أخبارصحيفة البعث

موسكو: قانون الرد على العقوبات الأمريكية قادم

 

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو لن تتأخر في اعتماد قانون تدابير الردّ على العقوبات الأمريكية، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يملي على روسيا اعتماده بشكل عاجل.
وقال ريابكوف في تصريحات لوكالة سبوتنيك أمس: إن “النظر في مشروع هذا القانون المهم سينظم بشكل لا يسمح بالمماطلة”، لافتاً إلى أنه “لا يمكن الآن تحديد ما سيحدث ومتى ولكن من وجهة نظر سياسية وبالحديث عن موقف وزارة الخارجية نحن نرى ضرورة لتنفيذ ذلك بديناميكية وسرعة”.
وأشار ريابكوف أيضاً إلى أنّ بلاده تبحث مع الشركاء في “مجموعة العشرين” و”بريكس” إساءة استخدام واشنطن لوضع الدولار كعملة الاحتياط الرئيسية.
وفي السياق، صدر عن الكرملين الروسي بيان جاء فيه: ليس هناك مباحثات حالياً بين موسكو وواشنطن من أجل عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأشار البيان إلى أن العقوبات ضد موسكو تحمل طابع الإجبار لاتخاذ سلوك محدّد، معتبراً أن ما وراء العقوبات الأميركية هو محاولات لمنافسة وطرد الشركات الروسية من السوق الدولية بشكل غير مشروع.
ووصف بيان الكرملين العقوبات الأميركية بغير القانونية، معتبراً إياها مخالفة للقانون الدولي وقواعد منظمة التجارة العالمية.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي قالت: إن بلادها ستفرض عقوبات جديدة على روسيا، كما أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفين مونشين أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل حالياً على وضع عقوبات جديدة ضد روسيا وستعلن عنها غالباً في الأسابيع القليلة المقبلة.
وفي مقابل ذلك أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بلادها ستردّ بالمثل في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا.
وفي إطار الإشارة إلى حجم الغباء الذي يتمتع به ترامب وإدارته، من خلال محاولة تبرير السبب الذي دعا ترامب إلى طرد كل هؤلاء الدبلوماسيين الروس، قالت صحيفة واشنطن بوست: إن ترامب اتهم موظفي إدارته بتضليله بشأن عدد الدبلوماسيين الروس الذين تقرر طردهم على خلفية قضية سكريبال نهاية آذار الماضي.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مسؤول في البيت الأبيض لم تذكر اسمه، أن مساعدي ترامب عرضوا عليه في 24 آذار خطة عمل منسقة مع الحلفاء الأوروبيين لـ”معاقبة موسكو” على وقوفها المزعوم وراء تسميم الجاسوس المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبوري البريطانية مطلع الشهر نفسه، وشرح الموظفون لرئيسهم أن الولايات المتحدة ستطرد من الدبلوماسيين الروس “ما يساوي تقريباً عدد الدبلوماسيين الروس الذين قرر حلفاء واشنطن طردهم”.
ووفقاً لـ”واشنطن بوست”، فإن مساعدي ترامب كانوا يقصدون العدد الإجمالي للدبلوماسيين الروس الذين طردتهم لندن، وكانت باريس وبرلين وعواصم أوروبية أخرى بصدد ترحيلهم، لكن ترامب اعتقد لسبب ما، أن “الحديث يدور عن عدد المطرودين من كل دولة على حدة”!.
وقال ترامب حسب مصدر الصحيفة حينها: “لن نلعب دوراً ريادياً في هذا الظرف، وسنطرد عدداً مساوياً من الدبلوماسيين”.
وفي 26 آذار الماضي أعلنت واشنطن عن طرد 60 دبلوماسياً روسياً، في حين اكتفت كل من فرنسا وألمانيا بطرد 4 دبلوماسيين لكل منهما، ما أثار غضب ترامب حسب الصحيفة، وخاصة على ضوء تصوير الإعلام موقف البيت الأبيض وكأنه الأكثر تشدداً مع روسيا بين جميع الدول الغربية.
وتابع مصدر الصحيفة: “أخذ ترامب يصيح ويصرخ قائلاً: إن مساعديه خدعوه بشأن عدد الدبلوماسيين المطرودين، وأطلق حينها كيلاً من السّباب”، وأضاف: إن الرئيس الأمريكي قال “لو أخبرتموني بأن فرنسا وألمانيا تخططان لطرد 4 دبلوماسيين لكل منهما، لفعلنا الشيء نفسه”.
يذكر أن واشنطن طردت 60 دبلوماسياً روسياً وأغلقت القنصلية الروسية في سياتل شرقي الولايات المتحدة، تضامناً مع موقف لندن في قضية تسميم سكريبال، فيما قرّرت 25 دولة أوروبية، إضافة إلى كندا وأستراليا، ترحيل ما إجماله 63 دبلوماسياً روسياً عن أراضيها.
وبعد أيام من ذلك، أعلنت الخارجية الروسية عن إجراءاتها الجوابية على أساس مبدأ المعاملة بالمثل تجاه تلك الدول، وطردت دبلوماسييها تباعاً.