الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخامنئي: ترامب وماكرون وماي مجرمون

أدان قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية، مؤكداً أن هذا العدوان جريمة، وأوضح، خلال استقباله أمس عدداً من المسؤولين الإيرانيين وسفراء الدول الإسلامية بحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود بمناسبة يوم مبعث الرسول الأكرم، أن رئيس الولايات المتحدة ورئيس فرنسا ورئيسة وزراء بريطانيا مجرمون، وقد ارتكبوا جريمة ولن يحققوا أي مكسب وسيفشلون كما فشلوا في العراق وأفغانستان في السنوات الأخيرة.
بدوره أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العدوان مخالف للقوانين والأعراف الدولية وستكون له تداعيات خطيرة ومدمّرة على المنطقة برمتها، وقال: إن الأمريكيين والصهاينة وبعض الدول الغربية لم يتعظوا من السنوات السابقة، مضيفاً: إنه في حين يكلّف وفد دولي لدراسة حقيقة استخدام السلاح الكيميائي في سورية نرى عدواناً على بلد ذي سيادة بحجج واهية ومزاعم غير حقيقية.
ورأى روحاني أن هدف الأمريكيين من هذه الاعتداءات هو تبرير وجودهم في المنطقة، لافتاً إلى أنهم مستاؤون من هزيمة عملائهم الإرهابيين في الغوطة الشرقية لذلك يشنون هكذا عدوان، مشدداً في ذات الوقت على أن بلاده ستواصل دعمها لحكومات المنطقة التي طلبت المساعدة في مواجهة الإرهاب.
من جهتها أدانت الخارجية الإيرانية العدوان بشدة، مؤكدة أنه يشكل خرقاً للقوانين الدولية ولسيادة الأراضي السورية، محذّرة من تبعاته وأثاره الإقليمية والدولية، وحمّلت أمريكا وحلفاءها مسؤولية تبعات وآثار هذه المغامرة، ولفتت إلى أنه في الوقت الذي ترفض فيه طهران استخدام السلاح الكيميائي فإنها تعارض افتعال الذرائع للعدوان على بلد مستقل، مشيرة إلى أن هذا العدوان سيؤدي إلى تقويض فرص السلام والأمن في العالم ويخلق الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ومن شأنه أن يعزز جبهة الإرهابيين والمتطرفين.
وأكدت الخارجية في بيانها أن العدوان جاء بعد هزيمة الإرهابيين في الغوطة الشرقية من أجل التعويض عن خسائرهم ومواصلة الدعم لهم، مشيرة إلى أن العدوان تمّ تنفيذه دون أي دليل وقبل إعلان منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية رأيها، وأن أمريكا وحلفاءها نصبوا أنفسهم قضاة وشرطيين عالميين.
ولفت البيان إلى أن الشعب السوري سيحبط المؤامرات الرامية إلى تغيير المعادلات الميدانية لصالح الإرهابيين، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي شنت فيه أمريكا عدوانها فإنها منعت قراراً دولياً يشجب مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وشدد البيان على ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته حيال هذا العدوان الغاشم، وقال: على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية أن تدين بقوة هذا العدوان الأحادي الجانب على سيادة بلد مستقل وعضو في الأمم المتحدة.
كما أدان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشوري الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي بأشد العبارات العدوان، مؤكداً أنه يشكل انتهاكاً صارخاً وسافراً لجميع القوانين الدولية، لافتاً إلى أن هذا العدوان جاء نتيجة لفشل جميع السياسات الأمريكية ضد سورية، وأشار إلى أن الولايات المتحدة استعانت بجميع حلفائها في الغرب والمنطقة ودرّبت عشرات الآلاف من الإرهابيين وسلحتهم وأرسلتهم إلى سورية ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، مؤكداً أن هذا العدوان سيضاعف قوة محور المقاومة.

على واشنطن تحمّل تبعات عدوانها
إلى ذلك أكد محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران أن العدوان الثلاثي محاولة فاشلة للتعويض عن الخسائر التي لحقت بالغرب وحلفائه بعد هزيمة أدواته الإرهابية، واعتبر، في تعليق نشره على صفحته على موقع انستغرام، أن هذا العدوان المحدود بعد أسبوع من التهديد والوعيد جاء لصون ماء وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدّد وتوعّد، ولكنه أظهر ان مخططات أمريكا فشلت في سورية، فيما أعلن مساعد قائد حرس الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون السياسية العميد يد الله جواني أن العدوان سافر ولا مشروعية له، وقال: إن على أمريكا أن تترقب تبعات عدوانها على سورية، مؤكداً أن المجال أصبح متاحاً أكثر أمام جبهة المقاومة للرد على أمريكا وحلفائها.
ولفت جواني إلى أن العدوان أتى في ظروف كان مقرراً فيها أن تقوم بعثة تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقق من المزاعم الأمريكية باستخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي كما أن الحكومة السورية وفرت الأرضية لتسهيل عمل البعثة، وأكد أن العدوان على سورية لن يغير المعادلة أو يضعف محور المقاومة وإنما سيعزز التصدي للاعتداءات.
من جانبه أدان مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران لشؤون الصناعات العسكرية العميد حسين دهقان العدوان، مشدداً على أنه يكشف زيف أكذوبة محاربة الولايات المتحدة والغرب للإرهاب، مؤكداً أن هذا العدوان السافر يمثّل جريمة قام بها زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مشيراً إلى أن هناك دولا أخرى تتحمّل المسؤولية أيضا لأنها مهدت عبر مواقفها الأرضية لشن هذا العدوان الغاشم على سورية، ولفت إلى أن كل الوقائع تثبت زيف الذرائع التي استخدمتها دول العدوان لشنه، معتبراً أن هذا العدوان على سورية يهدف أيضاً إلى التغطية على الجرائم التي ترتكب في دول المنطقة وخصوصاً في اليمن.

الرد على العدوان سيكون قاسياً
من جهته أدان وزير الصحة الإيراني حسن قاضي زادة هاشمي العدوان، معبّراً عن استعداد إيران لتقديم كل ما يلزم من مساعدات طبية إلى سورية لمواجهة أي تداعيات للاعتداءات التي تتعرض لها، فيما قالت منظمة تعبئة المستضعفين في إيران في بيان: إن زعماء بعض الدول الغربية ارتكبوا مرة أخرى خطأ استراتيجيا بعدوانهم الثلاثي الذي جسّد وأظهر نزعتهم الوحشية الاستكبارية أمام الرأي العام العالمي، وأكدت أن هذه الجريمة العمياء زادت من وحدة جبهة المقاومة أكثر مما مضى وأثبتت أحقية المدافعين عن المقدسات والإنسانية وفضحت الوجه الحقيقي القبيح لجبهة الاستكبار وأدعياء حقوق الإنسان الذين هم العدو الدائم لحرية البشر والسلام العالمي، وأشارت إلى أن الرد على هذا العدوان سيكون قاسياً، معربة عن استيائها من تواطؤ بعض الأنظمة العربية وخاصة النظام السعودي مع الدول المعادية للمنطقة وشعوبها.