزبية هي خطة متكاملة تجعل الحزب عائلة واحدة لها وجودها ووزنها وأثرها في الوطن السوري، وأن لدينا من أدبياتنا السياسية والاقتصادية والفكرية رصيداً كبيراً يوفر لنا الدراسات والتحليلات والاقتراحات والخيارات التي يتطلبها أي تطوير شامل متكامل الجوانب لأعمالنا المختلفة.

< بالنظر إلى تاريخ الأحزاب العربية، يظهر أن المسألة التنظيمية مثلت إحدى نقاط ضعفها وأنه لم يتم تطوير ما يمكن أن نسميه فكر “الآليات” التطوير المنشود، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بحزب البعث الذي يحمل مشروعاً قومياً للأمة جمعاء يحتاج استثمار طاقات وإمكانات هذه الأمة الاستثمار الأمثل، ما تعليقكم على هذا؟

<< لا أحب أن أخوض في مسألة تاريخ الأحزاب العربية وإشكالاتها التنظيمية وقضايا تطويرها من عدمه، فما يعنينا بشكل أساسي تجربة حزبنا في هذا المجال، ولأن هذا الأمر قد يثير إشكالات مع الآخرين نحن بغنى عنها.

 التحدي الذي نواجهه هو تحد متعدد ومتشعّب الجوانب والوسائل

 

عقيدتنا في حزب البعث هي منهاج يحدد قوانين التغيير والتطوير في المجتمع ولم تكن أفكاره مجرد تجريدات نظرية أو شعارات سياسية ولكنها كانت تجمع بين الفكر والعمل وتصدر عن رؤيا عامة متكاملة تتغذى بالتجارب الواقعية والتاريخية العالمية والعربية والمحلية.

وهذا يكفينا عناء البحث عن أنفسنا في نظريات الثورة التي صاغتها تجارب غيرنا من الشعوب لأننا أساساً لا يمكن أن نجد أنفسنا فيما هو مستورد.

وقيمة المسألة التنظيمية في حزبنا هي في مدى قدرتها على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها العمل والممارسة، وقد أثبتت الوقائع أن تجربتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية تتميز عن سائر التجارب الأخرى بكونها نبتت في التربة العربية، وفي مناخ عربي تعبيراً ثورياً عن الواقع العربي، وقد امتازت أفكار البعث بشمولها لتغيرات جذرية في المفاهيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولم تكتف بطلب السلطة بل امتدت إلى الجماهير لتستوعب حركتها وتخلق علامة من الارتباط الفكري بينهما.

< كيف تنظرون إلى المؤتمرات السنوية للمؤسسات الحزبية هذا العام، وهل من منعكسات متميزة فيها عما سبق؟

<< مؤتمراتنا هذا العام اتسمت بـ:

1- بالانضباطية الحزبية العالية رغم الحضور الكثيف الذي وصل في كثير منها إلى مئات عدة.

2- اتسم الحوار فيها بالجرأة والوعي والالتزام والشفافية الكاملة.

3- كانت لغة الحوار فيها نقدية واضحة وبمفردات تحاكي هموم الرفاق وهواجسهم هذه اللغة الحوارية عبرت عن مستوى عال من الوعي تمكن الرفاق من خلاله من توجيه شحنة مكثفة من الضوء على كافة القضايا التي كانت محل البحث، سواء كانت تنظيمية أو سياسية أو خدمية.

لذلك أقول بأن مؤتمراتنا هذا العام أنجزت دوراً كبيراً في إزالة أية تناقضات وتوحيد التوجهات وتقريب المسافات الفاصلة بين المفاهيم التي ظن البعض أنها ملتبسة.

وقد كانت إجابات الرفاق أعضاء القيادة في هذه المؤتمرات عن أسئلة الرفاق إجابة واحدة تقطع الشك باليقين والسكون بالحركة والغفوة باليقظة والأقوال بالأفعال وتخلق الظروف العملية التي تجعل أهدافنا أقرب من أي وقت مضى.

– نحن أبناء حزب لا يفاوض على مبادئه.

– نحن أبناء حزب لا يفرط بالثوابت ويتحرك مع المتغيرات.

– السياسة في مفهومنا هي في الأصل بناء الدولة وتنمية المجتمع.

– نلتزم بالمبادئ لكننا نعطي أنفسنا أوسع مجالات الحرية في التطبيق.

– نحن وعاء الآخرين نستوعب الجميع ولا يستوعبنا أحد.

– نحن أبناء وطن وضعنا قائده بشار الأسد من حيث لا نحتسب على أبواب عصر جديد وأعتاب فجر جديد فترجمنا بمفردات الفعل والتصرف أن إرادة الشعب من إرادة الله.

< يصدر هذا العدد بمناسبة ذكرى ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، ماذا تقولون في هذه المناسبة؟

<< أقول للبعث الخالد في ذكراه العظيمة أجدني عاجزاً عن إيفائك بعض حقك عبر هذه الكلمات لأن المعاجم بكل ما تحتوي من مفردات غنية لن تستطيع أن تسمو إلى مقدارك الحقيقي.

ونحن عندما نتحدث عن تاريخ البعث العربي الاشتراكي، نتحدث عن بطولة أفرزتها الأمة لتحمل علم التحرير السياسي والنضال الاشتراكي ويأتي العيد هذا العام وجماهير شعبنا في سورية الأبية تحقق أملاً كبيراً وهدفاً سامياً، ويأتي نصرها العظيم ضد الإرهاب المسلح ومشغليه من الدول العظمى والإقليمية والمحلية التابعة مكللاً بالغار، يأتي هذا النصر الذي دفعت سورية دونه دماً غزيراً روى أرض الوطن وشهداء كراماً زرعوا في حقولها وجبالها ومدنها وقراها.

فلتكن ذكريات نيسان دائماً جهداً مثمراً يصبّ في تيار صمود هذا الوطن ويرفع من قوة حركته ويصلّب عناصر استمراره ولنسهم جميعاً وفي كل عمل من أعمالنا في بناء هذا الصمود بصدقنا في اختيار الهدف وبصدقنا في التعبير عنه وبصدقنا في المسير إليه.