الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

رحيــــل صـــاحب روايــــة “مقتـــل بائـــع الكتـــب”

 

“لست كاتباً سياسياً.. ولا أرغب أن أكون.. وانغماسي في الكتابة الفكرية المتشربة برؤية سياسية أوجبته ظروف واقعنا وتناقضاته وصراعاته”. هي رؤية الروائي العراقي سعد محمد رحيم الذي غادر الحياة أول أمس إثر أزمة قلبية في العراق صاحب رواية مقتل بائع الكتب التي وصلت إلى القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، عام 2017.
رحيم كان يرى أن المساهمة في تغيير وتحويل العالم هي إحدى أهم وظائف الرواية “حيث تكون صوت الضمير، وصوت الضحايا والمهمّشين والمنسيّين. وبطبيعة الحال لا أدعو إلى أن تكون الرواية رسالة سياسية مباشرة كما هو الحال في المقالة والدراسة السياسية، وإنما أن تسخِّر الجمال والمعرفة وتستلهم التاريخ والواقع بما يجعلها قوة دافعة تعيد للإنسان ثقته بنفسه وإيمانه بقدرته على الفعل الخلاق، “بينما الكثير من مثقفينا ما زالوا يتناقرون مثل ديكة عجائز في قفص ضيق” متوهمين أنهم إنما يصنعون التاريخ. إن الذات المثقفة العراقية والعربية، ولا أستثني نفسي، بحاجة إلى نقد صادم. أن تنظر في المرآة لترى مواطن قصورها وتشوهاتها. فنحن لم ننقد ذواتنا المثقفة كما يجب أن يكون النقد، لم ننقد خطابنا الثقافي، لم ننقد تاريخنا الثقافي، بالشكل الذي نعرضه تحت الشمس، بثآليله وبثوره وعلله ومواطن ضعفه وقصوره. إضافة إلى أن “الكثير من النخب الثقافية مثقلة بالعُقد، والأمراض، والأوهام. ومن هنا، هي غير قادرة على المساهمة في تشخيص ومعالجة العُقد والأمراض والأوهام السياسية والاجتماعية. وحتى أنها تعجز غالبا في التحديق في المرآة ورؤية الجانب المشوه والعليل من روحها وعقلها”.
غلبت السردية على العديد من رواياته إذ هي التقنية التي كان يراها “ذات جمالية خاصة، تشرك القارئ في بنائها وتضع كيفية تأليفها أو جانباً منها تحت المجهر”. رحيم من مواليد بلدة ديالى العراقية العام 1957 وكان عمل في حقلي التدريس والصحافة ونشرت أعماله الصحافية في صحف ودوريات عراقية وعربية.
للكاتب ست مجموعات قصصية وعدد من الدراسات السياسية والأدبية وأعمال روائية: “غسق الكراكى” 2000، التي فازت بجائزة الإبداع الروائي العراقي لسنة 2000، “ترنيمة امرأة، شفق البحر” 2012 و ظلال جسد.. ضفاف الرغبة” الفائزة بجائزة كتارا للعام 2016. كما فاز بجائزة أفضل تحقيق صحافي في العراق للعام 2005 وجائزة الإبداع في مجال القصة القصيرة/ العراق 2010 عن مجموعة “زهر اللوز” 2009.
بشرى الحكيم