الصفحة الاولىصحيفة البعث

دفاعاتنا الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي على مطار التيفور سورية: لن نتوانى في الدفاع عن أرضنا وشعبنا وسيادتنا

 

بعد أقلّ من 24 ساعة على رضوخ إرهابيي “جيش الإسلام” في مدينة دوما وطلبهم الخروج باتجاه جرابلس إثر الضربات الموجعة التي تلقوها على يد أبطال جيشنا، اعتدى كيان الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ عدة أطلقتها طائرات “إف 15” على مطار التيفور بريف حمص، حيث تصدّت دفاعاتنا الجوية لعدد منها، وسقطت أخرى في المطار ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء ووقوع جرحى.
وزارة الخارجية والمغتربين حذّرت من التداعيات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية ودعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية، مؤكدة أنه ما كان ليتمّ لولا الدعم اللامحدود الذي تقدّمه الإدارة الأميركية لهذا الكيان، مشددة على أن سورية لن تتوانى عن ممارسة حقها في الدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها بكل الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي. وفيما وصف وزير الخارجية الروسي العدوان بأنه تطور خطير في ظل وجود لاعبين لم يدعوهم أحد إلى سورية ولديهم أهداف معلنة وغير معلنة، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف العدوان بأنه يدعو للقلق، نافياً أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أجرى مشاورات مع الكيان الإسرائيلي بهذا الخصوص، في حين استنكرت أحزاب وشخصيات لبنانية العدوان مؤكدة أنه محاولة عبثية لإنقاذ ورفع معنويات التنظيمات الإرهابية التي تتوالى هزائمها أمام بطولات الجيش العربي السوري.
وفي التفاصيل،  ذكر مصدر عسكري أن طائرات إسرائيلية من طراز “إف 15” اعتدت فجر أمس بصواريخ عدة أطلقتها من فوق الأراضي اللبنانية على مطار التيفور، حيث تصدّت لها وسائط الدفاع الجوي وأسقطت عدداً من الصواريخ، ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي على المطار تسبّب بارتقاء شهداء ووقوع جرحى. وكانت دفاعاتنا الجوية تصدت في الـ 10 من شباط الماضي لعدوان شنّه كيان العدو الإسرائيلي على أحد المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى وأسقطت إحدى طائراته من طراز “إف 16”.
وتدخل العدو الإسرائيلي خلال الفترة الماضية أكثر من مرة لدعم التنظيمات الإرهابية المنهارة تحت ضربات الجيش العربي السوري، حيث أكدت عشرات التقارير الميدانية والأممية وجود تعاون ما بين العدو الإسرائيلي والجماعات الإرهابية، إضافة إلى العثور على أسلحة إسرائيلية داخل أوكار الإرهابيين فى العديد من المناطق آخرها كان في جوبر بالغوطة الشرقية.
وفي رسالة وجهتها إلى كلّ من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن قالت وزارة الخارجية والمغتربين: إنه في إطار سياستها القائمة على ممارسة إرهاب الدولة وتقديم الدعم المستمر للمجموعات الإرهابية المسلحة، وإمعاناً منها في انتهاك قرار مجلس الأمن رقم 350 لعام 1974 المتعلق بفصل القوات وقرارات مجلس الأمن والصكوك الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين الـ ـ9 من نيسان 2018 على الاعتداء مجدداً على أراضي الجمهورية العربية السورية عبر قيام طائرات “إف 15” إسرائيلية بإطلاق صواريخ من الأجواء اللبنانية على مطار التيفور في محافظة حمص، حيث تمكنت وسائط الدفاع الجوي السوري من إسقاط بعض هذه الصواريخ، وقد نجم عن هذا الاعتداء استشهاد وجرح عدد من المواطنين السوريين، وتابعت: إن هذا الاعتداء الإسرائيلي يشكل رداً غير مباشر على نجاح الجيش العربي السوري في طرد المجموعات الإرهابية المسلحة من ضواحي مدينة دمشق وريفها ومناطق سورية أخرى، بعد أن أمعنت هذه المجموعات في قتل أبناء الشعب السوري واختطاف المدنيين واحتجازهم كدروع بشرية وأمطرت دمشق وحدها بما يزيد على ثلاثة آلاف قذيفة خلال ثلاثة أشهر فقط، تسبّبت باستشهاد 155 مواطناً وجرح 865 من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
وأضافت الوزارة: إن استمرار “إسرائيل” في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتمّ لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدّمه لها الإدارة الأميركية والحصانة التي توفرها لها من المساءلة والتي تمكنها من الاستمرار في ممارسة إرهاب الدولة وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم، وأن اعتداءها هذا ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الأميركي المبنيّ على فبركات ومسرحيات عملائها التي لم تعد تنطلي على أحد، موضحة أن الجمهورية العربية السورية تعيد تحذير “إسرائيل” من التداعيات الخطيرة لاعتداءاتها عليها ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية المسلحة واستمرار احتلالها للأراضي العربية بما فيها الجولان السوري المحتل وتحمّلها كامل المسؤولية عنها، مضيفة: إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها لم ولن تنجح في حماية شركاء “إسرائيل” وعملائها من التنظيمات الإرهابية كما لم ولن تفلح في إشغال الجيش العربي السوري عن مواصلة الإنجازات التي يحققها في مكافحة الإرهاب. وقالت: كما تؤكد الجمهورية العربية السورية أنها لن تتوانى عن ممارسة حقها في الدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها بكل الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.
واختتمت الوزارة رسالتها بالقول: إن الجمهورية العربية السورية تطالب مجدداً مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وإدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية السافرة ومساءلتها عنها واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات.
كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الاعتداء الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: إن هذا الاعتداء يشكّل انتهاكاً لسيادة سورية وسلامة أراضيها ويخالف جميع القوانين والأحكام الدولية ويعقّد الأوضاع المتأزمة في سورية والمنطقة، وأشار إلى أن هذا الاعتداء الصهيوني يأتي في أعقاب الإنجازات التي يحقّقها الجيش السوري ضد الإرهاب، ويهدف أيضاً إلى صرف اهتمام الرأي العام عن مأساة غزة واستشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آلاف آخرين بنيران قوات الاحتلال.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية دعم إيران الكامل لسيادة سورية وشعبها وسلامة أراضيها، داعياً جميع الدول الحرة والحلفاء الدوليين إلى اتخاذ موقف شفاف إزاء الاعتداء الصهيوني السافر الذي يهدّد السلم والأمن الدوليين بصفتهم أعضاء في الأمم المتحدة.