ثقافةصحيفة البعث

على قلم وساق

 

-1-
تطل خربشة من بياض الوجع..
تؤجج حروف الحبر، فيلوذ السواد إلى آخر الوجه..
وأمحو بالدمع الأثر الرفيق..
هنا.. استراح المكان.. ووقف الظل لاهثاً من شحيح الاكتمال الرقيقْ ..
لو علمتْ السويعات ما فعلت بالحديث.. لو سرّحت الحروف شعرها
لأشعلت بوادر التمني جمري السحيق …!
هنا، قطفنا اللون من صدر أمه وأخفينا سلال الرؤى..
هنا، صاح البريقْ.. يا أنا.. أيها الانعكاس أيها الشقيق..
أتعلم كيف اشتبكت أصابع القمح وصار الغروب على بعد ومضة يبذر الصهيل الشفيق..؟
غداً.. تنبلج من طفولتي صورة الحقل وأحبو على فراش الوقت مضرجاً بالشهيق..!
-2-
“حفلة مدى مزمنة”
اعترافك بالمدى.. جعل الوثوب يرقص فرحاً..
مصادفة تحيك سطور القناديل.. فأمشي.. على عجل..
أتذكر اختناق الخطا.. وألوذ بحقائب الحضور..
اعترافك بالمدى.. جعل أقفالي تكبر على نشيج اللون واليقين والفتوحات..
ألملم فيها الزحام والأسرار والرعش والقبيلة والتنهدات..
اعترافك بالمدى.. جملةٌ أسمى من فعل مبعثر يراقص الشطح بلغة المهتاج..
لتشمّر النوافذ عن ستائر الهديل وتتوسم الفيضَ في رحلة الملذات..!
-3-
على بساط الريق.. يمدّ لسان التساؤل تضاريسه
تستفز الرحلة طفولتي .. تتريث ابتهالات الأثر..
فتغدو الحواس أمنية ممرنة على قفز النوايا..
ما أكتبه غير مخصص للسقوط..
هي حاجتي.. وفي جيبي هواجس من بساطة المكان
مزيج صحيح.. رواه وجه التعرف
في الحكاية لم أجادل الحضور..
بين السطور محمية كلمات وقفز لا يضاهيه اصطهاج الرداء..
يكسوني “سندباد” الذاكرة.. فتبكي أشيائي من مديح محبرتي..
ربما.. جاءت هدهدة متقمصة من بعيد السفر.. ربما..تسلق نضوجي متون النايات..
أقرأتم خلو الوقت من انتظار مغلف بالذنوب..؟
-4-
“مختلٌ شعرياً..”
تنحني الغمرة لمواكب الاحتفال .. تنطّ من بين الجموع لفتة.. فتبتسم احتمالات الحروف..
مازال الطارئ يختزل تورّط الانتظار
تتسع آثار الأسماء.. تتطاير فناً قبعات الأزل..
قولوا لمجرى العين إني ألبستُ ارتجالي ثوب البيان..
زورقُ القول شدَّ انتباه الموج..
ولائم غدت كحجة التفاسير و”تنورست”..
أسمعتم ولادة الصبر وصراخ المشيمة ونحن على وشك الفكرة..؟
أيتها القارعة أنتمي إليك.. فانتبهي للأعراف والقوافي وتقاليد الطريق..!
-5-
“تيجان اللظى”
وقف الحلم مشدوهاً.. جمع أقواس الحنين في صومعة الختام..
لأجلكِ فرشتُ صباحي وأطلقت حمام الكلام..
وقف الحلم مشدوهاً.. أوتاد الفصول.. خَيْمَة استرخاء..
رحلة أحيكُ مطرَ الرغبة فيها غيمة غيمة..
النهم يا عبقة.. ملغوم.. وجسدي حكاية اعتراف..
يا سطوة الصمت تيهي.. فيض اللهاث أضناني
وطقس الحضور اعتلى رجفة الرجوع..!
معك..وقف الحلم مشدوها..!
رائد خليل