ثقافةصحيفة البعث

نسرين طافش.. مواهب متعددة

 

الممثلة الأكاديمية “نسرين طافش”-1982 خريجة دفعة عام 2008 من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، تنطبق عليها مواصفات نجمات الغلاف، فهي معروفة بأدوارها التلفزيونية التي تقترب من الـ40 وأعمالها المسرحية التي تزيد عن خمسة، وهي ليست نجمة في الدراما فقط، بل وأيضا في الغناء، يضاف إليه إطلالتها على بعض مواقع التواصل، لتفتي عن شؤون الجمال والرشاقة، وما يطلبه السوق الذي تعمل فيه، وكان لها تجربة إعلامية في إدارة وتشغيل مجلة “نسرينا” الإماراتية، والتي قررت إغلاقها منذ بضع سنوات، بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة العربية على حد وصفها، صحيح أن البعض يُرجع ذلك الإغلاق إلى تفاصيل متعلقة بحياتها الأسرية، إلا أن قيامها بتشغيل مجلة يعني أنها اكتسبت خبرة في الإعلام الفني، ما يكفي للقول أنها فعلا فنانة متعددة المواهب، أو كما يقال مثل “الزبدية الصينية”.
ولكن مشكلة المواهب المتعددة تلك، أنها لا تترك للفنانة وقتا، فلا تستطيع التميز في موهبة منها، فتمر عليهن سريعا، دون التفوق في كل واحدة على حِدة، ففي الدراما التلفزيونية مثلا، والتي عرفت واشتهرت بها، أثبتت النجمة حضورا وشهرة وتألقا لدى الجمهور، وفي مجتمع مهني درامي يقوم على انتقاء الممثلين وفق أسباب غير فنية، لطالما تم اختيار نسرين طافش على جمالها ورشاقتها، دون مراعاة متطلبات الدور، الحديث هنا ليس عن مهاراتها في التمثيل، بل عن مهارتها كممثلة في الدور، فكانت تنجح أو تخفق بناء على المصادفة، فما الأدوار التي تلائمها؟
إن التصميم الأيقوني الغرافيكي لأبعاد وجه الممثلة “طافش”، عند النظر إليها بصرف النظر عن الأداء، مع عينيها المبتسمتين دائما، يجعلها لا تناسب الأدوار الجادة مثلا، ولا الأدوار التي تنطوي على معاناة الشخصية، فحتى عندما تبكي، تظهر على وشك أنها سوف تنفجر ضحكا أو تخفي ابتسامة، وهي الأدوار التي لم تنجح فيها عموما.
أما الأدوار التي قد تنجح بها، فيجب أن تنطوي على مواضيع مسلية بشرط أن لا يكون الحب جادا أو فيه من المعاناة، ومن أشهر النماذج على هذا، المشهد الذي تنظر فيه إلى “عبودي”، عندما جاء لينقذها من عالم الكازينو في مسلسل “الانتظار”، لقد كانت تنظر إليه وهو في القتال والطعن، بعينين ضاحكتين.
أما في المسرح، فلا تتعدى أعمالها عدد أصابع اليد الواحدة، بعد عشر سنوات من تخرجها من المعهد المسرحي، وهو رقم يشير إلى ضعف احتكاكها بهذا الفن، في مقابل انصرافها إلى التلفزيون والمجلات.
وغير التلفزيون والمسرح لدينا أيضا تجاربها في الغناء، صحيح أن البعض أقبل على تلك الأغاني من باب: لنرى ماذا تفعل الآن، لكنها على العموم أغان لم تلاق صدى يذكر عند الجمهور أو استحسانا من النقاد.
بالطبع هناك فنانون عرفوا بتعدد المواهب، لكن، ذلك يتطلب على الأقل النجاح في واحدة قبل الانتقال إلى الثانية، وليس جمعها على طريقة، جمع الطوابع!.
تمّام علي بركات